على مفترق عذاب "عطا الله شاهين"

تابعنا على:   21:10 2018-01-17

عطا الله شاهين

بلغَ لمفترقِ العذاب، وبدأ يتجه باتجاه آخر صوب امرأة التقاها ذات مساء وجعلته يسكن على مفترقِ عذاب عندما يبدأ التفكير فيها كل ليلة، فتلك المرأة تركته ذات مساء بلا حُبٍّ تحت الثلج، وذهبت في حال سبيلها.. فالعذاب يجعله مضطربا، لأنه وقع في حبّها، لكنه لا يعلم من هي وأين هي، وباتت عنده رغبة مجنونة في البحث عنها، فهو أحبّها منذ أن مسكتْ يده في ذاك المساء لترفع رجليه، اللتين غرزتا في الثلج، لأنها رأته عاجزا لحظتها عن رفعهما من الثلج الذي غطى الرصيف.. فحين يجلس كل ليلة في غرفته يقول في ذاته: العذاب لا بد أن ينتهي، لأنني بتّ شغوفا في البحث عن تلك المرأة، التي دفّأتني من لمسة يدها ومن نظرة عينيها ..

يتذكّر كل ليلة حينما قال لها أنتِ لا تعرفينني البتة، فلماذا تمسكين يدي؟ فتلك المرأة صمتتْ حينها ، ولم تردّ على كلامه، لكنها همستْ له تحت الثلج الذي كان يتساقط على شعرها الأسود الطويل ليس بالضرورة أن أعرفكَ لكي أساعدكَ، وقالت له بصوتٍ ناعم لا أدري ما الذي جذبني صوبكَ، رغم أنك رجلٌ بشع، لكن في النهاية أنتَ إنسان، وإنسانيتي هي التي دفعتني لأساعدكَ، فصمتَ وكأنّ الكلامَ بات عنده بلا صوتٍ، وتركته تحت الثلج، ومن تلك اللحظة بدأ يعيش في عذاب ويظل متالما، لأنه فقد امرأة علّمته ماذا يعني العطفُ في مواقف هبلة، فكان يقول في ذاته فعلا لقد كنتُ كالغريق في ذاك المساء، ولكنني كنتُ أحمقا، حينما قلت لها: هل تعرفينني لكي تساعدينني، ما أتفه السؤال الذي تفوهتُ به حينها، كيف سألقاها إن وجدتها، فأنا بت على مفترق عذاب، أأبحث عنها أم أنساها، رغم أنني أحبّذ البحث عنها، لأن من لمستها شعرتُ بأن الإنسانية ما زالت باقية بين البشر، فأنا بلغت لمفترق عذاب لا أدري أين هي الآن، لأن من لمستها جعلتني في عذاب وبتُّ متألما لأنني لا أستطيع نسيانها البتة.

اخر الأخبار