نادلة الغاب "شجاع الصفدي"

تابعنا على:   21:52 2017-12-31

عامٌ ترابيٌ ينحدرُ من العمر، فيندلعُ الغيمُ ليسقطَ مطرًا عبثيًا، لا يروي عطشَ العاشقين، مطرًا أشبهُ بحبِّ المشفقينَ على وترٍ مقطوعٍ لم يعدْ بوسعهِ قولُ ما يشاء في حضرةِ الغاب.

تتربصُ بنا الذئابُ، فندعوها لحانةٍ قصيةٍ خلفَ التلال، نبتهجُ سويًا بخيبتنا، نحتفلُ دمًا وموسيقى، وننتظرُ موتنَا الشهي.

ترابيون مثلَ عمرنا، نعشقُ البواباتِ العصيةِ على النسيان، نطرقها كلَّ عامٍ كأنّما نقول: يا ليتْ، وندركُ تمامًا عمقَ المسافةِ والاغتراب.

ونعودُ كلَّ مرةٍ تسكنُ صدورَنا العناكبُ، نحسبُ أمتارَ المسافةِ الفاصلةِ لرحلةٍ قادمةٍ نطرقُ فيها أبوابَ المستحيلِ مجددًا، هكذا نحن نحسدُ الذئابَ التي تعرفُ ما تريد، تنهشُ الثلجَ والتائهينَ والمسافة، تدركُ قوانينَ الغابِ ولا تخسرُ أمام الضحايا رقصتَها الأخيرة.

عامٌ آخر ونادلة ُ الغابِ تراودُ يأسَنا بكأسٍ من الدماء، وترفعُ أنخابَ الطريقِ المظلمِ الطويل، ثم تدوّن أسماءَ الخاسرين الذين لم يُجيدوا الرقصَ على حبالِ الحياة، ورافقوا الذئابَ بنشوةِ الحالمينَ بحكايةٍ خالدة.

اخر الأخبار