الرئيس عباس يقلب الطاولة
الدكتور/ جمال عبد الناصر محمد أبو نحل
لقد وصف الله عز وجل حال اليهود حينما أنزل القرآن الكريم قبل أكثر من ألف وأربعمائة عام مضت في قوله سبحانه وتعالى:" أو كلما عاهدوا عهدًا نبدهُ فريقٌ منهم" وهذا هو دينهم وديدنهم الغدر وعدم الوفاء بالعهود وقتل الأنبياء، وقتل البشر والحجر والشجر وتدمير كل من يخالفهم، يقولون ليس علينا في الأميين سبيل، يظنون بل يعتقدون أنفسهم فوق الأمم وأن العالم خُلِق عبيدًا وخُدامًا لليهود؛ هكذا هي غالبيتهم العظمي وطبيعتهم لا يؤمنون بالسلام مطلقًا. لقد صبر الرئيس أبو مازن كثيرًا على الصعاب وقاوم الضغط من كل حدبٍ وصوب وتحمل حملاً ثقيلاً، من العدو والصديق، ومن القريبِ والبعيد وصمت حتي مل من السكوت، كان ضغط المفاوضات أعتي من القنابل والمتفجرات، وأعظم من حرب طاحنة بسلاحٍ مُدمر!! كان التفاوض مع عدوٍ مُتغطرسٍ ومُتجبرٍ ومُتكبرٍ، وبوجود وسيطٍ أمريكي غير نزيه، أصعب من إطلاق الصواريخ، فكلما كانت تنحل عقدة من عُقد المفاوضات، يقوم نتنياهو وحكومتهِ اليمينية المتطرفة بعقد عشرات العُقد، ووضعوا الكثير من العقبات أمام وزير خارجية أمريكا جون كيري، الذي زار المنطقة مراتٍ متعددة، ووضع خطة للسلام تتكون وضع اتفاقية اطار تستند الحلّ المطروح في الوثيقة التي اتفق عليها سابقًا رئيس وزراء دولة الاحتلال إيهود اولمرت والرئيس الفلسطيني محمود عباس في عام 2008.وإلى عملية تبادل الأرض. وبعد لقاء القيادة الفلسطينية بمارتن انديك ممثل الخارجية الامريكية حول اطلاق سراح الدفعة الرابعة دون أية نتائج ورفض نتنياهو اطلاق سراح الدفعة الرابعة المقررة يوم 29 مارس الماضي وربط اطلاق سراحهم بتمديد المفاوضات وتطبيق شروط اتفاق الاطار.
إن حكومة الاحتلال الصهيوني تتحمل مع الادارة الأمريكية نتيجة تفجير الاتفاق والتعهد الامريكي المقدم للقيادة الفلسطينية والتي سبق أن وافقت عليه، والذي هو غير مرتبط بسير المفاوضات، وانما أثناء المفاوضات عدم الذهاب للمؤسسات الدولية مقابل اطلاق سراح كافه المعتقلين قبل اوسلو والبالغ عددهم 104 ." ورفضت اسرائيل اطلاق الدفعة الرابعة زاعمةً أن إطلاق سراحهم مشروطه بتمديد المفاوضات وممكن مع اضافات وكذلك موضوع الاطار، حيث رأت القيادة الفلسطينية ذلك خرقٍا كبيرا لقاعدة الاتفاق والتعهد والالتزام وأن اسرائيل تحاول الابتزاز بشروط جديدة.وخاصة بعد زيارة كيري الأخيرة اليوم الثلاثاء بنتنياهو ومغادرته فلسطين المحتلة دون لقاء الرئيس عباس، الذي رفض الابتزاز الأمريكي الصهيوني بتمديد المفاوضات مقابل الأسري ويكفي أننا ندفع ثمن ثمانية شهور مورس بها قتل واستيطان وعدوان واعتقالات ولم نتوجه لأية مؤسسة دولية تنفيذا للاتفاق أي دفع الثمن مقابل الـ 30 اسيرا والتزمنا بما تعهدنا به مسبقا فلسطينيًا... إن الاحتلال الصهيوني وقادة اليمين المتطرف بزعامة نتنياهو وجهت ضربه قاسيه ومؤلمه لأمريكا ليظهرها بالموقف الضعيف غير القادرة على الوفاء بتعهداتها والذي ينعكس فورًا على فقدان الثقة بها كراعية ومحتكره للتسوية السياسية بالمنطقة وخسران لموقعها المفروض ومركزتيها بالحدث, -القيادة الفلسطينية بالإجماع وحسمت أمرها بخطاب الرئيس المقتضب الليل والتوقيع على خمسة عشر اتفاقية أمام شاشات التلفزة للتوجه لكل مؤسسات والمحافل الدولية قالبًا الطاولة على رأس نتنياهو وحكومة الاحتلال المتطرفة وعلى رأس الراعي غير النزيه الأمريكي -إننا مقبلون على مرحله خطيرة تتحمل دولة الاحتلال والولايات المتحدة مسؤوليتها في كل ما سيحدث، والمطلوب منا الأن فلسطينيًا البدء فورًا بتشكيل حكومة وحدة وطنية تنهي الانقسام الفلسطيني وتوحد شطري الوطن والتوجه فورًا للمؤسسات الدولية وعلى راسها محكمة الجنايات الدولية لمقاضاة الاحتلال واصدار الشكاوي بحق قاداته الذين قتلوا ابناء شعبنا ... وانتهكوا مقدراتنا ... وتجاوزوا كافة المواثيق والقوانين والاعراف الدولي، وتشكيل حكومة توافق وطني يكون على رأس أولويات تلك الحكومة تعزيز صمود المواطن بأرضه وتطبيق ما تم الاتفاق عليه من ملفات المصالحة في الدوحة والقاهرة، وتفعيل المقاومة بكافة اشكالها لأبناء شعبنا لمجابهة الاحتلال، و تفعيل م- ت- ف – عبر عقد اجتماع عاجل للاطار المؤقت لمنظمة التحرير الفلسطينية لوضع النقاط على الحروف لا سيما في ظل انسداد الافق السياسي التفاوضي والخروج ببرنامج وطني جامع لمواجهة الضغوط الاسرائيلية والامريكية المتوقعة علي القيادة والشعب الفلسطيني والتمسك بالثوابت والحقوق والاتفاق مع الجميع من الفصائل والنخب في أي خطوة مهما كانت، إن الشعب الفلسطيني موحد خلف قيادته في معركة الصمود والتحدي القادمة ضد الاحتلال فلقد قدم شعبنا الكثير ولن نخسر أكثر مما خسرناه من قلب- فلتقلب الطاولة على المحتل البغيض، وليتحملوا تبعات ما سيحدث – ونحن شعب الجبارين ويا جبل ما يهزك ريح.