المقدسيون يصفعون حماد

تابعنا على:   02:48 2017-07-30

عمر حلمي الغول

فتحي حماد، عضو المكتب السياسي لحركة حماس كشف مجددا عن خواء وإفلاس سياسي غير مسبوق، عندما إتهم المقدسيين المدافعون الأبطال عن القدس العاصمة الأبدية لدولة فلسطين المحتلة عام 1967، بإنهم يرابطوا في المسجد الأقصى "من اجل الشحدة والتسول!" في الوقت الذي أثبت أبناء الشعب العربي الفلسطيني في القدس، انهم صمام الأمان، وحماة القدس العاصمة من التهويد والمصادرة والأسرلة، وأعادوا لها وللكفاح الوطني الفلسطيني بريقه ومجده، وإنتصروا على المحتل الإسرائيلي البغيض، وأرغموه للاذعان لإرادتهم الشعبية المتعاظمة بإزالة البوابات الإليكترونية ومن ثم الجسور والكاميرات والمسجات وفتح بوابات اولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين في ال27 وال28 من تموز الحالي امام المصلين من مختلف الأعمار، خرج ذلك الدعي ليصب جام غضبه عليهم، ويتهمهم بما ليس فيهم، ويشكك بوطنيتهم، ودورهم الريادي في الدفاع عن الحقوق الوطنية في القدس المحتلة، مع انه كان من الأجدر به ومن زمرته الإنقلابية، إن كان لهم علاقة بالدين الإسلامي او الوطنية الفلسطينية، أن يشدوا على اياديهم وحناجرهم وصمودهم البطولي.

لكن حماد المعروف بإرتباطاته المشبوهة حتى في اوساط حركته الإنقلابية، التي ثبتته في عضوية مكتبها السياسي مؤخرا، لم يرَّقْ له ما تحقق من نصر رائع في القدس العاصمة من قبل الجماهير المقدسية، التي تلاحمت في بوتقة الكفاح الوطني خلف قيادة الشرعية الوطنية، وثبتت السيادة الفلسطينية عليها، ودحرت مخططات وإنتهاكات حكومة نتنياهو اليمينية المتطرفة، وبذات الوقت أعادت الإعتبار لمكانة القدس الدينية والسياسية والتاريخية والقانونية. لإنها فضحت وعرت حركته المتخاذلة، والتي إنزوت في زوايا الظلام خلال الإسبوعين الماضيين من نضالات الجماهير الشعبية وفعالياتها الدينية والوطنية، ولم تظهر في الميدان إلآ عبر تصريحات متناثرة ومفككة، لا تمت بصلة لما جرى في القدس العاصمة، ولإن الهبة الشعبية الرائعة للمقدسيين قطعت الطريق على مخطط حماس التخريبي، الذي كانت تعد له الحركة مع "حلفائها الجدد" لسحب البساط من تحت اقدام الشرعية الوطنية وخاصة شخص الرئيس ابو مازن، الذي قاد المعركة السياسية والديبلوماسية ببراعة فائقة، ولتعرية الهبة حلفاء حماس من العرب والمسلمين.

نعم أكد ذلك المتشدق بالدين، ان لا صله له لا بالدين ولا الوطنية. مع انه كان يدعي، ان "تحرير القدس وفلسطين بات قاب قوسين او ادنى"، حيث حدد خمس سنوات لذلك. ولو كان الأمر كذلك، كيف يجرؤ ذلك المدافع عن نتنياهو ومخططاته التهويدية عن وصف ابناء القدس الشجعان، الذين أكدوا بما لا يدع مجالا للشك، انهم رواد الوطنية الفلسطينية، وحماة القدس العاصمة عموما والحوض المقدس خصوصا، بأنهم "يرابطوا في الحرم القدسي الشريف بهدف التسول"!؟ أيعقل لشخص يدعي، انه "حامل راية الدين" و"المقاومة" توجيه الإتهام والإساءة للمناضلين الأبطال بما ليس فيهم من صفات، وليس منهم من هو على شاكلته الرخيصة؟ وكيف تستقيم المعادلة عند حماد، بين إتهامه ابناء القدس العاصمة، المرابطون الحقيقيون في اولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين، وفي الأحياء المقدسية، رغم كل اشكال البطش والتنكيل والإعتقال والضرائب والتهويد والمصادرة والأسرلة، والذين دفعوا الثمن غاليا، ومازالوا يدفعونه من دمهم وعرقهم وجيوبهم، وبين صفة "التسول"؟ ألآ يخدم هذا الإتهام إسرائيل الإستعمارية واضرابها في المنطقة والعالم؟ وما هو الثمن، الذي حصل عليه حماد المشعوذ لقاء تصريحه الوقح والمعادي للوطنية الفلسطينية وللفعاليات الدينية والسياسية والإقتصادية والثقافية المقدسية؟ وهل يمكن لكل تصريحاته السابقة واللاحقة ان تغسل عاره وخزيه مما نطق به كفرا وعهرا عن المقدسيين الأبطال؟

حماد المارق لم ينطق عن الهوى، إنما نطق بلسان قيادة حركته الإنقلابية، التي رفضت نداء الرئيس محمود عباس للمصالحة والوحدة الوطنية، ورفضت مشاركة الجماهير المقدسية كفاحها العظيم دفاعا عن اقصاها وقدسها الفلسطينية والعربية، وعزلت نفسها عن خيار الشعب ومقاومته الشعبية السلمية، التي صفعت نتنياهو وبينت وليبرمان وحماد وحماس وكل من لف لفهم من عرب وعجم واتراك وأميركان وغيرهم. وإنتصرت الجماهير المقدسية بوحدتها والتفافها خلف فعالياتها الدينية وقيادة منظمة التحرير الفلسطينية برئاسة الرئيس ابو مازن. ولم تنتظر من المأفون فتحي حماد شكرا او جميلا، ولن تنتظر منه شيئا، لإنها تعرف امثاله من المارقين المتخاذلين والمشبوهين.

[email protected]

[email protected]   

اخر الأخبار