القضاء المصري يرفض طلبات صحافيي “الجزيرة” الافراج عنهم بكفالة

تابعنا على:   00:34 2014-04-01

أمد/ القاهرة ـوكالات :رفض القضاء المصري الاثنين طلبات صحافيي قناة الجزيرة الفضائية القطرية الثلاثة الافراج عنهم بكفالة بعد ان امضوا حوالي 100 يوم في الحبس في اتهامات تتعلق بدعم جماعة الاخوان المسلمين، في قضية اثارت عاصفة انتقادات دولية.

وقررت محكمة جنايات القاهرة تأجيل القضية الى العاشر من نيسان/ابريل.

ويواجه الصحافيون الثلاثة العاملون في قناة الجزيرة الناطقة بالانكليزية اتهامات بنشر اخبار كاذبة وبمساعدة جماعة الاخوان المسلمين التي ينتمي اليها الرئيس المعزول محمد مرسي والتي صنفتها الحكومة المصرية ارهابية نهاية العام الماضي.

كما مثل الاثنين امام المحكمة خمسة متهمين مصريين اخرين لكنهم لا يعملون في قناة الجزيرة.

وسمح القاضي محمد ناجي شحاتة للمتهمين بالخروج من قفص الاتهام والتحدث اليه مباشرة، في اجراء وصفه المحامي خالد ابو بكر محامي فاضل فهمي بانه “غير مسبوق في تاريخ المحاكم الجنائية في مصر”.

وناشد الصحفي المصري-الكندي محمد فاضل فهمي القاضي قائلا “ارجوك تخرجنا من السجن لاننا تعبنا، واتبهدلنا في السجن”.

وكان فاضل فهمي يتحدث من خارج قفص الاتهام مرتديا زي الحبس الاحتياطي الابيض اللون والى جواره سبعة متهمين اخرين.

ومثل المتهمون مرة جديدة امام المحكمة بتهمة دعم جماعة الاخوان، التي صنفتها الحكومة المصرية “ارهابية” في كانون الاول/ديسمبر الماضي.

ووجه الصحافي الاسترالي بيتر غرست كذلك حديثه الى المحكمة قائلا “اليوم، رغبتنا الوحيدة هي ان نكمل الكفاح من اجل تبرئة ساحتنا من خارج السجن، ونريد ان نؤكد اننا على استعداد تام لقبول اية شروط تفرضونها علينا” من اجل اطلاق سراحهم.

ووجه الصحافي المصري باهر محمد كذلك نداء الى القاضي للافراج عنه قائلا “أنا اتعلمت صحافة مع اليابانيين، اتعلمت منهم الدقة، وعمري من ساعة ما اشتغلت صحافة ما كذبت. انا مراتي حامل وبتيجي تزورني في السجن مع الاولاد، الموضوع مرهق جدا، وانا عايز حضرتك تفرج عني بكفالة علشان اطلع واكون جنبها”.

وقال محمد فاضل فهمي للقاضي “انا رجل ليبرالي وبيتر مسيحي. انا اطلعت النيابة علي صور لنا ونحن نحتسي الخمور، هل رايت واحدا من الاخوان يشرب خمرا؟!. سمعت عن ارهابي يشرب الخمر؟!”، وتابع فاضل مدافعا عن نفسه “اهم شيء في القصة انك تعرف اننا نعمل في الجزيرة انكليزي مش عربي. وان اول مرة نشوف الناس دي (المتهمون الاخرون) كان في السجن”.

وقال غريست متحدثا الى القاضي من قفص الاتهام “ان فكرة ارتباطي بالاخوان المسلمين مثيرة للسخرية”. واضاف “اريد ان اشدد على اننا لا نمثل اي تهديد كان على الدولة المصرية او على اي فرد”.

واكد غريست امام القاضي “لم نتهم باي جريمة او عمل عنف. لم نوقف وبحوزتنا اسلحة” مضيفا انه وصل الى القاهرة قبل اسابيع فحسب من توقيفه.

