
ايران الدولة النووية مع دول 5+1" نظرة تحليلية""
سميح خلف
مازالت ايران تقطع مسافات ناجحة وتسبق القطار الامريكي الاوربي في معركتها الدبلوماسية حول تشريع جهودها النووية والتطويرية لقدراتها دوليا وفي نفس الوقت فتح القنوات والمنافذ لمعالجة مؤثرات الحصار الامريكي الاوروبي عليها منذ سنوات من اموال مجمدة وحذر التعامل مع البترول الايراني
ايران التي تفهم كيف تدير معاركها بين التشدد والاعتدال بما يحقق مصالحها واجواء من تقارب امريكي ايراني سيعكس بظلاله على منطقة الشرق الاوسط والخليج والصراعات في المنطقة العربية، حيث اصبحت ايران قطب لابد التعامل معه دوليا واقليميا وفي اماكن الفعل الدولبي الحساسة مثل سوريا ولبنان والعراق والخليج ، ودعمها لحركات التحرر والمقاومة في فلسطين.
ايران في اجتماعاتها مع دول 5+1 تحاول ان تلعب بلالورقتين ورقة الدبلوماسية وورقة القوة والتمكن والاقتدار والتاثير في المنطقة، وهي فرصة سانحة لفرض كثير من شروطها ورؤيتها على المجتمع الدولي وخاصة في ظل التراجع للدور الامريكي الاوروبي في العالم في اوكرانيا ووقوف الدولة الروسية على ارث وقدرات وطموحات الاتحاد السوفيتي في دول اوروبا الشرقية وبروز شبه الحرب الباردة بين الناتو والدب الروسي ، وكما هو الحال في فشل الربيع العربي الامريكي في سوريا وتحطيم برنامجه في مصر وسوريا ولبنان والذي يؤهل ايران ان تكون لاعبا اساسيا في المنطقة، ففي مربع اخر فشل المفاوضات الاسرائيلية الفلسطينية حول حل الدولتين ورؤية جديدة للقيادة الفلسطينية والقيادة المقاومة في الاتجاه لايران وروسيا سيخلق معادلات جديدة ومتغيرات جديدة ان احسن الجانب الفلسطيني استخدامها.
ذهب الوفد الايراني المفاوض الى النمسا حاملا توجات المرشد للثورة الايرانية والقيادة الايرانية والتي لن يتزحزح عنها الوفد المفاوض حول البرنامج النووي الايراني ونقضايا الحصار والتسويق لمنتاجات الطاقة كحل نهائي للازمة بما يحفظ قدرات ايران النووية.
حيث صرح زير الخارجية الايراني محمد جواد ظريف لدى وصوله الى العاصمة النمساوية “سنسعى لانهاء المحادثات خلال تلك الجولة (من المفاوضات) والبدء بصياغة مشروع اتفاق ابتداء من شهر ارديبهشت (في التقويم الايراني ويبدأ في 21 نيسان/ابريل)”.واشنطن تقول واشنطن ايضا على بدء صياغة مسودة الاتفاق النهائي خلال الجلسة المقبلة في ايار/مايو.
ايران تكرس جهودها في التوصل الى اتفاق شامل قبل 20 تموز/يوليو يلحظ الغاء كل عقوبات الامم المتحدة والاتحاد الاوروبي والولايات المتحدة
يجتمع ظريف الذي يرأس الوفد المفاوض الايراني، مع وزيرة خارجية الاتحاد الاوروبي كاثرين اشتون على مائدة عشاء مساء اليوم الاثنين. وتدير اشتون المفاوضات مع ايران باسم مجموعة 5+1 (الولايات المتحدة والصين وفرنسا وبريطانيا وروسيا والمانيا).
اتفاق نووي بين طهران وامريكا والغرب على الانشطة النووية الاتية: نووي ممكن. والمقترحات المطروحة على طاولة البحث تشمل مفاعل المياه الخفيفة والطب النووي والمحروقات الجديدة وتطبيق الابحاث والتقدم النووي في المجال الزراعي.
نقاط الاختلاف ماهية اجهزة الطرد المركزي وكمية تخصيب اليورانيوم ومفاعل اراك الذي يعمل بالماء الثقيل ويستخدم البلوتونيوم الذي باستطاعته تصنيع قنبلة ننوية حيث ايتعدت ايران للتخفيف والتقليل من كميات البلوتونيوم
ويأمل الايرانيون والمسؤولون الايرانيون الذين اقروا في 20 اذار/مارس بمناسبة عيد الربيع (راس السنة الايرانية) بان الاولوية هي لتحسين الوضع الاقتصادي للبلادمع تقديم تنازلات تحفظ ولا تؤثر على قدرتهم النووية السلمية
في حين صرح الرئيس الامريكي اوباماالى . الى اغتنام الفرصة وتوقيع اتفاق حول الملف النووي سيفتح المجال امام “ازدهار جديد للشعب الايراني”.
