ابرز ما تناولته الصحف العبرية20/02/2017

تابعنا على:   12:20 2017-02-20

هآرتس تكشف تفاصيل القمة السرية التي عقدها كيري بمشاركة السيسي وعبدالله ونتنياهو قبل سنة

كيري عرض مبادرة سلام اقليمي، تشمل قيام دولة فلسطينية، عاصمتها القدس، والاعتراف بإسرائيل يهودية، ونتنياهو عرض خطة لفتات للفلسطينيين مقابل مواصلة البناء في كتل المستوطنات

تكشف صحيفة "هآرتس" تفاصيل واسعة حول قمة سرية، عقدت في مدينة العقبة الاردنية في العام الماضي بمشاركة وزير الخارجية الامريكي جون كيري والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي والملك الأردني عبد الله الثاني، والتي عرض كيري خلالها مبادرة سلام اقليمي، تشمل قيام دولة فلسطينية، عاصمتها القدس، والاعتراف بإسرائيل يهودية، بينما نتنياهو خطة لفتات للفلسطينيين مقابل مواصلة البناء في كتل المستوطنات.

وتكتب الصحيفة ان الخطة التي عرضها نتنياهو شملت تجميد البناء خارج كتل المستوطنات. وقال مسؤول رفيع في الادارة الامريكية السابقة، ومصدر اسرائيلي، مطلعان على تفاصيل القمة، ان نتنياهو طلب الحصول في المقابل على اعتراف امريكي بالكتل الاستيطانية.

وقال المسؤول الامريكي والمصدر الاسرائيلي ان نتنياهو عرض خطة تتألف من خمس نقاط، تم فيها تفصيل الخطوات التي ابدت اسرائيل استعدادها للقيام بها لصالح مبادرة سلام اقليمي، تقود الى استئناف المفاوضات مع الفلسطينيين، الى جانب الامتيازات التي تطالب بها. وحسب اقوالهما فقد شملت خطة نتنياهو النقاط التالية:

1. المصادقة على بناء مكثف للفلسطينيين ودفع مبادرات اقتصادية في المنطقة C في الضفة الغربية، التي تسيطر اسرائيل فيها امنيا ومدنيا، دفع مشاريع للبنى التحتية في قطاع غزة، وتوثيق التنسيق الامني مع السلطة الفلسطينية – خاصة السماح بإدخال وسائل قتالية اخرى مطلوبة لأجهزة الامن الفلسطينية.

2. نشر بيان رسمي يجري فيه التطرق بشكل ايجابي من جانب الحكومة الاسرائيلية لمبادرة السلام العربية من العام 2002، من خلال الاعراب عن الاستعداد لإجراء مفاوضات مع الدول العربية حول مركبات المبادرة.

3. دعم ومشاركة فاعلة من قبل الدول العربية في مؤتمر السلام الاقليمي، بما في ذلك مشاركة ممثلين كبار من السعودية والامارات المتحدة ودول سنية اخرى في القمة العلنية بمشاركة نتنياهو.

4. اعتراف امريكي عملي بالبناء في كتل المستوطنات الكبيرة، التي لم يرسم نتنياهو حدودها بشكل واضح، مقابل تجميد البناء في المستوطنات المعزولة في الجانب الشرقي من الجدار الفاصل. وتحدث نتنياهو عن التوصل الى تفاهمات هادئة وغير رسمية حول الاعتراف بالبناء في الكتل وتجميد البناء خارجها.

5. الحصول على ضمانات من ادارة اوباما بصد خطوات معادية لإسرائيل في مؤسسات الامم المتحدة وفرض الفيتو على أي قرار يتعلق بالصراع الاسرائيلي – الفلسطيني في مجلس الامن.

اما الخطة التي عرضها كيري، فتضمنت ست مبادئ:

1. حدود دولية مفتوحة ومعترف بها بين اسرائيل ودولة فلسطينية متواصلة على اساس حدود 1967 مع تبادل للأراضي.

2. تحقيق رؤية قرار الامم المتحدة 181 (خطة التقسيم) بإقامة دولتين للشعبين – واحدة يهودية والثانية عربية – تعترفان ببعضهما وتمنحان المساواة في الحقوق لمواطنيهما.

3. حل عادل ومتفق عليه وواقعي لمشكلة اللاجئين الفلسطينيين، يتفق مع حل الدولتين للشعبين، ولا يؤثر على الطابع الاساسي لإسرائيل.

4. حل متفق عليه للقدس كعاصمة للدولتين، ومعترف بها من قبل المجتمع الدولي، وضمان حرية الوصول الى الاماكن المقدسة بناء على الوضع الراهن.

5. توفير الاحتياجات الأمنية لإسرائيل، ضمان قدرتها على الدفاع عن نفسها بشكل ناجع، وضمان قدرة فلسطين على توفير الامن لمواطنيها في دولة سيادية ومنزوعة السلاح.

6. انهاء الصراع وانهاء المطالب، وتطبيع العلاقات وضمان الامن الاقليمي للجميع بما يتفق مع رؤية مبادرة السلام العربية.

وتكتب "هآرتس" ان نتنياهو تحفظ خلال القمة من المبادرة وامتنع عن الرد بالإيجاب عليها وادعى انه سيجد صعوبة في تجنيد الدعم لها في الائتلاف. ومع ذلك فقد شكلت القمة الاردنية قاعدة بدأت بعدها بأسبوعين المفاوضات بين نتنياهو ورئيس المعسكر الصهيوني يتسحاق هرتسوغ لتشكيل حكومة وحدة.

نتنياهو اعتمد المبادرة لمفاوضة هرتسوغ على الانضمام الى الائتلاف

وكان نتنياهو قد اكد، خلال اجتماع وزراء الليكود في الكنيست، امس، موضوع القمة السرية. وقال للوزراء انه هو الذي بادر الى عقد القمة التي انعقدت قبل سنة في العقبة.

