أبو الغيط يؤكد أهمية دور الثقافة العربية في مواجهة التحديات والمخاطر المحيطة بالمنطقة
جاء ذلك في كلمته الافتتاحية لأعمال المؤتمر العربي للثقافة والإبداع، الذي انطلقت أعماله اليوم الأربعاء بمقر الأمانة العامة لجامعة الدول العربية، بالتعاون مع الاتحاد العالمي للشعراء والمركز العربي للثقافة والإعلام بمشاركة الأمينين العامين السابقين للجامعة العربية عمرو موسى، ونبيل العربي، إلى جانب لفيف من الشعراء والمثقفين في مصر والعالم العربي.
ودعا أبو الغيط، إلى ضرورة التمسك بالثقافة العربية، مشددا في الوقت ذاته على أن العروبة تشكل رابطة ثقافية جماعية، كما أن اللغة العربية التي نفخر بها جميعا تشكل وعاء حاضنا للثقافة العربية، ومكونا أساسيا لها، وعروة وثقى لتجميع العرب مهما باعدت بينهم المواقف والسياسة.
وطالب، بتضافر الجهود لتعزيز الثقافة العربية والنهوض بها وتشجيع روح الابداع والابتكار، مؤكدا أن الابداع يشكل قوة محركة لأي ثقافة ناهضة ومتجددة، مشددا على ضرورة مواجهة تحديات الركود والجمود التي تعانيها الثقافة العربية وعجزها عن اللحاق بالعصر، لافتا إلى أن تكنولوجيا المعلومات أصبحت عاملا ضاغطا على الثقافات المحلية وتهدد عوامل ترويجها كثقافة عالمية.
وقال أبو الغيط، "إن عملية النهل من الثقافة العالمية من جانب، وعدم التفريط في الثقافة العربية من جهة أخرى، تشكل معادلة صعبة، لذا لا بد من تشجيع روح الإبداع والابتكار كقوى محركة للثقافة، مضيفا "إن بوادر ذلك ظهرت من خلال جيل جديد من المبدعين والمبتكرين".
من جانبه أكد الأمين العام الأسبق لجامعة الدول العربية عمرو موسى في كلمته أن الثقافة تفتح بوابات التفاهم والتكامل بين المجتمعات العربية مقارنة بالمواقف السياسية والاقتصادية، التي تشهد خلافات وتباينات بين الدول العربية، مضيفا ان العالم العربي لديه قوة ثقافية مهمة رغم ما يعانيه من ضعف سياسي، داعيا إلى استثمار هذه القوة والتنوع الثقافي، خاصة أن العالم العربي يعاني تحديات جسيمة في هذه المرحلة، تتطلب دعم العمل الثقافي العربي وإعادة تصحيح الصورة الحديثة عن العرب "بأنهم يتعاملون بالعنف ويخرجون عن نطاق العصر"، منوها في هذا الإطار إلى الدور الذي لعبته الجامعة العربية في معرض فرانكفورت عام 2004، حيث كان "الكتاب العربي" رمزا للثقافة والإبداع.
من ناحيته أكد الأمين العام السابق لجامعة الدول العربية نبيل العربي أهمية دور الثقافة كرابط بين الدول العربية، داعيا إلى تعزيز تلك الثقافة في مواجهة العواصف الحالية التي تواجه العالم العربي.
وقال العربي، إن المنطقة العربية تشهد أربع أو خمس حروب إلى جانب القلاقل داخل الدول، وتنامي التنظيمات والجماعات الإرهابية، ما يستدعي التكاتف لحماية العالم العربي ومواجهة الإرهاب سياسيا وثقافيا وفكريا واقتصاديا وليس فقط من الناحية الأمنية.
من جهته أكد عبد الله الخشرمي رئيس الاتحاد العالمي للشعراء والمركز العربي للثقافة والإعلام في كلمته، أهمية تعزيز الثقافة العربية باعتبارها دواء في خضم داء السياسة الذي تعانيه الدول العربية، لافتا إلى أن الشعوب العربية تتوق إلى الوحدة والتكاتف، وهو ما يمكن أن تحققه الثقافة في معترك السياسة الحالي دون أن تتلوث تلك الثقافة بأي ميول حزبية أو عرقية ودون أي إملاءات وهو ما تسعى لترسيخه الجامعة العربية، مؤكدا أن الثقافة العربية تسير في دربها نحو النجاح والبناء والتنوير وليس الهدم.
وحذر الخشرمي مما وصفه بـ"الهدر الثقافي" في العالم العربي وبشكل أكبر من الهدر الاقتصادي، لذا لا بد من حماية العقل العربي وتشجيع مبادرات الإبداع والابتكار.
وشهدت الجلسة الافتتاحية للمؤتمر تكريم الأمينين العامين السابقين للجامعة العربية عمرو موسى ونبيل العربي، تقديرا لدورهما في النهوض بالعمل الثقافي العربي، إلى جانب تكريم المنتدى الرابع للمخترعين العرب أحد مشروعات النادي العلمي الذي هو بدوره أحد مشروعات المركز العربي للثقافة والإعلام، وتكريم ملتقى الاتحاد العالمي للشعراء، وكذلك تكريم عدد من الرموز والرواد المبدعين والمشاركين على المستويين العربي والدولي وعدد من الوزراء.
وستتم فعاليات المؤتمر على مدار يومين، الأول منهما بمقر الأمانة العامة للجامعة العربية، والثاني بدار الأوبرا المصرية، ويستهدف ترسيخ بناء للعقل من خلال المشاريع التنموية والفكرية.
كما يشهد المؤتمر إطلاق مشاريع وبرامج ثقافية وإبداعية تخدم الإنسانية وتساهم في تحقيق المزيد من السلام العالمي من أجل "أنسنة العالم"، حيث يهدف المركز إلى تعميم التنمية الثقافية العلمية والعملية في البلدان العربية، وأن يقدم للعالم رسالة الإبداع الداعمة للحرية والمحبة والسلام.
كما سيتم إطلاق عدد من المؤتمرات والمشروعات التي ينفذها المركز العربي للثقافة والإعلام؛ من أهمها: التوقيع على أول وثيقة في التاريخ تُدين الإرهاب منتجه وفاعله، كما يتم استعراض معلقة السلام الشعرية العالمية، إلى جانب اطلاق مسابقة الشعر العالمي وافتتاح منتدى ومعرض المخترعين العرب، والمنتدى والمعرض الدولي للثقافة الصحية وكذلك مؤتمر الحلول الذكية للإسكان، والمؤتمر والمعرض العربي لصناعة التدريب والموارد البشرية، والمؤتمر والمعرض الطبي للثقافة الصحية ومركز التراث العربي.