الحشاشون والمساطيل!

تابعنا على:   10:05 2014-03-18

حسين شبكشي

كان العالم «يحبس» أنفاسه وهو يترقب اللحظات الفاصلة قبل صدور البيان الوزاري بحسب ما صوره الإعلام اللبناني أنه بيان «حياة أو موت» أو بيان «نكون أو لا نكون»، وباتت موقعة البيان الوزاري أشبه بموقعة «واترلو» أو «داحس والغبراء»؛ كل فريق يشهر سيفه أو «يحمل سلمه بالعرض» كما يقول المثل اللبناني الدارج، ودخل بعض الأطراف وهم يدافعون عن «المقاومة» وينظرون عن معانيها «السامية» و«العظيمة» وكانت أشبه بدبكة من دبكات مصمم الرقصات اللبناني الأشهر «كركللا»، ووافقت الأطراف على إدراج كلمة «المقاومة للمواطنين حق» وهو تنازل وتفسير يفسر الماء بالماء ليس أكثر، وما هي إلا ساعات قد انقضت إلا ويفضح القدر المعنى القبيح لتلك المقاومة الزائفة لتظهر أرتال عصابته المأجورة وهي تغزو مدينة يبرود السورية لتطرد أهلها منها وتحتلها في مناصرة للنظام الطاغية الذي يذبح شعبه لمدة تجاوزت الأعوام الثلاثة، وما هي إلا دقائق من بعد إذاعة هذا الخبر إلا وكان أنصار هذا الفصيل في بيروت ومناطق أخرى في لبنان يجولون الشوارع رافعين أعلامه الصفراء ويوزعون الحلوى على المارة في مشهد احتفالي كرنفالي مليء بالشماتة والحقد. هذه هي المقاومة اليوم، هذا هو وجهها الحقيقي والقبيح، وإذا كان اللبنانيون لا يميزون بين هذه الحقيقة المقززة والشعارات المزيفة فليس العالم «مجبورا» أن يشاركهم في هذه المسرحية الهزلية.

لقد آن الأوان أن يصنف حزب الله اللبناني وبصريح العبارة حزبا إرهابيا ويمنع التعامل معه أو من يمثله (مثله تماما والأحزاب الأصولية والنازية في العالم). حزب يرفع السلاح على أبناء وطنه ويغزو بلادا مجاورة لم يعد من الممكن قبول عدم تصنيفه كإرهابي بعد اليوم لأن ممارساته الخطيرة تجاوزت الخطوط الفكرية إلى العنف والقتل وإراقة الدماء بشكل علني.

على مر السنين الطويلة كانت دوما ما تخرج علينا فرق ومجاميع وشعوب تسير كالقطيع خلف قادة وزعامات يغسلون أدمغتهم بالشعارات والوعود حتى يصبحوا حطبا لنيران أحلامهم المدمرة، ولعل في قصة فرقة «الحشاشين» التي خرجت من تحت عباءة إحدى الفرق والطوائف الإسلامية، معنى بليغا وسميت نفسها في البدايات بفرقة «الأسّاسين» على فكرة أنها تتبنى أساس الدين ثم جرى استخدام «الحشيش» كمادة «مساندة» لتقوية المقاتلين، وواقع الأمر أنها كانت وسيلة غسيل دماغ لجأ إليها مؤسس الفرقة حسن الصباح وتحول اسمها إلى الحشاشين، حيث كان يتم تكلفتهم بعمليات اغتيال وانتحار كله باسم «الدين» حتى باتوا اليوم مضرب الأمثال في العالم ومنها خرجت كلمة Assassins التي تعني الاغتياليين، وطبعا القطيع التابع لا يسأل ولا يفكر.. فقط ينفذ ما يؤمر به دون التحقق في حجم الضرر الذي يسببه ذلك الأمر. وها نحن اليوم في عالمنا العربي نتحمل تكلفة مجاملة فصيل حزب الله والابتعاد عن خط مواجهة الاتجار باسم الدين والمقاومة وعدم إدراك أن الحزب ما هو إلا أداة استخباراتية وورقة في كتاب الاستخبارات الإيرانية ضمن مشروعها التوسعي في المنطقة.

المقاومة ليست «بلطجة» وليست «زعرنة» وليست «تشبيحا» وليست «كذبا ودجلا» وهي جميعها تماما ما يتم عمله اليوم باسمها. حسن نصر الله وأتباعه كانوا يستلقون على الأرض ضحكا بعد مشهد مقاتليهم في يبرود الذي جاء بعد ساعات من الإعلان الوزاري المشؤوم، ولكن إذا كان هذا الفريق يعتبر ما حدث نوعا من «الهضمنة» فسائر العرب ليسوا مجبرين أبدا على هذه «الغلاظة». آن أوان الطلاق الكامل مع حزب الله وتصنيفه رسميا فصيلا إرهابيا.

عن الشرق الاوسط السعودية

اخر الأخبار