قطر وراء اختطاف السفير الأردني في ليبيا

تابعنا على:   00:54 2014-04-16

ياسين البطوش

من خلال الخطاب القطري والمتابعة وقراءة الأحداث والمشاهدات التي تجري من حولنا يستطيع أي متابع أن يرى التدخل القطري الغير مدروس والحسابات الخاطئة في كيفية كسب الأوراق السياسية ومحاولة استدراج بعض الدول إلى الانخراط في سياسة قطر التي عملت على القتل والدمار في العالم العربي , ومحاولة قطر اخذ دور اكبر من حجمها ومحاولتها الحصول على المقعد الرئيسي على الطاولة السياسية العربية, فهي تعمل على خلق الفوضى والقتل والدمار والخراب في المحيط العربي حتى لا يتبقى للكبار دور أو مقعد على الطاولة السياسية العربية.

عملت قطر كأداة من خلال التعليمات وخطة العمل التي تصدر لها من الدول التي لها مصلحة بما يحدث في دول العالم العربي والمحافظة على امن واستقرار حدود إسرائيل وتامين مصالح الولايات المتحدة الأمريكية , وما قطر إلا أداة لتطبيق المطلوب منها من خلال دفع الأموال وتوفير الغطاء الإعلامي من قناتها التي أصبحت مكشوفة لدى المشاهد والموطن العربي بكذبها وزيفها وفبركة الأحداث, وأصبحت قطر وقناتها معروف دورهما بقتل البشر وتدمير الحجر وقتل الروح العربية والقضاء على القضية الفلسطينية قضية العرب الأولى.

أما دورها في الضغط على الأردن فكان من البداية واضح من خلال التركيز على الوضع الاقتصادي المتردي الذي يمر به الأردن من خلال الأحداث التي تجري حولها وبما يسمى "الربيع العربي" الذي قضى على الدول التي زارها وأعاد هذه الدول إلى القرون الوسطى من الدمار السياسي والاقتصادي والعسكري وخلق الحروب الطائفية والأهلية.

وكانت البداية من خلال عملية التهجير للمواطنين السوريون وترحليهم عبر الحدود الأردنية مقابل مبالغ دفعت لبعض السورين على أن يعودوا إلى وطنهم بعد فترة ولكن عندما انتهت قطر من هذا الشعب المهجر إعلاميا تخلت عنهم وتركتهم لمصيرهم وبنفس الوقت الضغط على الأردن اقتصاديا وزيادة العبء الاقتصادي على الأردن , وذهبت قطر بشراء بعض المليشيات المسلحة في جمهورية مصر والعمل على تفجير خط الغاز الذي يزود الأردن بالغاز الذي له دور كبير في دورة الاقتصاد الأردني وتوفير الكهرباء للمواطن الأردني وهذا كان له دور كبير في تدهور الاقتصاد الأردني وتحميله اكبر من استطاعة الحكومة الأردنية في تحمله.

ولعبة قطر في الضغط على الأردن سياسيا من خلال خلق الفتنه بين الفصائل الفلسطينية والعمل على محاولة تغير موقف الأردن من القضية الفلسطينية و وقوفها مع طرف ضد طرف أخر, وعربيا حاولت قطر جعل الأردن يقف ضد بعض الدول العربية التي لها علاقات مميزة مع الأردن , لقد حاولت قطر إزاحة بعض الدول الكبيرة في العالم العربي من أمامها وعملت على تدمير الدول الكبرى والتدخل في شأنها الداخلي مثل الجمهورية العربية المصرية والمملكة العربية السعودية والجمهورية العربية السورية ومحاولتها ضرب دور هذه الدول في العالم العربي.

وفي هذه الأيام أصبحت قطر تلعب لعبة والتي تسمى بالأمثال العربية "تقتل القتيل وتمشي بجنازته باكيه عليه"

وهذا ما فعلته في سوريا قبل فترة وجيزة والكل يذكر ما حدث للراهبات في معلولا عندما قامت مجموعة مسلحة تابعه لقطر وتدعمها قطر بالأموال والسلاح والقيام بخطف الراهبات وحجزهم لمدة طويلة وبعدها قامت قطر تبكي عليهم وتدخلت في إطلاق سراحهم مقابل إطلاق سراح ضباط استخبارات قطريون تم إلقاء القبض عليهم من قبل الجيش السوري وبنفس زودت المجموعة المسلحة بالأموال اعتبرتها فدية لإطلاق سراح الراهبات , ولا ننسى اللبنانيون الذين تم احتجازهم أيضا من قبل مجموعة مسلحة تابعة لقطر ماديا وعسكريا , وقامت قطر تدعي دور الراعي لإطلاق سراحهم على أمل أن تحسن صورتها المهزوزة في الشارع العربي.

وهنا جاء دور الضغط على الأردن من جديد من خلال خطف السفير الأردني في ليبيا من قبل مجموعة مسلحة ترعاها قطر ماديا وإعلاميا وعسكريا وهذه المجموعة تعمل بأمر قطر وتشرف عليها الاستخبارات القطرية المتواجدة في جميع أنحاء ليبيا وتعمل وفق أوامر حكومة قطر مقابل دعم هذه المجموعات بكافة الوسائل التي توفر لقطر ورقة سياسية تستعملها قطر وقتما تشاء وبنفس الوقت تعمل في خدمة الدول الأوروبية وأمريكيا وإسرائيل للمحافظة على مصالحهم هناك بعدما دمروا ليبيا وللأسف بأيادي ليبية أيضا.

ولا ننسى هنا أن المواطن القطري يدخل ليبيا دون تأشيره , والكل يذكر المجموعة القطرية التي تم إلقاء القبض عليها في ليبيا ومعهم جوازات سفر مزيفة وتبين أنهم مجموعة استخبارات تعمل في إرسال الشباب الليبي إلى سوريا.

وهنا لا ندري ما هو المطلوب من الأردن لكي تتدخل قطر في إطلاق سبيل السفير الأردني وسنرى قطر تتباكى على عملية الخطف وستتبرع في محاولة إطلاق سراحه من مجموعتها المسلحة, وهذا هو أسلوبها الذي أصبح مكشوف.

محاوله دنيئة للضغط على المواقف السياسية الأردنية التي ما زالت قطر تحاول تغير البوصلة الأردنية في اتجاه يخدم موقف قطر ضد الدول الاخرى , كون قطر تحاول خلق جبهة تقف في وجه الدول العربية الكبرى وتهميش دورهم السياسي في العالم العربي وأمام دول العالم.

وكون قطر انزلقت في هذا الدمار والخراب لكافة الدول العربية فلم يعد هناك من يردها كونها مدعومة عالميا من أمريكيا وإسرائيل, حتى وصل الأمر بها أن تقف في الجهة المضادة لأي دوله عربية تسير بسياسة المحافظة على العلاقات العربية الطيبة.

وهذا ليس أكثر من تحليل لما يجري حولنا ومن خلال مراقبة الخطاب القطري وسياستها المتبعة في العالم العربي ضمن خطة عمل من الخارج تعمل عليها كأداة للتطبيق.

ولكن مهما حاولت قطر النيل من الأردن فلن تستطيع شراء الخط السياسي الأردني.

أتمنى أن يطلق سراح السفير الأردني في ليبيا دون إصابته بمكروه وان يعود لوطنه وأهله سالما متعافي, وبنفس الوقت يبقى الأردن واقفا شامخا أمام كل من يحاول أن يتطاول على الأردن وأهل الأردن.

اخر الأخبار