الشجرة الجوفاء في مُواجهة العاصفة

تابعنا على:   02:59 2018-01-28

منار مهدي

أمد/ تحديات كبيرة وطنية وسياسية ومالية في اِنتظار الفلسطينيين خلال المرحلة المُقبلة، ولا سيما بعد قرار الرئيس الأمريكي المُنحرف دونالد ترامب الخاص بالقدس، العاصمة الأبدية لدولة فلسطين التي ستهزم مشروع ترامب القائم على فرض واقع جديد من خلال الاِعتراف بالقدس عاصمة للكيان الصهيوني.

وبناءً على تزييف هذه الحقيقة، سنجد من يرحب بها من أصدقاء وحلفاء أمريكا في المنطقة العربية، ولا سيما من رجال الأعمال والساسة والإعلاميين، ومن دول الخليج سوف تستمر السعودية في عملية مُواصلة إقناع فريق السلام الفلسطيني المُتأهل تمامًا للتعامل مع الأمر الواقع وفق ترتيبات خاصة بالبحث عن خيارات أخرى بديلة عن القدس العربية والإسلامية.

بحيث يمكن وصف قرار الاِعتراف وما سوف يترتب عليه من نقل للسفارة الأمريكية إلى القدس، بأنه قرار سيضع كل من رهان على الموقف الأمريكي من جانب، ومن جانب آخر على السلام المزعُوم مع الاِحتلال الإسرائيلي، فلسطينيًا كان أم عربيًا في زاوية الاِتهام والعداء مع الشعب الفلسطيني صاحب الحق المشروع والحضاري والثقافي والتاريخي في فلسطين والقدس.

مع ذلك سنرى قريبًا حراكًا سياسيًا فلسطينيًا، ومُحاولات أيضًا لفتح قنوات اِتصال مع الإدارة الأمريكية عبر البعض من بعض القيادات والشخصيات الفلسطينية، ولا سيما بعد اِعتماد الرئيس محمود عباس لسياسة "في التأني السلامة وفي العجلة الندامة" بالتعامل مع قرارات اِجتماع العواجيز في المجلس المركزي الفلسطيني التي أصلاً لا ترتقي قراراته إلى مستوى الحدث والمسؤولية الوطنية في مُواجهة القرار الأمريكي.

وفي خضم الأحداث المُتسارعة، نجد المواقف الفلسطينية من الرد على القرار الأمريكي تمشي بسرعة السلحفاة الرامية إلى منع الوصول إلى نتائج ملمُوسة وحقيقية في الرد على منهجية الكيان العنصري في تصفية القضية الفلسطينية مع الشريك الأمريكي التي بات يرى الحُلول تأتي فقط من بوابة التهديد بفرض الإجراءات العقابية على غرار إجراءات السلطة الفلسطينية مع قطاع غزة أو من عبر المُناورة والترويج لصفقة سلام ملعُونة جديدة بين قيادات اِتفاق أوسلو والإسرائيليين.

ومن هنا بات مطلوبًا من الفصائل الفلسطينية، ولا سيما من حركتي فتح وحماس الخُروج السريع من دائرة الحديث عن قرارات وخيارات لا تغني من فقر، ولا تسمن من جوع في هذه الأوضاع والظروف السياسية والاِقتصادية الصعبة التي يعيشها الشعب الفلسطينى وقضيته الوطنية، إلى دائرة الأفعال الواقعية في مُواجهة المشروع الأمريكي لإسقاطة، ودون إنجاز هذا التحول من التهديدات الإعلامية إلى فعل حقيقي ومُتصادم مع الاِحتلال الصهيوني، سيكون الجميع بمثابة شريك في تمرير القرار والمشروع الأمريكي.

اخر الأخبار