
الرئيس أبو مازن والخيارات
حمزة محمد
لا شك أن القضية الفلسطينية تمر بأصعب مراحلها وأخطرها على الإطلاق سواء على صعيد العملية السياسية أو على صعيد الوضع الداخلي في ظل المتغيرات الإقليمية والدولية ... ولكن ما هي الخيارات ومادا يتوجب فعله ... تساؤل مشروع يجول بخاطر كل مواطن فلسطيني ... مادا بعد مادا ينتظرنا بالغد ؟؟؟ ما هي خياراتنا وخططنا لمواجهة ما هو قادم ؟؟؟
كما تعلمون قبل عدة أيام أعلن الرئيس أبو مازن وعلى الهواء مباشرة توقيع على مشروع انضمام فلسطين إلى 15 منظمة دولية من أصل 63 منظمة دولية وبإجماع تام من القيادة الفلسطينية ردا على رفض إسرائيل الإفراج عن الدفعة الرابعة من الأسرى والتي كانت متفق عليها وبضمانات أميركية مقابل تأجيل انضمام فلسطين إلى المنظمات الدولية ... وبعد مرور ثمانية أشهر على انطلاق المفاوضات برعاية أمريكية والتي تنتهي في التاسع والعشرون من الشهر الجاري والتي على يبدو نتيجتها الحتمية الفشل لان إسرائيل لا ترغب بالسلام ولا تريده وعلى العكس تماما فهي استغلت فترة المفاوضات لتكريس واقع في الضفة الغربية وزيادة في وتيرة الاستيطان وعمليات القتل اليومي والإجتياحات في الضفة الغربية والحصار القاتل لقطاع غزة ... هدا بالإضافة إلى التهديد باحتلال الضفة الغربية والحصار والتهديد بان الرئيس سيلقى سلفه الشهيد ياسر عرفات .. بالإضافة لتلويح وتهديد بعض الدول المانحة بقطع المساعدات وعلى رأسها الكونجرس الأمريكي ومن يدور في فلكها من بعض الدول الأوروبية
هناك عدة حلول وبدائل أيهما نختار ......
1- هل نستلم ونرفع الراية البيضاء ونقبل بالشروط الإسرائيلية كما هي حيث بقاء الاستيطان الذي التهم الضفة الغربية والاعتراف بما يسمى يهودية إسرائيل وشطب حق العودة والتنازل عن القدس الشرقية كعاصمة للدولة الفلسطينية والقبول بحي أبو ديس بديلا عنها والتنازل عن الأغوار .... ونقبل بالحل الاقتصادي ... هناك من يقبل بدلك فلسطينيا ولكنه لا يجرؤ على إعلان دلك .. لأنه خيانة وطنية كبرى وسيكون مصيره مصير أي خائن لشعبه ووطنه وقضيته .. وأي إنسان وطني وشريف لن يقبل بهكذا حل وهكذا شروط ... هدا الخيار مستبعد جدا وان كان هو ما تريده أمريكا وإسرائيل.
2- هل نبقى صامدين على مواقفنا ولا نقبل التنازل عن الضفة الغربية كاملة والقدس الشرقية عاصمة للدولة الفلسطينية وعدم التنازل عن حق العودة ولا عن الأغوار وتكون لنا دولة ذات سيادة ومتواصلة جغرافيا ولنا معابرنا وحدودنا ومطاراتنا وموانئنا ... ونتوجه إلى الأمم المتحدة والانضمام إلى كافة المنظمات الدولية بما فيها محكمة الجنايات الدولية ومقاضاة الاحتلال دوليا وانتزاع حقوقنا وتفعيل المقاومة بكافة أشكالها.... هدا ما نريده نحن الفلسطينيين وعليه إجماع من الكل الفلسطيني ولا خلاف عليه .. وهدا ما يتوجب علينا فعله والتمسك فيه وعدم التنازل أو التفريط فيه مهما كلف الأمر .
