رحيل المهندس عماد خالد العلمي (أبو همام) (1956م – 2018م)

تابعنا على:   14:37 2018-01-31

لواء ركن/ عرابي كلوب

غيب الموت الحق صباح الثلاثاء الموافق 30/1/2018م قائداً كبيراً وركناً أساسياً من أركان وأعمدة حركة المقاومة الإسلامية (حماس) ومن أبرز مؤسسيها حيث كان عضواً في مكتبها السياسي قبل الانتخابات الأخيرة إنه المهندس/ عماد خالد العلمي (أبو همام).
ولد/ عماد خالد العلمي في مدينة غزة بتاريخ 26/2/1956م، حيث تلقى تعليمه الأساسي والإعدادي والثانوي في مدراسها، تربى دعوياً ودينياً على يد الشيخ الشهيد/ أحمد ياسين مؤسس حركة حماس والأب الروحي لها.
التحق عماد العلمي بالحركة الإسلامية عام 1974م أي بعد حصوله على الثانوية العامة، وكان من بين أهم الكوادر الشبابية فيها، نظراً لأنه جاء من خلفية أرستقراطية، كونه ابن أحد العائلات المشهورة من ناحية المكانة والمقام في غزة وهي عائلة العلمي.
كان هذا الشاب المهذب والخجول من بين الجيل الأول من جيل الشباب الذي يعود الفضل في تنظيمه إسلامياً للشيخ الشهيد/ أحمد ياسين، حيث كان ذو سلوك قويم، ولم يكن شاباً عادياً حينما قرر الانضمام إلى حركة حماس في مطلع إعلان قيامها.
غادر عماد العملي القطاع إلى مصر بعد حصوله على الثانوية العامة حيث التحق بجامعة الاسكندرية مع نخبة من أبناء القطاع المميزين والمتفوقين والذين عادوا إليه بعد سنوات.
حصل عماد خالد العلمي على بكالوريوس في الهندسة المدنية من جامعة الاسكندرية، وبعد عودته إلى القطاع قام بافتتاح مكتباً هندسياً مع بعض الأخوة المهندسين لممارسة المهنة التي أحبها أي الهندسة المدنية.
وما هي إلّا فترة قصيرة حتى اندلعت انتفاضة الحجارة المباركة الأولى بتاريخ 8/12/1987م ليكون المهندس/ عماد العلمي أحد قياديها البارزين، حيث تحرك ملبياً متطلباتها كأحد المرابطين على الثغور، وكان أحد جنودها السريين إلى جانب المهندس الشهيد/ إسماعيل أبو شنب حيث عمل مع الشهيد القائد/ صلاح شحادة في المكتب الإعلامي والذي ترأسه بعد اعتقال صلاح شحادة عام 1988م.
كان المهندس/ عماد خالد العملي بتمتع بالشجاعة والخلق الحسن، وكان يعرف كيف يكسب إخوانه ويشدهم إليه، ويجعل كل واحد منهم يشعر اتجاهه بالاحترام والتقدير، حيث كان بأدبه الجم وتواضعه وحسن إدارته يحافظ على ارتباطهم وإحساسهم بعروتهم الوثقى واعتزازهم بانتمائهم الإسلامي للحركة التي مثلت لهم موثقهم مع الله وشكلت رؤيتهم الوطنية لمشروعهم النضالي والكفاحي.
بعد ستة أشهر من اندلاع الانتفاضة المباركة قامت قوات الاحتلال الإسرائيلي باعتقاله وحكم عليه بالسجن لمدة عامين بتهمة التنظيم والتحريض من خلال اللجنة الإعلامية التابعة لحركة حماس والقيام بنشاطات إعلامية بغرض تخليد أعمال الحركة وذلك وفق ما جاء في لائحة الاتهام التي قدمت ضده.
