قراءة في مستقبل فصائل المعارضة السورية والمنطقة الآمنة

تابعنا على:   20:21 2017-02-05

عطا الله شاهين

كما بدا واضحا بأن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قد أعاد ملف سورية إلى أجندته، وذلك عقب تسلّمه رئاسة الولايات المتحدة الأمريكية، وذلك من خلال تصريح أدلى به فيما يخص إنشاء منطقة آمنة في سورية، كما أن ترامب قام بإجراء اتصالات مع زعماء بعض الدول العربية، مثل المملكة السعودية ومملكة الأردن ودولة الإمارات، وطلب منهم الدعم للبدء بتنفيذ هذا القرار، كما أنه في ظل هذه الظروف بدأت الاستقطابات بين فصائل المعارضة السورية تدخل مستوى جديدا، ولوحظ بأن المرحلة الأخيرة شهدت اختلافا في الآراء بين فصائل المعارضة السورية وجبهة فتح الشام النصرة سابقا، كما أنه ظهرت فيما بعد اتفاقية جديدة ضمت جماعة حركة الزنكي الأكثر واقعية في سورية، إلى جبهة فتح الشام الأكثر ربما نشاطا، والتي انفصلت عن جبهة فتح الشام النصرة سابقا، واتخذت لها اسم جبهة أحرار الشام، لكن مقابل هذه الاتفاقية التي سميت بهيئة تحرير الشام، وظهرت هناك اتفاقية أخرى مضادة مركزها أحرار الشام، لكن يرى بأن الكفة في التوازنات الأخيرة ترجح لصالح هيئة تحرير الشام، وهذا سيؤثر على الجماعات، التي وضعت مسافات بينها وبين هيئة تحرير الشام، وبعبارة أخرى أرغمت المعارضة على اختيار واحد من الخيارين، أي أن تحمّل تبعات الابتعاد عن جبهة فتح الشام النصرة سابقا، أو أن تتحمل تكلفة التحرك مع جبهة فتح الشام النصرة جنبا إلى جنب، كما أن فصائل المعارضة، التي شاركت في لقاء أستانة فضّلت الخيار الأول، وهو تحمّل تبعات وضع مسافة فيما بينها وبين فتح الشام النصرة سابقا، وعلى صعيد آخر فإن الرسائل التي سيعطيها ترامب فيما يخص سورية، هي التي ستوضح فيما إذا كانت واشنطن ستدعم فصائل المعارضة، التي وضعت مسافة بينها وبين فتح الشام النصرة سابقا أم لا، كما أنه لا توجد لدى واشنطن سياسة خاصة بسورية، ولا يوجد سوى بعض التصريحات، ولكي يتمكن ترامب من خلق فرق بين سياسته وسياسة الرئيس السابق أوباما الخاصة بسورية، ولذلك هناك من يرى بأنه يتوجب أولا أن يقطع الدعم الأمريكي لحزب الاتحاد الديمقراطي ووحدات الحماية الشعبية، كما أنه لا بد من أن يغيّر من سياسة واشنطن، التي تستبعد المعارضة السورية..

اخر الأخبار