وقال هرتسوغ، امس، معقبا على الموضوع ان نتنياهو "ارتعد وهرب". واضاف في تصريحات للقناة العاشرة ان المبادئ التي عرضت خلال القمة تشمل الاعتراف بإسرائيل كدولة يهودية، واستئناف المفاوضات مع الفلسطينيين، وشكلت قاعدة للاتصالات مع نتنياهو من اجل تشكيل حكومة وحدة.

واضاف: "هذه الورقة كانت ستغير وجه الشرق الاوسط، ومن هرب في النهاية كان نتنياهو. لقد اوضح له قادة لهم اهميتهم في كل العالم، وفي المنطقة بشكل خاص، مدى رغبتهم بانضمامي الى الحكومة لأنهم رأوا في ذلك دليلا على جدية نتنياهو ازاء الخطوة، لأنهم لا يصدقونه".

ورفض هرتسوغ كشف من هم القادة الذين اتصلوا به، لكنه قال انه اتفق مع رئيس الحكومة على عدة مبادئ، من بينها الموافقة على مبادئ مبادرة السلام العربية، بناء الجدار، الانفصال عن الفلسطينيين وتجميد البناء خارج الكتل الاستيطانية". وقال انه حصل على فيتو كامل بشأن البناء في الضفة الغربية.

وحسب هرتسوغ فقد فشلت الاتصالات لتشكيل حكومة وحدة لأنه نتنياهو تخوف من تمرير خطوة سياسية في حزبه وادخل الى المفاوضات الوزير ياريف ليفين، الذي تآمر طوال الوقت وافهمه صعوبة الحديث داخل الليكود عن الكتل". وحسب هرتسوغ، فان نتنياهو يكاد لا يسيطر على حكومته، وان رئيس الحكومة الفعلي هو بينت وهو الذي يحاصره.

ونفى هرتسوغ ما قاله نتنياهو، امس، من انه المبادر الى قمة العقبة، وقال ان من بادر اليها هو كيري، وانه شخصيا فرح بذلك واعتقد انها فرصة كبيرة لتحقيق الامل لإسرائيل وللشعوب المجاورة.

نتنياهو رغب بمبادرة اقليمية يقودها هو

وقال مصدر اسرائيلي مطلع على تفاصيل القمة، انه على الرغم من كون كيري هو المبادر الى القمة، الا انه كان لنتنياهو دور فاعل فيها. وقال ان احد الاسباب التي جعلت نتنياهو يرغب بعقد القمة، هو لكي يعرض امام ملك الاردن والرئيس المصري مبادرة منافسة لمبادرة كيري والتأكد من ان كيري لا يقوم بعملية اختطاف سياسي.

وقال المصدر ان كيري عمل على مبادرة شملت ست نقاط لاستئناف المفاوضات، لكن نتنياهو لم يرغب بأن يكون ملحقا لكيري خاصة انه لم يرغب بالمبادئ التي تعرضها وثيقته. فهو لم يعتمد على كيري وتخوف من قيامه بعرقلة المبادرة الاقليمية. نتنياهو رغب بمبادرة اقليمية يقودها هو مع ملك الاردن والرئيس المصري، وفي مرحلة لاحقة فقط تنضم اليها الادارة الامريكية، وكيري بشكل شخصي كلاعب ثانوي. كما ان العرب لم يتحمسوا من مبادرة كيري، رغم انه ادعى المرة تلو الاخرى بأن الدول العربية كلها وافقت على مبادرته".

ونشرت الكثير من الجهات السياسية، امس، تعقيبات على ما كشفته "هآرتس". ووجه رئيس المعارضة يتسحاق هرتسوغ، انتقادات شديدة الى نتنياهو، وكتب على حسابه في تويتر ان "التاريخ سيحكم على حجم الفرصة وحجم تفويتها".

وكتب وزير الامن الداخلي غلعاد اردان على حسابه في تويتر، ان "رئيس الحكومة كان محقا عندما تحفظ من مبادرة عربية خلال فترة اوباما – كيري. لماذا تدخل اسرائيل الى حوار يبدأ على اساس حدود 1967، خاصة حين يكون كيري هو المبادر والوسيط؟ كيري لم يثبت للأسف فهما عميقا للمنطقة وللمصالح الاسرائيلية (حتى وان كانت نواياه جيدة). المبادرة الاقليمية لا تحتم موافقة اسرائيل بشكل فوري على كل طلب وشرط".

وكتب النائب بتسلئيل سموطريتش (البيت اليهودي) على تويتر، ان النشر عن القمة التي عقدت في العقبة يثبت الدور الهام لحزبنا في الائتلاف. سنواصل الحفاظ على دولة اسرائيل والصهيونية ومنع الدخول في مغامرة".

في المقابل كتب النائب عمر بارليف (المعسكر الصهيوني) ان نتنياهو "يدوس الفرص بذرائع فقدان القيادة. لديه ائتلاف لسن قانون غير دستوري، اما الرد على مبادرة اقليمية، فلا يستطيع توفيره".

ونشرت النائب كسانيا سباتلوفا (المعسكر الصهيوني) بيانا كتبت فيه ان "نتنياهو أصر قبل عدة أيام فقط على التوصل الى سلام اقليمي، خلال لقائه مع ترامب. والان تظهر الحقيقة مرة اخرى. رئيس الحكومة رفض مبادرة اقليمية بقيادة وزير الخارجية الامريكي السابق جون كيري. كما قال نتنياهو في اكثر من مرة – لن يكون شيء لأنه لا يوجد شيء. لا توجد لديه خطة سياسية، ولا رؤية ولا مسؤولية قومية. نتنياهو يقودنا نحو كارثة الدولة ثنائية القومية".

وكتبت رئيسة حركة ميرتس، النائب زهافا غلؤون، على حسابها في تويتر، انه في لحظة الحقيقة يتضح بأن نتنياهو ليس معنيا بالاعتراف بدولة يهودية ولا بإنهاء الصراع والتوصل الى اتفاق اقليمي. هدفه الدائم هو المماطلة في الوقت. لقد كتبت في وقت سابق انه لا تنقص الفرص النادرة للسلام. انها تصل بشكل متعاقب منذ سنوات. نتنياهو كان هو المشكلة دائما، وليس غياب الفرص".

