نشــوة الانتصــار علي الإخـــوان

تابعنا على:   18:41 2013-10-03

د. وحيد عبدالمجيد

مازالت نشوة الانتصار علي الإخوان مستمرة للشهر الرابع علي التوالي‏.‏ ولا اعتراض علي أن نفرح بانتصار إرادة الشعب علي من ظنوا أنهم فوقها‏,

ولكن هناك ألف اعتراض علي أن يحل هذا الفرح, وقد تحول إلي نشوة تذهب العقل, محل العمل الجاد لمعالجة آلام نحو نصف هذا الشعب بعد أن فاقم الركود الاقتصادي المصحوب بتضخم رهيب معاناة الفقراء وقطاع لا بأس به من الطبقة الوسطي.
ولا يمكن معالجة هذه الآلام بدون الإسراع بتوطيد دعائم النظام الديمقراطي, وعدم الانجراف في طريق قد يتعارض معه في النهاية عبر تغليب النزعة الأمنية علي العمل السياسي والمجتمعي والتنويري.
غير أن بعض المنتشين بالانتصار علي الإخوان لا يدركون خطر العودة إلي الاعتماد علي الإجراءات الأمنية وحدها, عبر دعمهم غير المشروط لها, في الوقت الذي يتفرغون للاحتفال بهزيمة الجماعة التي لا تستحق في الواقع الوقت الذي يبددونه في هجائها كل يوم, دون أن يدركوا أنهم يشاركونها دون قصد سعيها إلي إغراق الوطن في حالة من الكراهية والبغضاء تضع عشرات من علامات الاستفهام علي المستقبل. كما لا يعون أن وصف الإخوان بأنهم ليسوا مصريين إنما هو الوجه الآخر لخطاب التكفير الذي ارتفعت وتيرته علي منصة رابعة والنهضة. ولا يعرف المنتشون أنه لا يمكن بناء أي بلد في مثل هذه الحالة من الكراهية التي تشق صفوف المجتمع وتخلق قطيعة داخل بعض الأسر والعائلات.
فليس من شيم المؤمنين بالديمقراطية والحرية والكرامة الإنسانية أن يعيدوا إنتاج ما فعله الاخوان الذين حاولوا تقسيم المجتمع بين أهل وعشيرة مقربين و آخرين ليسوا في الحسبان. وليس من قيم الوطنية والديمقراطية أن تكتفي بالانتصار علي خصمك ولا تحاول أن تنتصر علي نفسك لكي تنصر الشق الطيب فيك وتجعل القيم المرتبطة به أساسا لبناء جديد. وليس من الحكمة أن تجعل خصمك الذي انتصرت عليه يستدرجك لتكون مثله وتغرق معه في وحل الإقصاء والتسلط ورفض الآخر. فحتي إذا كان صعبا أن نتحلي بأخلاق النبلاء حين ينتصرون, فلنعمل لما يحقق مصلحة شعبنا الذي ينتظر من يخرجه من نفق سلطة الإخوان المظلم لا من يجره إلي نفق آخر.
عن الاهرام

اخر الأخبار