أرضك يا إسرائيل، حدودك يا إيران!

تابعنا على:   12:16 2017-02-20

علي بردى

سوّق رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في البيت الأبيض مقاربة جديدة لمستقبل الشرق الأوسط. عاد الى منطق أرض اسرائيل التوراتية لإقناع الرئيس دونالد ترامب بالتخلي عن مبدأ إقامة دولة فلسطينية في الأراضي المحتلة منذ عام ١٩٦٧. جدد مساعيه لدى الإدارة الأميركية من أجل احتواء ايران داخل حدودها الجغرافية باعتبارها الدولة الأولى الراعية للإرهاب في العالم.
ينظر نتنياهو الى ترامب باعتباره فرصته الاستثنائية. له معه صلات قديمة. أمضى سنواته الإحدى عشرة رئيساً للوزراء في اسرائيل - المرة الأولى بين عامي ١٩٩٦ و١٩٩٩ والثانية منذ عام ٢٠٠٩ حتى الآن - يتعامل مع رئيسين أميركيين لا يعتبرهما ودودين: بيل كلينتون وباراك أوباما.
أراد نتنياهو الإفادة من هذه الفرصة للإجهاز تماماً على مبدأ حل الدولتين أساساً لتسوية النزاع منذ اتفاق أوسلو لعام ١٩٩٣. عوض التعامل مع تسمية حل الدولتين. ينبغي التركيز على ما يراه الجوهر. يجب على الفلسطينيين أولاً الاعتراف باسرائيل دولة يهودية. يعني بذلك ما قاله بالحرف: "الصينيون يسمّون صينيين لأنهم من الصين. اليابانيون يسمون يابانيين لأنهم من اليابان. حسناً، اليهود يسمّون يهوداً لأنهم من يهودا"، أي الضفة الغربية التي تشكل قلب الأرض التي يمكن أن تنشأ عليها أي دولة فلسطينية وفقاً للشرعية الدولية. تجاهل نتنياهو كسواه من الزعماء الإسرائيليين قبله قرار الجمعية العمومية للأمم التحدة الرقم ١٨١ (١٩٤٨) الذي نشأت على أساسه دولة اسرائيل، من دون دولة فلسطين. شطب أيضاً قرار مجلس الأمن الرقم ١٥١٥ (١٩٩٦) الذي كرس خريطة الطريق لعملية السلام في الشرق الأوسط ومنها مبدأ حل الدولتين. لن تضيره دولة فلسطينية في شرق نهر الأردن لا تشكل تهديداً لـ"موطن أجدادنا. اليهود ليسوا مستعمرين أجانب في يهودا". لم يأت على ذكر السامرة، قطاع غزة، في الوقت الراهن.
لا شك في أن نتنياهو جادل طويلاً بأن المحاولات التفاوضية القديمة لم تجد. ليست ثمة حاجة الى تسوية مع الفلسطينيين من أجل صنع السلام في الشرق الأوسط. أخفقت مقاربة "إنسايد آوت" من السلام مع الداخل الفلسطيني الى السلام مع الخارج العربي. عثر الآن على ما يكفي من مبررات ليقنع الإدارة الأميركية بمقاربة مقلوبة "آوتسايد إن"، من السلام مع الخارج العربي الى السلام مع الداخل الفلسطيني. بهذه المقاربة، يمكن رئيس الوزراء الإسرائيلي أن يغري أصدقاءه الأميركيين بمنع انشاء دولة ارهابية اسلامية جديدة، اسمها فلسطين. دعا ترامب الى اغتنام فرصة كون "الدول العربية في المنطقة لا تنظر الى اسرائيل كعدو، ولكن باطراد كحليف"، في مواجهة "النظام الإرهابي في ايران".
ليس غريباً هذا الإغراء من نتنياهو لترامب الذي يريد تمزيق الاتفاق النووي. هذا لم يكن بالنسبة الى كثيرين ترخيصاً إضافياً لذهاب ايران بعيداً وعميقاً في رسم حدود نفوذها على الأراضي العربية، وصولاً الى "أرضك يا اسرائيل".
لا مكانة ولا مكان للعرب في هذه المعادلة!

عن النهار اللبنانية

اخر الأخبار