وكتبت النائب تمار زاندبرغ من ميرتس، على حسابها في تويتر ان "نتنياهو، المحافظ المتطرف، الرافض المتتالي، اسير في ايدي اليمين من دون أي قدرة على التحرر من الكارثة التي يقود اليها دولة اسرائيل".

نتنياهو يبلغ حكومته صعوبة بناء مستوطنة جديدة لمستوطني عمونة

تكتب "هآرتس" ان رئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو، قال امس الاحد، خلال اجتماع المجلس الوزاري السياسي – الامني، انه في اعقاب طلب الرئيس الامريكي دونالد ترامب، كبح البناء في مستوطنات الضفة الغربية، سيكون من الصعب تنفيذ قرار بناء مستوطنة جديدة لمستوطني بؤرة عمونة سابقا.

وقال مسؤولان رفيعان اطلعا على تفاصيل الجلسة، ان نتنياهو قال للوزراء انه كما يبدو لن يكون مفر من العثور على حل آخر لمستوطني عمونة، في ضوء الالتزام الذي قطعه لهم ببناء مستوطنة جديدة. وقال احد المسؤولين ان نتنياهو اكد بأن الموضوع الرئيسي الذي يحاول دفعه امام الرئيس ترامب هو مواجهة التهديد الايراني وان هذه المسألة مطروحة في مقدمة جدول الاولويات وعلى حساب قضايا اخرى، كانشاء مستوطنة جديدة.

وكان نتنياهو قد استعرض خلال جلسة الحكومة التي عقدت قبل جلسة المجلس الوزاري المصغر، نتائج زيارته الى واشنطن واجتماعه بالرئيس ترامب. وسأل الوزراء نفتالي بينت واييلت شكيد واوري اريئيل رئيس الحكومة عما سيؤول اليه مصير المستوطنة الجديدة التي وعد بإقامتها لمستوطني عمونة، واكدوا انه يجب تنفيذ هذا الالتزام.

وعمل نتنياهو خلال دقائق طويلة على الشرح للوزراء بأن ترامب على استعداد للتوصل الى تنسيق كبير مع اسرائيل في المسائل الأمنية الاستراتيجية، واوضح لهم انه رغم ضرورة العثور على حل لمستوطني عمونة الا ان اقامة المستوطنة ليست مطروحة في مقدمة جدول الأولويات. وقال: "مع كل الاحترام لعمونة، يجب الان التركيز على التنسيق مع ترامب في موضوع ايران. هذا هو الموضوع المطروح في مقدمة جدول الأولويات. لا يهمني عدد التغاريد التي سيكتبها الناس هنا على تويتر".

وقال نتنياهو لأعضاء المجلس الوزاري المصغر انه يوجد خلاف بين اسرائيل وادارة ترامب في موضوع البناء في المستوطنات، وانه تم تشكيل طاقم مشترك برئاسة السفير الاسرائيلي لدى واشنطن، رون دريمر، ومبعوث الرئيس ترامب لشؤون المفاوضات الدولية جيسون غرينبلات، لمحاولة التوصل الى تفاهمات. ويشار الى انه بعد اول لقاء بين نتنياهو واوباما ايضا في ايار 2009، تم تشكيل طاقم مشترك لموضوع البناء في المستوطنات. وبعد نصف سنة من تشكيل ذلك الطاقم وافق نتنياهو على تجميد البناء جزئيا لمدة عشرة اشهر.

واكد رئيس الائتلاف الحكومي، النائب دافيد بيتان، خلال حديث اذاعي، امس، ان رئيس الحكومة يعيد فحص التزامه بشأن مستوطني عمونة، وقال: "انه يفحص موضوع تخفيف البناء الى حد معين في المستوطنات. سيتم منح مساكن ملائمة لسكان عمونة في يهودا والسامرة. انهم يريدون مستوطنة مستقلة ورئيس الحكومة يفحص الموضوع مجددا".

وتكتب "يسرائيل هيوم"انه فيتعقيب ديوان نتنياهو على قول رئيس الحكومة، بانه سيكون من الصعب تنفيذ قرار بناء مستوطنة جديدة لمستوطني عمونة، جاء بأن رئيس الحكومة لم يتراجع عن اقامة المستوطنة، وانما يريد عمل ذلك من خلال التنسيق مع ادارة الرئيس الامريكي ترامب. وقالوا انه الى جانب الخطوات التي اعلن عنها نتنياهو ولم ينسقها مع الولايات المتحدة، كبناء الاف الوحدات الاسكانية الجديدة في يهودا والسامرة، هناك خطوات يعتقد انه من المفضل التفاهم حولها بين البلدين.

في هذا السياق اعربت مصادر في حزب الليكود عن تقديرها بأن الائتلاف الحكومي الحالي لن يصمد اذا لم يتم توفير حل لمستوطني عمونة يعتمد على الالتزام نحوهم. وفي هذا الموضوع، تظاهر مستوطنو عمونة امام دار الحكومة، امس، وطالبوا باحترام الاتفاق الموقع معهم، واقامة مستوطنة جديدة لهم.

الادارة المدنية تصدر اوامر بهدم كافة بيوت الخان الاحمر

تكتب "هآرتس" ان الادارة المدنية في الضفة سلمت، امس الاحد، 42 أمر هدم لمباني القرية البدوية الفلسطينية خان الاحمر، في منطقة معاليه ادوميم. ويقيم في هذه القرية حوالي 100 شخص في بيوت مؤقتة، بدون خدمات. كما توجد في القرية مدرسة يتعلم فيها الطلاب من عدة قرى غير معترف بها في المنطقة. ورغم الضغوط السياسية التي مورست في السابق، فقد امتنعت الادارة حتى الان عن هدم بيوت القرية.