ولكن تصريحات كيري الصاعقة بالنسبة للاسرائيليين والايرانيين وفي لقاء له في فيينا مع مجموعات دولية بهدف كبح انشطة ايران النووية وكما صرح امام لجنة الشؤون الخارجية في الكونجرس الامريكي حيث قال""كيري أنه من المعلوم أن “الفترة الزمنية اللازمة” لإيران لصنع قنبلة نووية هي شهرين، ولكن محادثات مجموعة 5+1 تهدف إلى تمديد هذه الفترة إلى نصف سنة""واضاف وقال كيري، “أعتقد أنه من المعروف الآن أننا نعمل استناداً إلى فكرة أن الفترة الزمنية اللازمة لصنع سلاح نووي هي نحو شهرين.”
وقال كيري عن الجهود في فيينا، “ستة أشهر إلى 12 شهرًا.. لا أقول إن هذا ما قبلنا به .. لكن حتى هذا أكثر بكثير.”
وقال كيري أنه لا تزال هناك فجوة بين امتلاك المواد اللازمة لصنع القنبلة وبين القدرة عمليًا على بناء ووضع واحدة، وفقًا لما نقلته وكالة رويترز.
وقال كيري، “الأمر يتعلق بمجرد امتلاك المواد اللازمة لصنع قنبلة كما هو متصور، لكن دون أن تمتلك بالضرورة القدرة على وضعها في أي شيء لإطلاقها أو أن تكون لديها أي آلية لعمل ذلك.”
وأصر كيري على ان الولايات المتحدة والقوى العظمى الاخرى لديها “قدرة مذهلة” لفهم ما تفعله إيران من خلال عمليات التفتيش.
وقال محللون أن جهود تتبع تطور تسليح إيران كانت أقل نجاحًا لأنه يمكن اخفاء ذلك حتى إجراء تجربة نووية فعلية.
وتصر ايران على توصيف برنامجها النووي هو لدواعي الاغراصض السلمية
اما رد السيناتور الديمقراطي بوب مانديز،على وزير الخارجية الأمريكي حول التنازلات المحتملة من قبل الغرب في محادثات الملف النووي الإيراني بين إيران والدول العظمى الست. كواحد من المؤيدين الرئيسيين لفرض عقوبات على إيران، سعى مانديز للحصول على تأكيدات بأن الولايات المتحدة ستقوم بفرض عقوبات اقتصادية إذا مضت إيران وروسيا قدمًا مع اتفاق النفط مقابل السلع الذي أشارت إليه تقارير.
واعرب مانديز عن سخطة من تلرتيبات التفاوض والماء الثقيل قائلا""قيل لنا في الأصل أنه سيتم تفكيكه. الآن يقال لنا أنهم سيجدون هدفًا آخر له. وهو مستمر في التحول إلموجب اتفاق نوفمبر، والذي دخلت حيز التنفيذ في 20 يناير، قامت إيران بتجميد عدد من أنشطتها النووية لستة أشهر مقابل تخفيف طفيف للعقوبات التي تضر باقتصادها.
ولكنها لم تقك بتفكيك أي من معداتها النووية وبإمكانها إيقاق التجميد في أية لحظة، ولكن من أن ذلك من شأنه أن يؤدي إلى فرض عقوبات جديدة عليها.
وقد تنطوي الصفقة على أن تقوم إيران بخفض أجهزة الطرد المركزي- المستخدمة في تخصيب المواد النووية- وتغيير تصاميم المفاعل الجديد في أراك وإعطاء المفتشين الأمميين مساحة أكثر للرقابة.
اما ردات الفعل الاسرائيلي على تلك التصريحات والتي اعتبرتها اسرائيل في غاية الخطورة حيث ابدت الدوائر الحاكمة في اسرائيل انزعاجها من تلك التصريحات
في لقاء له مع الاذاعة الاسرائيلية علق قائلا على تصريحات كيري"" أن “إسرائيل تعارض أي حل يترك إيران كدولة ذات قدرات نووية.” ,ونحن نتابع المفاوضات بقلق. نحن لا نعارض حلا دبلوماسيا ولكننا ضد حل يشكل استسلام تام لإيران والذي يتركها دولة ذات قدرات نووية.”
واعتبرت اسرائيل تصريحات كيري بانها تنازل من امريكا والغرب وفتح الباب للايرانيين لتصنيع القنبلة النووية التي يعتبر الاسرائيليين انها تهدد اسرائيل ووجودها على خليفة تصريحات زعماء وقادة ايران حيث قال قدكري املام لجنة الشؤون الخارجية""باستطاعة إيران بناء قنبلة في غضون شهرين، وأن هدف الامريكيين أن يكون الوقت بين 6 أشهر و-12 شهرا هو “أكثر كثير” من ذلك، ولكنه أضاف ان الولايات المتحدة لن تقبل بالضرورة بذلك. وقال أن عنصر مهم من الاتفاق سيكون المراقبة الصارمة."" حيث تلوح اسرائيل دائما بنواياها لشن عدوان على ايران يجهظ قدراتها ودفاعاتها النووية والاستراتيجية، ومازالت الحكومة الاسرائيلية تنظر لاي اتفاق بين ايران والغرب لا يحبط نشاطات ايران النووية سيكون وسيلة ضطراب في المنطقة واخلال بموازين القوى وتهديد مباشر لنفوذ القوة الاسرائيلية في المنطقة وخاصة المناطق التي تحتوي على مراكز الطاقة