وحدة المستعربين الاسرائيلية

تابعنا على:   15:52 2014-04-06

إبراهيم عطية أبو خريس

 تعددت أشكال القمع الوحشي و القتل و التهجير و الاأساليب التي تستخدمها المنظمات الصهيونية ضد الشعب الفلسطيني للتخلص منه وطرده من وطنه وارضه فلسطين التي يعتبرونها فلسطين التاريخية والوطن القومي لليهود وهم أصحابها وليس الفلسطينيين .

ظهر في بداية الثلاثينات من القرن الماضي نوع وأسلوب جديد لقمع الفلسطينيين وتهجيرهم من أرضهم وهي تأسيس وحدة المستعربين الإسرائيليين الذين يتشبهون بالعرب الفلسطينيين من حيث الملامح و اللباس واطلاق اللحية عند بعضهم وتعلم اللجة العربية ويتعلمون عادات وتقاليد المجتمع الذي يريدون الاندساس فيه لبث الرعب و الخوف وقتل الفلسطينيين المستعربين (أو المستعرفيم ) هي كلمة عبرية تعني "المستعربون" وتشير إلى الإسرائيليون الذين يعملون في وحدات أمنية إسرائيلية تسمى وحدات المستعربين ففي بداية الأمر كانت مهمة هذه الوحدات جمع المعلومات الاستخبارية عن الحركات المقاومة في فلسطين وأيضا محاولة منع العمليات والهجمات التي كانوا يقومون بها ضد اليهود و البريطانيين الذين سهلوا وساعدوا اليهود على الهجرة من بلاد العالم إلى فلسطين ومساعدتهم في طرد الفلسطينيين من أرضهم وبيوتهم من خلال هذه المعلومات الاستخبارية التي تم جمعها .وتم تسمية هذه الوحدات المستعربة بفرق الموت دلالة على ما تقوم به من قتل الفلسطينيين واغتيالهم .

بعد الاعلان عن قيام اسرائيل سنة 1948 توقفت هذه الوحدات عن العمل إلا بعض الأفراد الذين كانوا يعملون خارج فلسطين حيث تقوم بعمليات أرهابية ضد الجاليات اليهودية في الدول العربية والغربية لإجبارهم على الهجرة لفلسطين على أساس أنها وطن اليهود القومي والديني كما حدث في العراق سنة عندما قام ديفيد بن غوريون بإرسال وحدة من الموساد المستعرب إلي العراق في عامي 1950 و 1951 للقيام بأعمال التخريب والإرهاب ضد يهود العراق ونسبتها إلي اللاجئين الفلسطينيين لإجبارهم علي الهجرة إلي فلسطين ويشير حاييم كوهين أحد نشيطي الحركة الصهيونية في العراق في ذلك الوقت بوضوح إلي مسؤولية المستعربين الصهاينة في إلقاء القنابل اليدوية في الرابع عشر من يناير سنة 1951 علي كنيس معسودة شخطوف في بغداد الأمر الذي ساهم بشكل كبير في إشاعة أجواء الخوف في صفوف الجالية اليهودية وأشاعت الأوساط الإسرائيلية آنذاك أن مفجري هذه القنابل هم من اللاجئين الفلسطينيين وتم إعتقال الكثيرين منهم لهذه التهم.

مع بداية أحداث الانتفاضة الأولى عام 1987 تم ارسال هذه الوحدات لمواجهة الانتفاضة وكانت تنقسم إلى قسمين: 'الدفدفان' وقد أسسها إيهود باراك رئيس حزب العمل ورئيس الأركان ووزير الجيش الإسرائيلي السابق والأخرى في غزة واسمها السري 'شمشون' وهدف هذه الوحدات هو التسلل إلى الأوساط الفلسطينية المقاومة في الضفة الغربية وقراها ومخيماتها وقطاع غزة ومخيماته والعمل على إبطال نشاط الحركات المقاومة أو تصفيتها وعادةً ما يستقل أعضاء هذه الوحدات سيارات غير عسكرية تحمل اللوحات الخاصة بالضفة والقطاع ويرتدون ملابس مدنية أو زي عربي تقليدي كما يرتدون الشعر الاصطناعي والعكازات المزيفة والثياب الفضفاضة لإخفاء الأسلحة

 وخلال انتفاضة الأقصى التي حدثت في الثامن والعشرين من سبتمبر عام 2000 نفذت وحدات المستعربين عمليات اختطاف واغتيال للعشرات من نشطاء وفصائل المقاومة الفلسطينية المختلفة الاطياف من خلال تنكرها واندساسها وسط الشبان المقاومين والمطلوبين إلى أن تحقق هدفها وتنسحب بعد ذلك بمساعدة جنود الاحتلال الاسرائيلي .

أطلقت شرطة الاحتلال الغسرائيلي مؤخراً وحدة مستعربين سرية جديدة بين الفلسطينيين داخل مناطق الـ48 بغية بناء بنيةٍ تحتيةٍ استخباراتية تمكن أجهزة أمن بالدولة الصهيونية من التعامل مع الفلسطينيين في الداخل وهذا ما كشفت عنه صحيفة هآرتس ونسبته إلى المفتش العام للشرطة يوحنان دنينو قوله : إننا نعاني من نقص في المعلومات لذا تواجهنا صعوباتٍ كبيرة في العمل داخل المناطق ذات الأغلبية العربية مثل مدينة أم الفحم أو حي الجواريش في الرملة حيث أن الوحدة الجديدة آخذة في التوسع للتغلب على نقص المعلومات لدينا .

يستخدم المستعربين الإسرائيليين أسلحة خفيفة مثل العوزي الإسرائيلية الصنع أو التافور 9 ملم أو بعض الأسلحة القوية مثل أل m4 وبعض المسدسات وبتغطية من جنود الإحتلال الإسرائيلي الذين يتدخلون عندما تعطيهم هذه الوحدة إشارة التدخل وتتم عملية التنكر لدى المستعربين باستخدام صالونات التزيين التجارية التي إستُبدلت لاحقا بغرف تجميل يقوم على إدارتها الجيش الإسرائيلي للوصول إلي تنكر كامل ويحرص المستعربون بشكل خاص علي التنكر في زي تجار خضار فلسطينيين يرتدون الزي الشعبي الفلسطيني ويتنقلون في سيارات مرسيدس كابينه وهي السيارة التي يستخدمها التجار كما أنهم يلجأون إلي استخدام أشكال تخفي مختلفة مثل استخدام : اللباس العربي (القمباز) أو الزي الخاص بالملثمين أو اللباس المدني الإعتيادي أو ثوب المرأة الفلسطينية والحجاب الإسلامي أو قلنسوة ورداء الصلاة الخاص بالمستوطنين اليهود .

الحديث عن المستعربين وأساليبهم وأهدافهم يطول ويحتاج مجلدات وصفحات عدة ولكن تعمدت كتابة هذه المقالة البسيطة لاهمية الموضوع بالنسبة لنا كفلسطينيين ليعرف الشعب الفلسطيني بشكل عام والحركات المقاومة بشكل خاص خطر هذه الوحدة المستعربة وأساليبها المختلفة و المتعددة ليكون حريصا على حياته وحياة الآخرين

اخر الأخبار