وقال سكان القرية انه كتب في الاوامر التي تسلموها بأنها اوامر بوقف البناء، لكن المقصود بيوت يقيم فيها السكان وحظائر للمواشي. وقال عايد خميس جهالين، لصحيفة "هآرتس" ان توزيع عشرات الاوامر في آن واحد هو سابقة، حيث تم توزيع الأوامر لكل المباني. واضاف: "أنا خائف، فهذا يختلف عن المرات السابقة. في حينه كانوا يسلمون امرا واحدا او امرين، ولكنهم سلموا هذه المرة 42 امرا شملت كل المباني. تحدثت مع محامينا، لأنهم منحونا مهلة الاعتراض حتى يوم الخميس فقط، وهذه مهلة قصيرة جدا".

واكدت مصادر رسمية اسرائيلية ان توزيع الاوامر بهذا الحجم هو سابقة، وان المقصود تصريح نوايا تمهيدا لإخلاء القرية. وكانت اسرائيل قد عرضت على السكان في السابق إخلاء القرية والانتقال الى مكان ثابت، لكن السكان رفضوا الاقتراح وقالوا ان المكان المقترح لا يلبي احتياجاتهم من حيث نمط حياتهم وكونه يقوم قريبا من قبائل بدوية اخرى. وقد امتنعت اسرائيل في الماضي عن القيام بعمليات إخلاء واسعة للفلسطينيين من المناطق C، خاصة بسبب التدخل الدبلوماسي الاوروبي والامريكي.

يشار الى ان البدو الذين يعيشون في المنطقة C قريبا من معاليه ادوميم، يعيشون في ظل ظروف قاسية وحالة فقر مدقع، ويقوم الاتحاد الاوروبي بين الحين والاخر بإحضار مباني جاهزة لخدمة السكان، ويتم وضعها هناك بشكل غير قانوني. لكن الاتحاد الاوروبي يلصق عليها ملصقات تحمل صورة علمه. وتقوم الادارة المدنية بين الحين والآخر بإخلاء هذه المباني. وتقوم في القرية مدرسة بنيت من الاطارات، في 2009، بدعم من منظمة ايطالية غير حكومية، ومنذ ذلك الوقت تحولت الى رمز للسكان البدو في المنطقة.

في هذا السياق، ابلغت النيابة العامة المحكمة العليا في الاسبوع الماضي، بأنها تطلب تأجيل النقاش في ملفي هدم تناقشهما المحكمة في ضوء محاولة صياغة سياسة جديدة ازاء البدو في المنطقة، بالتنسيق مع المستوى السياسي، وقالت انها بسبب ذلك لا تستطيع تقديم رد رسمي باسم الدولة على الالتماس ضد امري الهدم.

ولكن في ضوء توزيع اوامر الهدم في خان الأحمر، يبدو ان السياسة الجديدة تتجه نحو هدم هذه المجمعات. وقال المحامي شلومو لوكر، الذي يمثل المجتمعات البدوية في عدة ملفات ان "المقصود خطوة استثنائية، لأن الدولة اعلنت قبل عامين في ردها على التماس قدمته، بأنها لن تهدم البيوت في المكان قبل عرض تسوية تخطيطية على السكان، لكنه كما يبدو قررت القيادة السياسية العمل بشكل مكثف من اجل طرد البدو من المنطقة".

المستشار القانوني للحكومة يرفض تجميد كل اوامر البناء في البلدات العربية

تكتب "هآرتس" ان المستشار القانوني للحكومة الاسرائيلية رفض، امس الاحد، اقتراحا قدمه رؤساء السلطات المحلية العربية وممثلي القائمة المشتركة، بتجميد كل اوامر البناء في البلدات العربية لفترة محدودة، مقابل تسريع اجراءات التخطيط والبناء والتزام الرؤساء بمنع أي بناء جديد غير مرخص في بلداتهم".

وخلال لقاء عقد بين مندلبليت وكبار المسؤولين في مكتبه مع ممثلي القائمة المشتركة ورئيس لجنة رؤساء السلطات المحلية العربية مازن غنايم، قال المستشار انه لا يمكنه الموافقة على التجميد الشامل لأوامر الهدم، لأن هذا يتعارض مع القانون. وقال انه سيعي الاولوية لتطبيق القانون ضد المباني غير المرخصة التي تعيق مشاريع قومية او بنى تحتية وان المباني القائمة بدون ترخيص داخل الخط الازرق للبلدات العربية ستكون في اخر سلم الاولويات.

وعلمت "هآرتس" انه خلال اللقاء الذي حضره النواب احمد الطيبي، يوسف جبارين وجمال زحالقة واسامة سعدي وعبد الحكيم حاج يحيى، اعطى مندلبليت نموذجا لسياسته يتمثل في قرية دهمش غير المعترف بها في منطقة اللد، وقال انه يعمل مقابل ديوان رئيس الحكومة من اجل تنظيم مباني القرية قبل النقاش الذي ستجريه المحكمة العليا خلال الاشهر القريبة حول اوامر هدم بيوت فيها.

وقال الطيبي لصحيفة "هآرتس" بعد اللقاء، ان "اللقاء كان هاما ومهنيا، وصل الى العمق في مسألة التخطيط والبناء، وهدم البيوت، والجريمة والسلاح وتعامل الشرطة مع المواطنين العرب، وسن القوانين العنصرية والتحريض على العرب، والتقرير السري لدائرة اراضي اسرائيل حول منع توسيع البلدات العربية وموضوع قرية دهمش. لقد طلبنا تجميد كل اوامر الهدم وقيام الشرطة بمعالجة الجريمة بشكل جدي، وجمع السلاح، وذكرنا بالتعامل المميز للشرطة خلال معالجة إخلاء ام الحيران مقارنة بإخلاء عمونة". وقال الطيبي انه سيجري قريبا لقاء اخر لمعالجة هذا الموضوع بمشاركة القائد العام للشرطة روني الشيخ. ورفضت وزارة القضاء التعقيب على مضمون الاجتماع.

