الحركة العالمية للدفاع عن الأطفال: قوات الاحتلال تتعامل مع الأطفال بأسلوب "العصابات" خلال اقتحام المنازل

تابعنا على:   17:08 2017-02-16

أمد/رام الله: قالت الحركة العالمية للدفاع عن الأطفال ، إن جنود الاحتلال الإسرائيلي يعاملون الأطفال خلال اقتحام المنازل بـأساليب "العصابات".

وأوضحت الحركة اليوم الخميس أنها وثقت عدة حالات لأطفال تعرضوا لأساليب مختلفة من التهديد على يد جنود الاحتلال خلال اقتحام منازل ذويهم لتفتيشها، هي أشبه ما تكون بأساليب "رجال العصابات والمافيا"، الأمر الذي يترك أثرا نفسيا بالغا على هؤلاء الأطفال.

ومن الحالات التي وثقتها الحركة في هذا السياق الطفل م. ش (17 عاما) من حارة أبو اسنينة بالخليل، الذي تعرض للتهديد والضرب من قبل جنود الاحتلال الذين اقتحموا منزل عائلته بحجة التفتيش عن أسلحة.

وقال م.ش، في إفادته للحركة العالمية للدفاع عن الأطفال، إن جنود الاحتلال اقتحموا منزل العائلة في حوالي الساعة الـ12.40 بعد منتصف ليلة 3/1/2017، وأرغموا أفراد العائلة على التجمع في غرفة واحدة، ومن ثم اقتادوا والده للخارج لعدة دقائق قبل أن يعود أحد الجنود ويكبل يديه للخلف بمرابط بلاستيكية ويقتاده لوحده إلى صالون المنزل.

وأضاف أن الجندي أخذ بضربه وتحطيم محتويات المنزل أمامه ومن ثم أحضر جنديا آخر بشرته سوداء وقال له إن هذا الجندي شقيقه قد قتل وسيتركه معه ليقتله، مشيرا إلى أن الجندي صاحب البشرة السوداء أخذ يهدده ويحاول الوصول إليه من أجل ضربه، في حين كان الضابط يحول دون ذلك وفي الوقت نفسه يسأل الطفل عن الأسلحة وأين تتواجد.

وتابع الطفل: "عندما أنكرت وجود أسلحة في المنزل استمر الجنود بتحطيم محتوياته، ومن ثم اقتادوني إلى مخزن أسفل المنزل معتم يوجد به قطع سيارات، ودفعني أحدهم فسقطت أرضا على قطع السيارات وكنت ما زلت مكبل اليدين، فطلب مني النهوض، وعندما فعلت أجلسني على خلاطة باطون صغيرة وأعاد سؤالي عن الأسلحة وكان يضربني بين الفينة والأخرى هو وجنديان آخران، ومن ثم قال لي إن معي خمس دقائق فقط لأفكر وأخبره عن الأسلحة وإلا فإنه سيواصل ضربي ومن ثم يعتقلني".

وأضاف، في إفادته، "غادر الجنود وتركوني وحيدا في المخزن المظلم مكبل اليدين، وبعد ما يقارب من الخمس دقائق عاد أحدهم وكان يرتدي خوذة عليها كشاف وأخرج سكينا من جيبه ووضعها على رقبتي وقال إنه سيقتلني إذا لم أخبره عن مكان وجود السلاح، وعندها شعرت بخوف شديد، ونفيت وجود أسلحة في المنزل، ليعديني الجنود إلى أهلي بعد ما يقارب الساعة من الخوف والرعب".

وأفاد م.ش بأنه علم من أسرته أن الجنود حققوا أيضا مع شقيقه أحمد البالغ من العمر 4 سنوات لوحده، ورفضوا أن ترافقه والدته، وأن أحمد أخبر والدته بعد عودته أنه لا يريد أن يموت وأن الجنود سألوه عن سلاح والده، وأن أحدهم هدده بالقتل إن لم يخبره عن مكانه، وأن علامات الخوف والرعب والبكاء كانت ظاهرة عليه.

