
تغيرت قواعد اللعبة فماذا ننتظر ؟؟؟
يحيى رباح
علامات على الطريق ...
علينا ان نعترف بما نراه باعيننا ،وما نتجرعه عذابا والما وخسائر فادحة في حياتنا اليومية ،الا وهو ان اسرائيل ،دولة الاحتلال الاسرائيلي ،وقد تمكنت في ظل حومتين متعاقبتين بقيادة نتنياهو ، من تغيير شامل لقواعد اللعبة ، لعبة الصراع المفتوح بيننا وبينهم ، بين الشعبين الفلسطيني والاسرائيلي ،وبين القيادتين الفلسطينية والاسرائيلية !!! واسرائيل بصفتها الحاضر الاكبر في الاحداث الفلسطينية والاحداث العربية ،بل كثيرا ما تكون هي الفاعل الاكبر ، قد استثمرت هذه الاحداث الى اخر نقطة ممكنة ،حتى تغير قواعد اللعبة ، فانتقلت اسرائيل بالممارسة السياسية والامنية واليومية من طور الدولة الى طور العصابة ،فهمت ان معايير الدولة بمعناها التقليدي تخنقها ،ففارتدت الى مععايير العصابة التي ذقننا ويلاتها فيي ثلاثينات واربعينيات القرن الماضي بكل ما فيها من اليات الاستيطان والتهويد والترويع والمذابح والافقار الى ان فرضت على العالم قرار التقسيم الذي قبلت به علنا ، وافرغته من مضمونه فعليا ، فاقامت صرح الددولة دون ان تتخلى عن معايير العصابة ،ووضعتنا في خانة اللاجئين والمحتلين والمبعثرين في الهوية والممزقين في الولاء .
ساضرب بعض الامثلة الصغيرة لاثبات ان اسرائيل وطوال فترة الحكومتين المتعاقبتين بقيادة نتنياهو قد ارتدت الى معايير العصابة وجمدت مؤقتا وعن عمد معايير الدولة :
سابدا بما نشرته وكالة معا على شاشة فضائيتها بانه خلال شهر اذار الذي انتهى اول امس ،فان اسرائيل "العصابة " قتلت اثنى عشر شهيدا فلسطينيا ي احداث متفرقة من الضفة وغزة ،ولم يكن احد من هؤلاء الاثني عشر شهيدا في حالة تلبس من اي نوع يستحق معها القتل ابتداءا من معتز وشحة في بير زيت والشهداء الثلاثة في مخيم جنين او صيادي قطاع غزة ...الخ .
واحيلكم في هذا الموضوع الى شاهد اسرائيلي من الطراز الاول وهو الكاتب الصحفي جدعون ليفي ، فقد تناول هذا الموضوع اكثر من مرة في مقالاته في صحيفة "هارتس الاسرائيلية ".
وفي الفترة نفسها اي شهر اذار ، اعتقلت اسرائيل 360فلسطينيا ، اي اكثر اثني عشر ضعفا من عدد الاسرى المفروض ان يفرج عنهم في الدفعة الرابعة من اسرى ما قبل اسلوا ، الذين تقوم الدنيا في اسرائيل ولا تقعد حتى لا يفرج عنهم ، ويهدد اعضاء هذا الائتلاف وكلهم قادمون من قطعان المستوطنين ومن غلاة العنصرين المتطرفين ، بترك الائتلاف اذا افرج عن هؤلاء الاسرى ، وانا شخصيا اعتقد ان تهديداتهم كاذبة تماما واتحدى اي واحد منهم ان يترك هذا الائتلاف الحالي ، فمن اين لهم شخص اخر مثل نتنياهو منخرط معهم في نفس اللعبة !!! كما ان بعضهم اذا ترك هذا الائتتلاف سوف يجد نفسه في الشارع لسنوات طويلة .
ومثال اخر هو الغزوات والاجتياحات الاستيطانية ضد الحرم القدسي من الذي يقف على راسها ؟؟؟ ليس مجرد نشطاع الاحزاب المتطرفة ، وليس اطراف المعارضة ، بل وزراء الحكومة نفسها ، ووزير الداخلية على وجه الخصوص فهؤلاء يرون ان سلوكهم كاعضاء عصابات اربح لهم الف مرة من البروتوكولات التافهة التي تقيد سلوكهم كوزراء ، فارتدوا من مسئولين الى رجال عصابات، مثلما كنا نرى في الثلاثينات والاربعينات من القرن الماضي من سلوك رجال عصابات اشتيرن والهاجاناه ويرها .
ومثال ثالث ، هو التهديدات الموجهة الى راس الشرعية الفلسطينية ،الرجل الذي يتفاوض معهم باسم شعبه ، الرئيس ابو مازن ، اقرأوا مثلا هذه اللغة التي استخدمها وزير الاقتصاد نفتالي بينت ، الم يرسم له صورة احط الف مرة من ابشع نازي كان يهدد اليهود ،وانه اي نفتالي بينت ، يعبد الهة اعدائه ، كما تقول التوراة في احد مراثي شعبنا ؟؟؟ولا اريد ان استطرد ، فالامثلة كثيرة جدا على مدار اليوم والساعة والدقيقة ، ولكنها تؤكد ان قواعد اللعبة قد تغيرت ، والاسباب التي يراها الاسرائليون سببا لهذا التغيير كثيرة جدا ،من بينها ما صنعه الاسرائيليون بايديهم مثل لغة الانقسام فقد كانت فكرة وتخطيطا وتنفيذا من صنع ايديهم وما زلنا ساقطين في حفرة الانقسام منذ سبع سنين كما ان وقائع الاحداث منذ ما يزيد عن ثلاث سنوات في تونس ومصر وليبيا واليمن وسوريا والعراق ولبنان وغيرها ، وكذلك وقائع الخلافات العربية ، كلها تصب في البحيرة نفسها ببحيرة المصالح الاسرائيلية ،وهذه المصالح هي جزء عضوي من الاستراتيجيات الامريكية في المنطقة ، ومنذ اكثر من عشرة اعوام لم يلحق بالامريكين اذى يثبت انهم متضررون فعليا من تطابقهم مع المصالح الاسرائيلية ، وهكذا دواليك يستمر الدوران في الحلقات المفرغة .
بالمعايير الاسرائيلية ، وتحت وقع التهديدات الرهيبة والانذارات العاصفة فان الوقت يداهمنا ، فقد غادر جون كيري بعد لقائين مع نتنياهو ليشارك في حضور اجتماع اوروبي حول ازمة اوكرانيا ، ولكنه سيعود في وقت متاخر ليلا ، ليلتقي مع الرئيس ابو مازن في رام الله ،وهكذا فانه في صباح اليوم الاربعاء سيكون لدينا صورة شبه نهائية ، وقدرة على تقدير موقف ،الوقت يداهمنا في هذه اللحظة ولكن الافق يجب ان يكون ابعد من ذلك فاسرائيل غيرت قواعد اللعبة بشكل نهائي ، واذا بقينا نلعب بالقواعد القديمة فسوف نكون كمن يتحدث الى نفسه ، وبالتالي حتى ونحن تحت اقصى درجات الضغط يجب ان نبحث عن قواعد جديدة لاددارة هذا الصراع المرير .