الكنيست تصوت اليوم على قانون V15

تكتب "يسرائيل هيوم" انه من المنتظر ان تصادق الهيئة العامة للكنيست، مساء اليوم، في القراءة الاولى، على قانون V15، الذي بادر اليه رئيس لجنة الكنيست النائب يوآب كيش (ليكود). ويثير مشروع القانون معارضة شديدة من قبل المعارضة، وهو يهدف الى تقييد قدرة التنظيمات المدنية على تنظيم نشاطات سياسية خلال فترة الانتخابات.

ويهدف هذا القانون الى منع تدخل تنظيمات غير حزبية في انتخابات الكنيست. ويلزم مشروع القانون هذه التنظيمات بتقديم تقارير لمراقب الدولة، كما تفعل الاحزاب. ويدعي كيش ان الهدف من القانون هو "اقامة جدار مسلح لمنع جريان الاموال التي تهدف لشراء السلطة". وقال انه ينوي انهاء سن القانون قبل انتهاء الدورة الشتوية.

ليبرمان يكرر تأييده لحل الدولتين على اساس تبادل الاراضي والجمهور

تكتب "يسرائيل هيوم" ان وزير الامن افيغدور ليبرمان، تطرق خلال خطابه في مؤتمر الامن الدولي المنعقد في ميونخ، الى مسألة الدولتين، وقال انه "يجب الحفاظ على الدولة اليهودية، ولهذا الغرض، يجب المضي نحو حل الدولتين على اساس تبادل الاراضي والجمهور وكجزء من حل اقليمي شامل".

وقال انه "لا يمكن الموافقة على اقتراح بإنشاء دولة فلسطينية من دون أي يهودي فيها، بينما يشكل الفلسطينيون نسبة 20% من سكان اسرائيل." واضاف ان "العالم لا ينقسم بين اليهود والمسلمين والمسيحيين، او بين الاسرائيليين والفلسطينيين، وانما بين القوى المتطرفة والقوى المعتدلة. ولأول مرة منذ عام 1948، يفهم العالم العربي السني المعتدل، ان من يهدده هم ليسوا اليهود او الصهيونية وانما ايران".

وقال ان "الحرس الثوري هو اكبر تنظيم ارهابي في العالم والاكثر وحشية. لدينا ثلاث مشاكل اساسية يجب مواجهتها: ايران وايران ثم ايران".

 

تقرير

كيري عرض على نتنياهو مبادرة سلام اقليمي خلال قمة سرية في العقبة

نشر براك ربيد تقريرا مفصلا في "هآرتس" حول القمة السرية التي بادر اليها وزير الخارجية الامريكي السابق جون كيري، بمشاركة رئيس الحكومة الاسرائيلية بنيامين نتنياهو والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي والملك الاردني عبد الله، في مدينة العقبة الاردنية.

ويكتب ان "هآرتس" علمت بتفاصيل القمة خلال محادثات اجرتها مع مسؤولين كبار سابقا في ادارة براك اوباما. وطلب المسؤولون التكتم على هوياتهم بسبب الحساسية السياسية للموضوع، وحقيقة انه لم يسبق النشر عن هذا الموضوع حتى اليوم. ورفض ديوان رئيس الحكومة نتنياهو التعقيب على الموضوع.

وقد بادر الى القمة وزير الخارجية الأمريكي السابق جون كيري، بعد انهيار محادثات السلام بين اسرائيل والفلسطينيين في نيسان 2014. فقد ركز كيري جهوده خلال عام ونصف بعد انهيار المفاوضات على دفع الاتفاق النووي مع ايران والذي تم التوصل اليه في تموز 2015. وفي تشرين الاول 2015، جدد كيري نشاطه في الموضوع الاسرائيلي – الفلسطيني، على خلفية التصعيد الذي تمحور حول الحرم القدسي وما رافقه من اعمال عنف في القدس الشرقية والضفة الغربية. ونجح كيري في نهاية ذلك الشهر بالتوصل الى تفاهمات بين اسرائيل والاردن والفلسطينيين بشأن الوضع الراهن في الحرم.

وبعد اسبوعين من ذلك وصل نتنياهو الى واشنطن للقاء الرئيس اوباما، لأول مرة منذ نحو سنة. وخلال ذلك اللقاء دخل نتنياهو واوباما في مواجهة غير مسبوقة حول الاتفاق النووي مع ايران. لكنه خلال اللقاء المغلق في الغرفة البيضاوية في العاشر من تشرين الثاني، ادعى نتنياهو بأن لديه افكار جديدة لاستئناف المفاوضات مع الفلسطينيين، فطلب منه اوباما، رغم عدم ثقته بجدية نواياه، مناقشة الأمر مع كيري.

وفي اليوم التالي التقي نتنياهو مع كيري، واقترح القيام بعدة لفتات ازاء الفلسطينيين في الضفة، بما في ذلك اصدار تصاريح بالبناء المكثف للفلسطينيين في المناطق C، مقابل موافقة الولايات المتحدة على السماح لإسرائيل بالبناء في كتل المستوطنات.

وخلال الاسبوعين التاليين عقد نتنياهو اجتماعين مطولين للمجلس الوزاري المصغر، حاول خلالهما تجميد الدعم للصفقة التي سعى لتنفيذها. لكن موجة العمليات التي وقعت في تلك الايام، الى جانب معارضة وزيرا البيت اليهودي، نفتالي بينت واييلت شكيد، خففت من تحمس نتنياهو.

وعندما وصل كيري الى اسرائيل في 24 تشرين الثاني، اوضح له نتنياهو بأن المقترحات التي عرضها عليه قبل اسبوعين ليست واردة. واصيب كيري بالصدمة بسبب تراجع نتنياهو. وفي اليوم نفسه اجتمع بيتسحاق هرتسوغ، وفحص معه إمكانية انضمام المعسكر الصهيوني الى الحكومة. لكن جواب هرتسوغ لم يحسن مزاج كيري، حيث قال له انه "يوجد صفر من الدلائل على تغيير السياسة او التوجه من قبل نتنياهو، ولذلك لا يوجد امل بالانضمام الى حكومته".

