رسالة رقم واحد ... خفايا الخلافات بين عباس ودحلان .

تابعنا على:   20:38 2017-02-08

سعد المحمدي

شهدت السنوات القليلة الماضية خلافات متصاعدة بين الرئيس الفلسطيني محمود عباس ، والقيادي في حركة فتح محمد دحلان. أوصلت الخلافات بينهما الى اتخاذ السلطة الفلسطينية بكافة قطاعاتها قرارات أودت بفصل دحلان من حركة فتح، ومصادرة امواله و محاولات لتقييد نفوذه . وان كان ما جرى يضع شكوك حول مدى عمل وشفافية مؤسسات السلطة الفلسطينية واستقلاليتها .

هذا المشهد أصبح معروفا لدى كافة البسطاء الفلسطينيين. ولا يوجد به أي إضافة جديدة. إلا أن هذا المقال سوف يقدم إضافة جديدة توضح للمهتمين بالقضية الفلسطينية أدلة توضح أسباب إتخاذ عباس قرارات ضد دحلان. على أن يكون هذا المقال جزء من سلسلة مقالات قادمة.

الدافع الأول

أكثر الشخصيات الفلسطينية التى كانت تتمتع بشعبية كبيرة في الساحة الفلسطينية على وجه العموم ، هم ياسر عرفات و أحمد ياسين ومروان البرغوتي و محمد دحلان. وهذا ليس تشهيراً بأحد و لا تمجيداً فبإمكان أي مهتم الذهاب إلى برنامج "يوتيوب" ، ومشاهده مقاطع فيديو لتؤكد له صح هذا الادعاء.

هذا التصنيف يرتكز على الفترة ما بين 2000-2005م، وهي الفترة التى تم اختيار محمود عباس رئيسا للسلطة الفلسطينية. وهذا يعني أن قدوم محمود عباس جاء وهو بحاجة الى داعم جماهيري ولم يتبقى منهم سوى دحلان والبرغوتي، والأخير مختلف تماما في البرامج والرؤي السياسية عن محمود عباس. مما يجعل عباس لم يجد له سنداً سوى دحلان. على الرغم بأن عباس كان يمر بحالة من السقوط من عيون الفلسطينيين بعد أن وصفه الرئيس الفلسطيني الرمز ياسر عرفات" كرزاي فلسطين" تشبيها له بالخائن حامد كرازي الرئيس الافغاني الذي جاء على ظهر دبابة أمريكية. وكان ذلك كنتيجه لسياسته على مدار 3 شهور و10 أيام في منصب رئيس الوزراء والذي جاء استحداثه بناء على ضغوط امريكية وغربية مورست على القائد الفلسطيني ياسر عرفات في وقتها. ومما يؤكد ما ذكرت يمكن للقارئ العودة الى كتاب لمحمود عباس يستعرض فيه المعيقات التى واجهته أثناء وجوده في منصب رئيس الوزراء، علما انه من خلال التمعن في هذه المعيقات يجد ان عرفات هو من وضعها. وهو مؤشر خطير يوضح مدي ثقة ورضي عرفات عن عباس. وقد يتساءل آخر لماذا إذن كلف عرفات عباس رئيسا لوزراء؟ وللاجابة على السؤال هي تصريحات "عرفات" المتكررة في أكثر من توقيت و مكان أن السلطة الفلسطينية حديثة الولادة و بأنها تمر بمرحلة حساسة ، تجبره في ان يسير مع بعض الشخصيات " التى عليها علامات استفهام" لارضاء الدول الاقليمية والعالمية الكبري التى اوجدت قيادات تابعة لها داخل السلطة الفلسطينية. وبالمناسبة هذا ليس غريبا. فمن يعتقد أن دول العالم الثالث لا يوجد بها قيادات تابعة لانظمة خارجية فهو مخطئ او لا يفهم في مقاييس السياسة شئ.

ختاما:

خلاصة هذا المقال في رسالته الأولى هو التاكيد ان رغبة عباس في التخلص من دحلان ترجع، الى شعبية دحلان الكبيرة وسط ابناء حركة فتح، فاراد التخلص منه، ويمكننا الرجوع الى فيديو موجود على اليوتيوب، على ميناء غزة، وكان يومها عباس يتحدث للجماهير و واقف على يساره محمد دحلان. الا ان الملفت هو قيام الجماهير بالهتاف لدحلان بـ " ابو فادي" . وبصراحة المشهد غريب ولو كان هناك أي رئيس لا يتمتع في شعبية جماهيرية ؛ وغير قادر على بناء اقناع الجماهير بشخصه سوف يتخذ نفس الخطوات التى اتخذها عباس. فعباس حتى هذه اللحظة لولا رواتب بعض الموظفين المستفيدين والخائفين من بطش وديكتاتورية عباس وقطع معاشهم اكاد ان اجزم بان رصيده صفر كبير .هذا المقال مقدمة فقط لا اكثر وفي المقالات الاخرى سوف اتطرق الى خبايا الانقلاب.

المحامي سعد المحمدي

اخر الأخبار