
في ذكرى الانطلاقة : تجربتي بالعمل مع أمد ...!
عيشه جودة
اعتقد انه لم يسبق وكتب احد تجربته بالعمل في مكان ما ..فالجميع تعود ان يكتب عن مسيرة عمله وصقل ذاته شخصياً ..اما اليوم سأكتب فقط عن تجربتي مع موقع أمد للاعلام رغم قصر المدة التي عملت بها بهذا المكان ..
في الذكرى الثامنة لانطلاقة أمد للاعلام ,أسجل بالبداية سعادتي وامتناني لجميع اسرة أمد بدءأً بالمشرف العام و المفكر الاعلامي "حسن عصفور" مرورا بجميع العاملين فيها ..
ثاينا : لم اخفي عليكم ان الكتابة لتجربة عمل بمكان يجمع مابين المهنية والفكر الحر وبين المعارضة للرأي الاخر ..يربك أي مؤسسة لا تعمل الا بالقليل من امكانياتها الا ان (أمد للاعلام) سخرت كل الجهود لتوصل بامانة وصدق كل المعلومات بدقة ومهنية ,كما وعدت قرائها ...
لم الاحظ بيوم ما طيلة فترة عملي بهذا انني صحفية عاملة بمؤسسة اعمل لاتقاضى راتب جراء هذا العمل ..ولكن الاجواء وبرفقة الاب الحنون السيد حسن عصفور ..جعلنا نعشق أمد والعمل بها وان نحت الصخر دائما حتى نكون السباقين والادق بنقل المعلومات حتى وان كانت مخالفة لرأي بعض اصدقاء أمد , عدا بعض المنغصات ولا تتعدى المنافسات بين الصحفيين العاملين بها وهذا حاصل بأغلب المؤسسات الاعلامية ..وعلى العكس كان هذا التنافس دافع لاننا نكبر بهذه المؤسسة الصغيرة .
صحيح أن السمة العامة لمسيرة الصحفي في فلسطين متشابه من حيث عوامل النجاح ,وأسباب الإخفاق , إلاّ أن العمل الاعلامي في (أمد) له خصوصية خاصة بسبب ظروف الأنقسام، ومهام التحرير ,وتداعيات الأمر على كل مناحي الحياة…
إضافة إلى ذلك قلة الموارد، وقلة الاستثمار في الإعلام، وعدم تحزب أمد كان سبب في قلة التمويل ، وعدم حيادية الإعلام الرسمي الذي يجب أن يكون عاماً وللجميع اضعف من تحرك العاملين بها، اما صراع الأجيال العاملة في الحقل الإعلامي لدرجة التنافس غير الموضوعي، والبعيد عن الايجابي, لم يكن موجود مطلقاً.
فخلاصة تجربتي مع أمد كانت كالآتي :
_ مع (أمد) العمل الصحفي يحتاج إلى ركنين أساسيين: العلم والممارسة.
_ الموضوعية والدقة هم رأس مال الصحفي في العمل الإخباري، والنقد البناء والحوار المنطقي الحر، والتحليل المستند إلى الأدلة والبراهين والشواهد هم رأس مال العاملين فيها .
_زيادة الحصيلة الثقافية والمعرفية يجب ألاّ تتوقف ، ومن المهم أن يضيف الصحفي معلومات لرصيده بشكل يومي ومستمر.
_ضرورة التحصين ضد الانزلاق في دهاليز التبعية الأمنية.
_ الحيادية غير مطلوبة في صراعنا مع الاحتلال، والانحياز لقضايانا الوطنية وثوابتنا الأصيلة شيء أساس بأمد.
في أمد لم يكن هناك فقط نسخ ولصق كالكثيرمن المواقع فقد كان العمل الاعلامي رسالة سامية ، وعمل مسئول ومُتزن، ويهدف إلى زرع القيم الايجابية، ومحاربة الفساد والقيم السلبية.
_ تكوين شخصية مهابة ومقبولة واعتبارية للصحفي مهم جداً، كي يكون قادراً على التأثير في الجمهور.
_ علينا الاستفادة من تجارب الآخرين، والاطلاع على أداء الزملاء، وتغيب الأنا المعرفية، وعدم الاعتقاد باحتكار المهارة والعلم والمعلومات، فالمعرفة هي تراكم معرفي وخبرات الأجيال والآخرين ولم يتوقف بالكلية عند شخص أو جيل أو مؤسسة.
واخيرا شكراً أمد فقد كنتي لي بمثابة الام التي عملتني,رغم عملي بمؤسسات اعلامية كبرى ومشوار طويل بمجال الاعلام الا ان أمد كانت خلاصة التجارب فها انا اطبق ما تربيت عليه بامد في عملي الحالي ...كل التوفيق للاخوة الزملاء العاملين بامد , فعام يضيئ عليكم بكل اشراقة ومهنية عالية بعالم الاعلام الحر الفلسطيني .