وغادر كيري المنطقة غاضبا ومحبطا. وخلال خطاب القاه في "منتدى صبان" في واشنطن، بعد اسبوع من ذلك، انتقد نتنياهو بشدة، وقال ان سياسة حكومته تقود اسرائيل الى واقع الدولة ثنائية القومية. وفي اعقاب فشل مساعي كيري عاد الفلسطينيون الى دفع اجراءات ضد اسرائيل في مؤسسات الامم المتحدة. وفي المقابل بدأ المجلس الوزاري المصغر بمناقشة إمكانية انهيار السلطة الفلسطينية، بينما بدأت فرنسا الاستعداد لعقد لقاء لوزراء الخارجية في الموضوع الاسرائيلي – الفلسطيني.

ورغم الباب الموصد الا ان كيري لم يستسلم. وخلال شهري كانون الاول وكانون الثاني، بلور مع مستشاريه وثيقة تضمنت مبادئ لاستئناف المفاوضات بين اسرائيل والفلسطينيين كجزء من مبادرة سلام اقليمي بمشاركة دول عربية. وكان المخطط الذي اعده كيري في بداية 2016 شبيها بما عرضه خلال خطابه في نهاية 2016، قبل ثلاثة اسابيع من تسلم ترامب للادارة الأمريكية.

وتضمن مخطط كيري ستة مبادئ:

1. حدود دولية مفتوحة ومعترف بها بين اسرائيل ودولة فلسطينية متواصلة على اساس حدود 1967 مع تبادل للأراضي.

2. تحقيق رؤية قرار الامم المتحدة 181 (خطة التقسيم) بإقامة دولتين للشعبين – واحدة يهودية والثانية عربية – تعترفان ببعضهما وتمنحان المساواة في الحقوق لمواطنيهما.

3. حل عادل ومتفق عليه وواقعي لمشكلة اللاجئين الفلسطينيين، يتفق مع حل الدولتين للشعبين، ولا يؤثر على الطابع الاساسي لإسرائيل.

4. حل متفق عليه للقدس كعاصمة للدولتين، ومعترف بها من قبل المجتمع الدولي، وضمان حرية الوصول الى الاماكن المقدسة بناء على الوضع الراهن.

5. توفير الاحتياجات الأمنية لإسرائيل، ضمان قدرتها على الدفاع عن نفسها بشكل ناجع، وضمان قدرة فلسطين على توفير الامن لمواطنيها في دولة سيادية ومنزوعة السلاح.

6. انهاء الصراع وانهاء المطالب، وتطبيع العلاقات وضمان الامن الاقليمي للجميع بما يتفق مع رؤية مبادرة السلام العربية.

وفي 21 كانون الثاني، التقى كيري بنتنياهو في مدينة دافوس في سويسرا. وخلال اللقاء عرض كيري على نتنياهو وثيقة المبادئ التي اعدها، واقترح عليه عقد قمة اولى من نوعها مع السيسي وعبدالله لمناقشة سبل دفع المخطط.

في 31 كانون الثاني تحدث كيري مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس هاتفيا، واطلعه على محادثته مع نتنياهو في دافوس. وبعد موافقة نتنياهو على عقد القمة، بدأ كيري التحضير لها. وقاد الخطوة مستشاره الشخصي فرانك ليفنشتاين. وبعد محادثات سرية اجراها مع الاسرائيليين والاردنيين والمصريين، تم عقد القمة في 21 شباط في العقبة. وتم الاتفاق على التكتم على القمة وعدم قيام أي طرف بالنشر عنها.

ولم يشارك الرئيس عباس في القمة، لكنه كان يعرف عنها. وفي صباح 21 شباط التقى بكيري في عمان، وفي البيان الختامي للقاء لم يتم الاشارة بتاتا الى ما سيحدث يعد عدة ساعات من اللقاء. وانهى كيري اجتماعه بعباس وسافر مع عدد من مستشاريه ومع وزير الخارجية الاردني ناصر جودة الى العقبة، على متن مروحية عسكرية اردنية.

قبل القمة، اجتمع كيري مع القادة الثلاثة كل على انفراد. وقال مسؤول امريكي رفيع ان كيري طلب من الملك عبدالله ومن الرئيس السيسي، الاعراب عن دعمهما لمخططه، واقناع دول عربية اخرى، كالسعودية والامارات المتحدة بدعمه. كما طلب كيري من الملك عبدالله الضغط على عباس للموافقة على استئناف المفاوضات على اساس المخطط، وان يفعل السيسي الأمر نفسه مع نتنياهو. وقد وافق عبدالله والسيسي على طلب كيري واعربا عن دعمهما للمخطط رغم انه يشمل الاعتراف بإسرائيل كدولة يهودية.

وقالت المصادر الأمريكية ان نتنياهو تهرب خلال اللقاء الذي عقده معه كيري قبل القمة من تقديم رد واضح على المخطط. وقد عرض عدة تحفظات، وادعى ان المبادئ مفصلة جدا وسيجد صعوبة في تجنيد دعم سياسي لها في الائتلاف الحكومي.

وكان اللقاء الرباعي اكثر دراميا. وعلى الرغم من ان الموضوع الرئيسي الذي طرح خلاله كان مبادرة السلام الاقليمي، الا انه تم تكريس جزء كبير من اللقاء لمناقشة الاوضاع في المنطقة بشكل عام. ووجه عبد الله والسيسي انتقادات صعبة الى سياسة ادارة اوباما في الشرق الاوسط، في الموضوع الايراني وفي الموضوع السوري. ومع ذلك فقد تعاملا بالايجاب مع مبادرته وحاولا اقناع نتنياهو بالموافقة عليها.