وفي مخيم الفوار، بمحافظة الخليل أيضا، وفي التاريخ ذاته، اقتحم جنود الاحتلال منزل عائلة الطفل محمد القواسمة (11 عاما) في حوالي الساعة 2.30 فجرا.

وقال الطفل القواسمة، في إفادته للحركة، إن الجنود خلال تفتيشهم المنزل وجدوا حذاء ولباسا عسكريين و"جراب" مسدس تعود لشقيقه الذي يعمل في أحد الأجهزة الأمنية الفلسطينية، فجن جنونهم ووضعوا أفراد العائلة في غرفة واحدة وبدأوا بتحطيم محتويات المنزل وخلط المواد التموينية ببعضها.

وأضاف أن الجنود أحضروا مجندة للمنزل تمسك بكلبين بوليسيين، وقامت بتفتيش المنزل مستخدمة الكلبين، ومن ثم حضر جندي كان يرتدي قناعا على وجهه ويتحدث العربية بطلاقة وأخرجه خارج الغرفة.

وقال القواسمة: أخذني الجندي إلى غرفة ثانية لوحدي وكبل يداي بمربط بلاستيكي للأمام، ومن ثم أمسك بملابسي من عند رقبتي وأخذ يهزني بقوة ويسألني عن السلاح، فقلت له إنه لا يوجد عندنا سلاح، وعندها قام بجلب أحد الكلاب وقربه مني لإخافتي وكرر الأمر عدة مرات، وعندها بدأت بالصراخ، فحضر والدي بعد أن تعارك مع الجنود وأخذني معه للغرفة التي يوجد بها بقية أفراد أسرتي، وبقيت هناك مكبل اليدين حتى غادر الجنود المنزل.

وتابع أن الجنود استولوا على أغراض شقيقه العسكرية، كما تركوا بلاغين لمراجعة مخابراتهم، له ولشقيقه الذي يعمل في الأمن الفلسطيني.

أما الطفل طارق اشتيوي (12 عاما) من كفر قدوم بمحافظة قلقيلية، فتعرض للتهديد من قبل جنود الاحتلال بإطلاق النار عليه أو اعتقاله، في حال شارك في المسيرة السلمية الأسبوعية التي تخرج في القرية للمطالبة بفتح مدخلها الرئيس المغلق منذ حوالي 14 عاما.

وقال الطفل اشتيوي، في إفادته للحركة، إن جنود الاحتلال اقتحموا منزل عائلته بتاريخ 5/1/2017 في حوالي الساعة الواحدة فجرا، وأنه استيقظ مفزوعا على صوت صراخ داخل المنزل، وعندما فتح باب غرفته تفاجأ بأحد الجنود يقف على الباب وكان مقنعا.

وأضاف: "سألني الجندي باللغة العربية عن اسمي، فقلت له طارق، فاقتادني إلى الغرفة التي يتواجد بها والداي وهناك بدأ التحقيق معي عن اسمي وعمري، وسألني إن كنت أشارك في المسيرة، فقلت له لا، فقال إن رأيتك في المسيرة سأطلق النار عليك أو سأعتقلك".

وأوضح الطفل أن شقيقه مالك (11 عاما) الذي كان ينام معه في الغرفة ذاتها، ووالده، تعرضا للتهديد نفسه من قبل جنود الاحتلال، مشيرا إلى أن شقيقته الصغرى شهد (10 أعوام) أصبحت تخاف النوم وحدها منذ ذلك اليوم.

وقال مدير برامج المساءلة في الحركة العالمية للدفاع عن الأطفال عايد أبو قطيش إن ما يتعرض له الأطفال خلال اقتحام المنازل يعتبر استمرارا لسياسة الاحتلال بممارسة التعذيب وإساءة المعاملة بحقهم، في مخالفة صارخة لكافة المواثيق والأعراف الدولية، جراء تفشي سياسة الإفلات من العقاب التي تنتهجها إسرائيل بحق أي جندي ينتهك حقوق الفلسطينيين.

 

 

اخر الأخبار