في عام 1990م تم الإفراج عنه من سجون الاحتلال الإسرائيلي ليعود ويمارس نشاطه في إطار الحركة ليتم اعتقاله مرة ثانية في شهر يناير 1991م، إلّا أن قوات الاحتلال الإسرائيلي والتي خبرها المهندس/ عماد العلمي في زنازينها عام 1988م، آثرت أن لا تتعب نفسها معه مرة أخرى لأنها تعرف تماماً أنها لن تنتزع منه أي اعتراف ليتم إبعاده برفقة ثلة من قادة حماس أمثال (مصطفى اللداوي، مصطفى القانوع، فضل الزهار، .... إلخ) حيث كان يوم إبعادهم أحد الأيام المشهودة في تلك الانتفاضة من مواجهات عارمة في كافة أنحاء قطاع غزة والضفة الغربية.
واصل المهندس/ عماد العلمي نشاطه في إطار حركة حماس بعد الإبعاد وتنقل بين عدة دول عربية وكان له دور كبير وفعال في دعم القضية الفلسطينية والانتفاضة المباركة في كافة مراحلها قبل أن يصبح عضواً في المكتب السياسي للحركة وأول ممثلاً لها في طهران لعدة سنوات.
في شهر فبراير من عام 2012 م عاد المهندس/ عماد العلمي (أبو همام) إلى أرض الوطن بعد فترة غياب امتدت لعقدين من الزمن، وأخذ موقعه التنظيمي الذي يستحق في المكتب السياسي ومجلس الشورى العام.
خلال العدوان على قطاع غزة عام 2014م أصيب المهندس/ عماد العلمي في قدمه وتمت معالجته في تركيا بعد أن تم بتر قدمه في رحلة علاج طويلة حيث عاد من جديد إلى موقعه في قيادة الحركة، قبل ان يقرر الترجل عن فرسه لظروف صحية ألمت به بعد ذلك.
المهندس/ عماد العلمي متزوج وله ستة من الأبناء.
يوم الثلاثاء الموافق 9/1/2018م أصيب القيادي البارز المهندس/ عماد العلمي في منزله بعيار ناري في الرأس ونقل على أثرها إلى مستشفى الشفاء بغزة وحالته حرجة للغاية.
صباح الثلاثاء الموافق 30/1/2018م ترجل الفارس المهندس/ عماد العلمي عن صهوة جواده للقاء ربه حيث وافته المنية وشيع في موكب جنائزي مهيب إلى مثواه الأخير بعد الصلاة عليه في الجامع العمري الكبير.
يعتبر المهندس/ عماد خالد العلمي من أبرز قيادات حماس، تميز بأخلاق عالية وعلاقات طيبة ووطنية مع الجميع، ويُعد من أنبل رجالات الحركة الإسلامية منذ التحاقه بها في بداية السبعينات من القرن الماضي.
المهندس/ عماد العلمي هو ابن نقابة المهندسين من الرعيل الأول، وكان صادق القول، طيب الحديث، دمث الخلق، عمل لفلسطين فأحبه الجميع، رجل وطني بامتياز ومناضل من أجل الحق والوطن، كان همه الوحدة الوطنية والتكاتف، مخلصاً، يعمل بصمت وبهدوء، رجل المهمات الصعبة، كان زاهداً في نفسه وكان أبعد ما يكون عن حب الظهور حتى لا تكاد تجد له لقاء متلفز أو لقاء صحفياً، كان وحدوياً ومحباً للحوار، وكان له سهم خير في تخفيف الاحتقان بين كوادر حركة فتح وحماس.
كان المهندس/ عماد العلمي (أبو همام) يميل في حياته للصمت والعمل بهدوء، ويتجنب الأضواء ويفضل الابتعاد عنها بالرغم من عمله في بعض الفترات على رأس الدائرة الإعلامية، الأمر الذي يستدعي منه التعاطي مع الفضائيات والظهور على شاشاتها.
رحم الله المهندس/ عماد خالد العلمي (أبو همام) وأسكنه فسيح جناته

اخر الأخبار