لكن نتنياهو كان مترددا، وبدلا من التطرق الى الخطة، عرض خلال اللقاء اقتراحا من قبله اسماه "خطة النقاط الخمس"، والتي كرر فيها الاقتراحات التي عرضها على كيري في تشرين الثاني 2015، وقال انه سينشر بيانا يتطرق فيها بشكل ايجابي الى مباردة السلام العربية. وفي المقابل طلب نتنياهو استئناف المفاوضات مع الفلسطينيين وعقد قمة سلام اقليمية بمشاركة مسؤولين كبار من السعودية والامارات ودول سنية اخرى.

وبعد عدة ساعات عاد كل واحد الى عاصمته بعد الاتفاق على مواصلة فحص المقترحات المختلفة. لكنه كان لقمة العقبة تأثير شبه مباشر على السياسة الداخلية في اسرائيل، حيث شكلت قاعدة لبدء مفاوضات بين نتنياهو وهرتسوغ على تشكيل حكومة وحدة.

وبعد سماعه عن القمة من نتنياهو، وبسبب تشككه، اتصل هرتسوغ بالملك عبد الله والرئيس السيسي وجون كيري واستمع منهم الى التفاصيل. وفهم بأن السيسي وعبدالله يشككان بقدرة نتنياهو على دفع خطوة سياسية حقيقية ضمن التحالف الذي شكله. وابلغا هرتسوغ بأن دخوله او دخول لبيد الى الحكومة سيظهر مدى جدية نتنياهو ويبرر قيامهما بالضغط على الفلسطينيين او بذل جهود لتجنيد دول عربية اخرى للقمة الاقليمية.

كان يفترض بنتنياهو تقبيل كيري

يكتب رفيف دروكر، في "هآرتس" ان الكشف الهام الذي نشره براك ربيد حول مبادرة كيري، ابرز اكبر انجاز لبنيامين نتنياهو. خلال سنوات حكمه الثمانية لم يفعل شيئا مقابل الفلسطينيين، ورغم ذلك، نجح باقناع الرأي العام الاسرائيلي، بما في ذلك من يسمون انفسهم قادة معسكر الوسط – اليسار، بأنه لا يوجد أمل بالتوصل الى اتفاق دائم. يئير لبيد يقول ذلك، ويتسحاق هرتسوغ وغالبية مطلقة من ناخبيهم اقتنعوا بذلك. النظرية الاسرائيلية المريحة، السائدة منذ قيام الدولة، تسيطر مرة اخرى: لا يوجد شريك.

يقولون ان ايهود براك عرض عليهم كل شيء في كامب ديفيد (هذا هراء، وهو يعترف بذلك اليوم، دون التقليل من مسؤولية ياسر عرفات عن الفشل)، وايهود اولمرت عرض عليهم كل شيء (بعد ان استقال واعلن ورثته بأنهم لا يلتزمون بمقترحاته)، لكنهم رفضوا كل الاقتراحات.

ويتضح الان ان نتنياهو حصل من وزير الخارجية الأمريكي على التعبير الصافي والكامل لحل الدولتين. ولو كان جديا في نواياه، لكن من المفروض ان يهجم على كيري ويقبله. الاعتراف بالدولة اليهودية بدعم مصري واردني، دولة فلسطينية منزوعة السلاح، تبادل اراضي وحل لمشكلة اللاجئين. هل هذا هو سيناريو احلام نتنياهو؟ انه بشكل اكبر كابوسه. نتنياهو لم يقل "نعم"، ولكنه بحكمته لم يقل "لا" ايضا. وكما هو دائما، تمتم كم يواجه من مصاعب مع ائتلافه، وانه سيفكر بذلك قليلا. نتنياهو يثبت مرة اخرى انه ليس من الواضح ما اذا كان هناك شريك فلسطيني، لكنه من الواضح انه لم يكن طوال السنوات الثماني الماضية شريك اسرائيلي.

لقد جعل النشر عن الموضوع الكثيرين يعتقدون بأنه تم ظلم رئيس المعارضة. ربما كان لديه سبب حقيقي للدخول الى حكومة نتنياهو، وليس فقط رغبة بانقاذ نفسه من خلال الدخول الى وزارة الخارجية. لكن المعتذرين نسوا امرا واحدا: لماذا تم تفويت تلك الفرصة؟ لأن هرتسوغ قال "لا"؟ لقد تم تفويت الفرصة لأن نتنياهو لم يوافق. انه لا يوافق ابدا، لأنه لا يريد المضي على هذا الحل. كان يمكنه طوال ثماني سنوات اقتراح مخطط كيري. لا يوجد فيه أي شيء جديد. لكنه لا يقترح. هرتسوغ وكيري في هذه الجولة، وتسيبي ليفني وشمعون بيرس في جولات سابقة. انهم مجرد لاعبو "داما" يحاولون لعب "الشطرنج" مع نتنياهو. انه يماطل في الوقت بعبقريه. يبيع الكلمات الجميلة، يمد الحبل وقسم اخر، على امل ان يقتل محمود عباس العملية قبله. احيانا هذا ينجح، كما في الجولة مع ليفني؛ واحيانا بشكل اقل – كما في القنال الذي حاول ادارته بيرس.

ولكن عندها، ايضا، يمكن لنتنياهو الاعتماد على لاعبي "الداما" بأنهم لن يكشفوا وجهه. لقد مرت حوالي سنة على تلك القمة الاقليمية التي تم الكشف عنها امس. كيري لم يقل شيئا، ولا براك اوباما. هرتسوغ كان يعرف وسكت، وحتى السيسي والملك عبدالله صمتا. لم يكن هناك أي سبب يبرر الصمت، لم يكن للكشف ان يوقف أي عملية. لكن المقصود شخصيات جدية، اوفياء ومخلصين، يشعرون، كما يتضح، بالتزامهم بكلمتهم. بينما، في المقابل، يشعر نتنياهو بالالتزام لائتلافه فقط.