3- هل نبقى نفاوض إلى الأبد نفاوض مقابل الحصول على بعض المساعدات المالية وتبقى سلطة بلا سلطة أو بمعنى أدق نصبح وكيل للاحتلال أو إدارة مدنية تدير شئون الناس بلا حكم بلا حدود بلا معابر بلا وبلا .. الخ وتبقى المستوطنات وتلتهم إسرائيل مزيدا من الأرض وتحصر أهلنا في الضفة الغربية عبر كنتونات وتجمعات سكانية منفصلة تماما عن بعضها كما هي غزة منفصلة الآن عن الضفة الغربية وهدا أيضا مرفوض لأنه يعتبر انتحار سياسي وأمر لن يقبله اى مواطن فلسطيني حر وشريف .
4- هل نقول بحل السلطة الفلسطينية والتنصل من كافة الاتفاقيات السابقة مع الاحتلال ونتخلى عن كل ما تم تحقيقه خلال العشرون عاما الماضية من مؤسسات وأسس للدولة ونعود شعب تحت الاحتلال وليتحمل الاحتلال مسؤولياته تجاه هدا الشعب المحتل وتعود مكاتب الإدارة المدنية لتسيير شئون الناس وهدا الحل صعب العودة له لأنه ينسف كل ما تم انجازه خلال السنوات الماضية والعودة إلى نقطة الصفر .
5- هل نلجأ إلى خيار الدولة الواحدة ثنائية القومية ونعتبر أنفسنا مواطنين في دولة إسرائيل ونحمل الجنسية الإسرائيلية كما هو حال أهلنا في الداخل الفلسطيني عرب 48 ونشارك بالانتخابات ونكون بداخل الكنيست الإسرائيلي ونراهن على العامل الديمغرافى وهدا الحل وان كان على المدى البعيد واقعيا ويمكن أن تكون لنا الأغلبية كفلسطينيين ولن نكون أقلية في هده الدولة إلا انه من المستحيل أن تقبل به إسرائيل لأنها تعلم جيدا انه لن يكون في صالحها وهدا ما يحذر منه الساسة والكتاب الإسرائيليين .
ما هي خياراتنا ومادا يجب أن نفعل ؟؟؟
باعتقادي وحسب رأيي الشخصي أن الخيار الثاني هو أفضل وانسب الخيارات فلسطينيا ولكن هدا الخيار يحتاج إلى :
1- دعم عربي وإسلامي مالي تعويضا عن اى حصار مالي سوف يفرض حتما على الفلسطينيين
2- دعم دبلوماسي عربي وإسلامي من خلال قطع جميع العلاقات مع العدو الإسرائيلي والضغط على الدول الغربية من خلال مصالحها في الشرق الأوسط
3- تفعيل كافة أشكال المقاومة فلسطينيا بما فيها المقاومة المسلحة
4- انجاز الوحدة الفلسطينية سياسيا بين غزة والضفة
5- إلغاء مسمى السلطة الفلسطينية واستبداله بدولة فلسطين
6- تشكيل مجلس تأسيسي للدولة الفلسطينية وإلغاء المجلس التشريعي ووضع دستور دولة فلسطين بدل من النظام الأساسي للسلطة
7- تشكيل حكومة دولة فلسطين بدل من حكومة السلطة الفلسطينية
8- دعم وتعزيز صمود أهلنا في الوطن والشتات
9- الحصول على الاعتراف الكامل بدولة فلسطين من خلال الانضمام إلى كافة المؤسسات الدولية
قد يقول البعض أن هدا الخيار صعب ومستحيل وليس من السهل القيام به وربنا يترتب عليه تبعات غير قادرين على تحملها ولكن جميع الخيارات أحلاهما مر ولكن هدا الخيار هو الأفضل والأنسب والدي سوف يلاقى إجماع عربي وإسلامي ووطني وحتى تعاطف دولي ... ويحب علينا جميعا أن نتكاتف ونتعاضد من اجل نيل الحرية والاستقلال ...
وما نيل المطالب بالتمني والحرية تتطلب منا التضحيات بأرواحنا