وقبل بدء الجلسة، صرح فاضل فهمي لفرانس برس “بعد ثلاث جلسات من الجلي عدم وجود اي تهمة صحيحة ضدنا. لم تجرمنا اي شهادة”.

واكد محامي الجزيرة مخلص الصالحي لفرانس برس ان موكليه كانوا يمارسون عملهم “بشكل مهني وموضوعي”. وتابع “كانوا يغطون المواجهات بين المتظاهرين وقوى الامن كسائر التلفزيونات. لم يؤلفوا او يفبركوا اي شيء”.

وبحلول الجلسة القادمة سيكون المتهمون امضوا اكثر من مئة يوم في السجن. وقال مايك غريست شقيق الصحافي الاسترالي الذي التقاه مرتين خلال الاسبوع الماضي انه “من المؤكد ان 100 يوم في السجن خلفت اثرا لكن شقيقي ما زال قويا”.

وسادت حالة من الاحباط ذوي واصدقاء المتهمين الثلاثة بعد تمديد حبسهم.

وقال المتهم باهر فيما كان يتم اخراجه من القفص بعد انتهاء الجلسة “نحن هنا نمثل حرية التعبير، الامر لا يتعلق بنا نحن فقط”.

وقرر القاضي في جلسة الاثنين ايضا توقيع كشف طبي جديد من قبل الطب الشرعي تحديدا على المتهمين صهيب سعيد وخالد عبد العظيم اللذين قالا انهما تعرضا للتعذيب اثناء سجنهما.

وكان كشف طبي اجراه طبيب السجن اكد ان المتهمين “في حالة جيدة ولا يعانيان من جروح خطيرة”، وهو ما رفضه محاميهما مطالبا بكشف جديد مستقل.

واستؤنفت الجلسة الاثنين في قاعة اعدت خصيصا في معهد امناء الشرطة في منطقة طرة، جنوب القاهرة، غداة تصريحات لوزير الداخلية اتهم فيها رئيس تحرير في الجزيرة بالتآمر مع الرئيس الاسلامي المعزول محمد مرسي في قضية “تخابر” منفصلة تستهدف مرسي و35 متهما بينهم قياديون في جماعة الاخوان.

فقد اتهم اللواء محمد ابراهيم الاحد ابراهيم محمد هلال وهو رئيس تحرير في الجزيرة بمساعدة الاخوان المسلمين على تسريب وثائق تتضمن اسرارا عسكرية ومعلومات تخص الامن القومي المصري، الى “احدى الدول الداعمة للاخوان” في اشارة الى قطر.

وعلق مصدر في الجزيرة ان “لا احد سياخذ هذه الاتهامات على محمل الجد” منددا “بنظرية مؤامرة غبية جديدة”.

وتشمل قضية صحافيي الجزيرة 16 مصريا اتهموا بالانتماء الى “منظمة ارهابية” واربعة اجانب اتهموا بتزويد هؤلاء “بالمال والمعدات والمعلومات” من اجل “نشر معلومات كاذبة” توحي بوجود “حرب اهلية في البلاد”.

من جانبها نددت جمعية “مراسلون بلا حدود” بما وصفته “محاكمة هزلية” معتبرة انه “على السلطات المصرية الكف عن التذرع بمكافحة الارهاب لاضطهاد الاصوات المعارضة”.

ومنذ مطلع تموز/يوليو قتل 1400 شخص على الاقل بحسب منظمة العفو الدولية اغلبيتهم من انصار مرسي في حملة قمع.

واتهمت القاهرة الجزيرة بالانحياز الى الاخوان المسلمين الذين اعلنتهم “حركة ارهابية” واغلقت نهائيا فرعها “الجزيرة مباشر مصر”.

وتأتي هذه المحاكمة لصحافيي قناة الجزيرة في ظل اجواء من التوتر في العلاقات بين القاهرة والدوحة، حيث اتهمت مصر قطر بدعم الاخوان المسلمين فيما ردت الامارة الخليجية بانتقاد عنف السلطات الجديدة ضد انصار مرسي.

اخر الأخبار