لماذا يسقط حكم العسكر؟

تابعنا على:   11:46 2014-04-01

مرسي عطاالله

قد يكون مفهوما أو مبررا أن يتردد الهتاف البذيء «يسقط حكم العسكر» في بعض دول أمريكا اللاتينية وخصوصا في جمهوريات الموز التي عانت بعد الحرب العالمية الثانية من لعبة الانقلابات العسكرية المتواصلة!
ولكن الذي يصعب علي الفهم وغير قابل للتصديق أن تحرض الجماعة فلولها علي ترديد هذا الهتاف البذيء في مصر رغم أن هذه الجماعة أكثر من يعلم أن المؤسسة العسكرية المصرية بسجلها الوطني المشرف لم تكن في أي وقت مؤسسة انقلابية وإنما كانت علي الدوام العامل الأشد تأثيرا علي معادلة السلطة في مصر عندما يشوبها الانحراف ويرفع الشعب ثقتها عنها مثلما حدث في يوليو 1952 ويناير 2011!
إن هؤلاء الجهلة والحمقي الذين يرددون هذا الهتاف البذيء مجرد ضحايا لسياسات التضليل ومنهج تغييب العقول الذي تمارسه الجماعة علي طول تاريخها حيث لم تضبط هذه الجماعة يوما متلبسة بالإسهام في تحقيق الاستقرار الوطني أو مستوعبة لاستحقاقات المتغيرات والظروف المستجدة وإنما كانت دائما غارقة في أوحال تغذية الغضب والحنق والدق علي أوتار الأوجاع المجتمعية.
وعلينا أن نتذكر أنهم باركوا تحرك المؤسسة العسكرية في يوليو 1952 وعندما فشلوا في احتواء الضباط الأحرار انقلبوا علي الثورة وناصبوها العداء السافر الذي بلغ ذروته في محاولة اغتيال جمال عبد الناصر في المنشية عام 1954... ثم إنهم تظاهروا بالاعتراف بالجميل للقوات المسلحة بعد انحيازها للإرادة الشعبية في يناير 2011 ورددوا هتاف « الجيش والشعب أيد واحدة» ثم عادت ريما لعادتها القديمة في التحريض علي المجلس العسكري والضغط عليه بترديد هتافهم البذيء «يسقط حكم العسكر» حتي تمكنوا من اختطاف 25 يناير بشكل شبه كامل في البرلمان والرئاسة وإقصاء بقية القوي السياسية إلي أن جاء فرج الله بالتقاط المؤسسة العسكرية لنبض الشارع في 30 يونيو
وسرعة تفعيله في قرارات 3 يوليو مما أفقد الجماعة وعيها وأنساها قصائد المدح والثناء والتزلف للجيش والشرطة خلال العام الأسود لحكمها لتعاود ترديد الهتاف البذيء الذي يقابله الشعب بمزيد من الاحترام والتوقير للمؤسسة العسكرية وقادتها العظام!
عن الاهرام