أنفاق تل أبيب أخطر من أنفاق غزة

تابعنا على:   12:54 2017-10-31

د. ناصر اللحام

ان الانفاق الموجودة تحت تل أبيب ، تعدّ اكثر خطورة من تلك الموجودة تحت رمال قطاع غزة . لان انفاق تل أبيب هي التي تنتج الشرور والحروب والقتل والمخططات العدوانية والتسلح والكراهية ، وليس من باب الصدفة ان مقر وزارة الدفاع الاسرائيلية في تل أبيب والمسمى ( كريوت ) يطلق عليه اسم البئر . فهو بمثابة بئر تحت الارض تم حفره في الاربعينيات من القرن الماضي تجلس فيه قيادات اسرائيل الامنية والعسكرية والسياسية وتخطط للاغتيالات وشن الحروب والقتل .

ان العدوان الاسرائيلي على نفق خانيونس ، ليس سوى عدوان على الرئيس ابومازن ، وعدوان على رئيس الوزراء رامي الحمد الله ومنظمة التحرير ، وعدوان على مصر والمخابرات المصرية قبل ان يكون عدوان على الجهاد الاسلامي وحركة حماس . لانه جريمة قتل تم الاعداد لها سياسيا وعسكريا وامنيا واعلاميا بهدف تخريب المصالحة الفلسطينية واعادة قلب المشهد الداخلي .
والدليل على ذلك الصراعات الشديدة داخل اسرائيل الان ، ولم يتردد قادة في اسرائيل عن السؤال : لماذا يسارع أفيغدور ليبرمان شخصيا في اعلان تفجير النفق ، وطالما قامت اسرائيل بتفجير أنفاق وتنفيذ عمليات ضد العرب وتسارع اسرائيل الى الصمت وعدم تبني العملية !! فلماذا هذه المرة سارع ليبرمان في تبنيها ؟
ويسألون ايضا : لماذا يقوم نتانياهو بعد دقائق باعلان تبني تفجير النفق !! وهل جن جنون قادة الاحزاب الاسرائيلية ؟ أم أنهم يحفرون الانفاق تحت بعضهم البعض في ظل صراع الديكة على كعكة السلطة وميزانياتها ؟
والأهم من ذلك أن اسرائيل عادت وتراجعت عن تباهيها وتفاخرها باستخدام تكنولوجيا جديدة ( غاز سام قاتل مخالف للقانون الدولي ) . لانها عرفت ان عدد الضحايا قد يقود الى تشكيل لجنة تحقيق دولية . وهو ما دفع تل ابيب للاتصال بالقاهرة وتوسل تدخلها من أجل منع اطلاق صواريخ .
ان جريمة نفق خانيونس ، تاخذنا الى العناوين التالية :
- ان العرب والفلسطينيين لا يملكون خطة هجوم ولا خطة دفاع .
- ان التنظيمات الفلسطينية صارت جزء من المنظومة العربية بما لها وما عليها .
- ان قادة تل ابيب لا يفرقون بين عباس وحماس والجهاد الاسلامي ومصر . وهم يعملون بنظرية ان العربي الجيد هو العربي الميت .
- ان تفجير النفق لم يقتل عشرة شبان فلسطينيين فقط ، وانما قتل وهم الثقة باسرائيل ، وبات جيل كامل من الفلسطينيين يعرفون ان اسرائيل ليست محط ثقة وانها ترضع الغدر والاغتيالات في ثقافتها .
- ان تفجير نفق خانيونس سيخلق رد فعل غير نمطي من جانب الفلسطينيين ، وطالما ان القوى والفصائل السياسية غير قادرة على الرد ، وطالما ان الدول العربية لن تقوم بطرد السفير الاسرائيلي، وطالما ان اسرائيل تقصف سوريا والسودان ولبنان وغزة ورام الله متى تشاء ودون حسيب او رقيب ، فان الواقع الراهن ، وإذا استمرت حكومة  اسرائيل في مغامراتها العسكرية، قد يقود ذلك الى خلق رد فعل خارج المألوف السياسي .
- ان جريمة اسرائيل ، وردة فعلها على الجريمة تثبت مرة اخرى ان وهم انهاء الصراع لا يعيش سوى في عقول السياسيين الطوباويين ، اما على الارض فلا يوجد الا الدم والنار والانتقام . وهذا ما تريده اسرائيل ، وهذا ما تخطط له أنفاق تل أبيب .

اخر الأخبار