لا زلت اعتقد انه ما كان يجب على هرتسوغ الدخول في تلك المفاوضات المهينة. لديه ما يكفي من التجربة مع نتنياهو. عندما همس نتنياهو في اذنه بالسر الضخم، كان كل ما يجب عليه قوله: بيبي، انا هنا، قل "نعم" لكيري، وانا مستعد للدخول مع حزبي وبدون حقائب. هذا كل شيء. كان يجب على هرتسوغ ان يفهم منذ اللحظة الاولى، بأن نتنياهو يستغله من اجل قتل المزيد من الوقت، والقضاء على مبادرات دولية او أمريكية احادية الجانب، وفي نهاية الأمر تحميله المسؤولية. كما نذكر، قال رجال نتنياهو باستهتار في حينه بعد دخول ليبرمان الى وزارة الامن، انه لم يكن بمقدور هرتسوغ احضار رجاله. بالنسبة لهم كان ذلك اجمل تفسير لعدم محاولة رئيس الحكومة استغلال الفرصة للتوصل الى اتفاق دائم، كان يمكنه تغيير التاريخ. كل شيء بسبب بوغي (هرتسوغ).

كابوس

يكتب بن درور يميني، في "يديعوت احرونوت": لنفرض، لمجرد الفرض، انه بين الخيارين  اللذين عرضهما ترامب – دولة واحدة او دولتين – ستختار اسرائيل الخيار الأول. لا توجد غالبية مؤيدة لذلك في اوساط الشعب، لكنه بالتأكيد يوجد تأييد له في الائتلاف الحكومي. لقد عرض الرئيس ريفلين هذا الخيار بكامل مجده: دولة واحدة، حقوق مدنية كاملة ومتساوية للجميع.

اكتب هذه الكلمات من الولايات المتحدة. هنا وهناك التقي بأنصار BDS، من اليهود وغير اليهود، ومن بينهم، ايضا، نشطاء في JVP، اكبر تنظيم يهودي معادي للصهيونية في الجامعات. مع بعضهم، يا للعجب، يمكن التحاور، وهذا هو تماما ما يطالبون به: دولة واحدة، حقوق مدنية كاملة ومتساوية للجميع.

بين الحين والآخر يكتب لي رجال اليمين، وبعضهم بغضب، كيف يمكن لي انا الذي احارب صناعة الاكاذيب، ان لا ارى الضوء الكامن في الحل الذي يطرحونه. هذا سؤال غريب، لأنه انا بالذات، الذي احارب الاكاذيب التي تحول اسرائيل الى وحش، وتنفي حق يهود اسرائيل بدولة سيادية، اقف ضد "الحل" الذي يقترحونه، أي دولة واحدة. فلماذا، يا للجحيم، يجب علي معارضة مثل هذا الحد عندما يأتي من الجانب المعادي للصهيونية، وادعمه عندما يأتي من اليمين؟

نشطاء اليمين على حق عندما يدعون ان الدولة الفلسطينية، اذا قامت، والفلسطينيين لا يريدون لها ان تقوم، ستكون دولة حماس و/او دولة ارهاب، و/او دولة تشكل قاعدة للقذائف وللجهاد ضد اسرائيل و/أو دولة العفاريت الأخرى. يجب الاعتراف بأن رؤية اليمين تميل الى التحقق. ولكن هل النتيجة هي دولة واحدة؟

الفلسطينيون مستعدون لاتفاق الدولتين ولكن ليس للشعبين. انهم يريدون تحويل اسرائيل الى دولة فلسطينية اخرى بواسطة "حق العودة". هنا وهناك، ويجب الانتباه، وافق بعض قادة الدول العربية على صيغة حل الدولتين للشعبين. ربما حدث هذا في المبادرة الاقليمية الاخيرة، على خلفية اللقاء بين نتنياهو، جون كيري، ملك الأردن والرئيس المصري، كما نشرت "هآرتس". الاستعداد العربي هذا كان قائما، ايضا، بعد مقترحات كلينتون في عام 2000، ولكن في حينه، ايضا، ورغم الضغط العربي واصل الفلسطينيون الرفض. اذا رفض نتنياهو اقتراح كيري الاقليمي فهذه حماقة تامة، لأنه حتى اذا اقترحت زهافا غلؤون هذه الصيغة فان الفلسطينيين سيرفضونها.

لكن اليمين الاسرائيلي يصر على رسم اسرائيل كرافضة والفلسطينيين كمساكين يتم انتزاع كل امل بمستقبل افضل منهم. انه يصر على انتهاج سياسة توفر الوقود لصناعة تبرير الارهاب. انه يصر على توسيع البناء في اطار مشروع الدولة الواحدة الكبيرة. انه يصر على سن قوانين ذات صفر من الفائدة، وما لا نهاية له من الضرر. لماذا؟ يسألني يهود يؤيدون اسرائيل عن "قانون التسوية". لماذا؟

حقيقة عدم وجود فرصة لتحقيق اتفاق آمن وظاهر للعيان لا تقود للاستنتاج بأنه ليس هناك ما يمكن عمله. اولا، الاستعداد المعلن والعلني لإسرائيل بشأن ترتيب الدولتين هو جزء من الحل. لو كان واضحا ان هذا هو موقف اسرائيل، لكان وضعها سيتحسن. لكن هذا ليس واضحا. فاليمين يصر على ظهور عكس ذلك.

حتى بدون اتفاق، يمكن لإسرائيل ان تقوم بإجراءات من جانب واحد، تشمل السيطرة الأمنية الكاملة وايضا، دلائل واضحة على الفصل الديموغرافي ونقل الصلاحيات الى السلطة الفلسطينية. هذا ليس سهلا. هناك اماكن، كالخليل، سيواجه فيها مثل هذا الترتيب الكثير من المشاكل، ولكن هناك حالات لا يوجد فيها الحل المرغوب، ويجب المضي في الاتجاه الأقل سيئا.

يمكن للكارثة الكبرى ان تحدث، اذا شجع ترامب اليمين، او يسمح بمواصلة المضي في اتجاه الدولة الواحدة. النتيجة ستكون تحقيق رؤية BDS، ويجب منع هذه الرؤية المعادية للصهيونية.

اخر الأخبار