دحلان وحماس والمرتعشون!!!!!

تابعنا على:   20:35 2014-02-20

سميح خلف

بلا شك أن المرحلة تحتاج الخروج عن المألوف وعن الرتم المعمول به والتوافقيات المضطربة المعمول بها في الساحة الفلسطينية، وربما الأوضاع والأحداث المتوقعة وما تحمله من مخاطر على البرنامج الوطني تدفع الجميع لأن يفكر كيف يمكن الخروج من حالة الاضطراب السياسي والاختلاف والاتهامات المتبادلة وما بين هو وطني ولا وطني وبين ماض وحاضر مع تجاهل ما يمكن أن نفعله من أجل المستقبل.

كثر الحديث ومنذ شهور حول شخصية محمد دحلان المثيرة للجدل، هذا الحديث الذي لم يتوقف لحظة من ثلاثة أعوام باتهامات قاسية سواء لأحداث إقليمية أو أحداث داخلية ذات صبغة فلسطينية، حيث أصبح هذا الرجل يشكل رقماً ورقماً هاماً من مجمل ما أثير حوله من إتهامات وقضايا تبعد أميال كثيرة عن دوائر القضاء والأسانيد والإثباتات.

منذ دخولي إلى غزة في 9-2-2013 كانت قناعتي تكسر حاجز المعتاد وتكسر حاجز المألوف من أدوات تشرذم سواء في المربع الفتحاوي أو المربع الحمساوي، وكنت مستقرئا لكثير من الأحداث على المستوى الربيعي الأمريكي وما يمكن أن يحدث من تقلبات هي غاية من هذا الربيع ومن هذا المشروع المضطرب والذي أفقه دائما لا يخرج نهائيا عن الهدف الاستراتيجي (حماية نظرية الأمن الصهيوني).

بادرت بالتحدث عن تقارب وبرنامج متفق عليه بين الفتحاويين المناهضين لتهافت فتح التجنح في رام الله واللقاء على قاعدة البناء للمجتمع الفلسطيني وبدون أن نخرج عن حيثيات البرنامج الوطني والاعتراف بما يسمى إسرائيل ويهودية دولتها وما يهدد اللاجئين من تغييب حقوقهم أو إنهائها، ومادام هناك توقف في مشروع التحرير الفعلي لفلسطين التاريخية فلماذا لا يكون هناك توازن في القوى، قوى الرعب المتبادل بيننا وبين إسرائيل وقوى السياسة والدبلوماسية أيضا لكي نبني وطنا ومجتمعا صحيحا وبناء جادا لشبابنا تحت بند يد تبني ويد تحمل السلاح، كان يمكن أن يكون لقاءً يجمع قيادات فتح المناهضة لتسويق البرنامج المهزوم في الضفة الغربية والتفاوض ثم التفاوض على نقطة الوسط لحماية المشروع الوطني، لقاء محمد دحلان وقيادات فتح الجادة مع حماس وأعتقد أن هذا يمكن تحقيقه، المهم أن نخرج من عقد الماضي وما تتمسك به حماس من ماضي كما قلت لهم أن محمد دحلان لم يكن مقرراً ولا مقراً في كل برنامج التملص من الحقوق التاريخية لفلسطين وافرازاتها حتى أوسلو، بل كانت تلك قيادة منظمة التحرير منذ وسط السبعينات بزعاماتها المعروفة، فلماذا نحاسب محمد دحلان على فترة كان هو متلقي وليس مقراً في داخل مربعات نهج، وأعتقد أن حماس دخلت هذا المربع، فمن يحاسب من على دخول مربع أوسلو، المهم كيف نخرج من هذا المربع الآن الذي أخذ بنا إلى مستنقعات لا يحمد عقباها، هذا ما طرحته على مسؤولين في حماس منذ حضوري إلى غزة، تفاعل هذا الموضوع وأخذ حيزاً من الإعلام وأخذ حيزاً من نشاطات الحكومة المقالة لبناء ومشاركة في قطاع غزة يمكن أن تخدم المشروع الوطني وأن يكون منقذ للحالة المأساوية التي تتصدر زعامتها شخصيات نرجسية تقود حركة فتح في الضفة الغربية، هذا ما إذا كانت حماس جادة في مقاومة وإفشال مشروع تسوية لن يمر إلا على حساب الشعب الفلسطيني.

كتب كثير من الكتاب حول هذا الموضوع منهم من أخذ فكر الماضي وشرذمته ومنهم من كان وسطياً وقابلاً لفكرة مشاركة محمد دحلان وقيادات حركة فتح في رؤية جديدة وبرنامج جديد لمواجهة المرحلة بكل حيثياتها، هؤلاء الكتاب منهم من هم محسوبين على حماس، ومنهم من هم يمثلون حالة قيادية في حماس.

أعتقد ان ما هو مطلوب الآن من محمد دحلان وأمام الهجمة الشرسة التي تواجهه قبل انعقاد ما يسمى المؤتمر السادس لإنهاء وجود مربعات كبيرة في حركة فتح وتمثيلها في داخل المؤتمر وما قام به الوفد السداسي في زيارته الأخيرة إلى غزة كما وصفوها "بالزيارة"، لتحريض حماس على هذا التوجه الذي اقترحناه منذ شهور، وخوفا وارتعاداً وإذا ما حضر تيار حركة فتح الشرفاء والأخ محمد دحلان في معادلة موضوعية وطنية مع الإخوة في حماس وبعض الفصائل، أتوا مرتعدين متخوفين مجاملين حماس على حساب قضايا وطنية كثيرة، كي يناوروا وبالتالي كانت المناورة متبادلة بينهم وبين حماس للخروج من مأزق من متغير إقليمي حدث على غزة.

ولكن إذا ما نظرنا وبشكل وطني وبعيد عن الشخصنة والشرذمة فإن أمامنا وطن يباع وشعب تهتك أوصاله وتهديدات سواء لأبناء حركة فتح من مغتصبيها وتهديدات لحماس من اكثر من جهة أيضا، فمن المهم اللقاء الآن للخروج ببرنامج وطني يحافظ على أيقونة الثورة ويحافظ على معطيات القضية التاريخية للشعب الفلسطيني.

مطلوب عاجلاً أن يوضح الأخ محمد دحلان برنامجاً نضالياً فتحاوياً مضاداً لكل المهاترات التي تحدث في داخل المتجنحين من تيار الغثيان الوطني في داخل الضفة الغربية، كما هو مطلوب من حماس أيضا توضيح برنامج وطني يمكن اللقاء به مع أبناء حركة فتح في قطاع غزة والشرفاء في الضفة الغربية والخارج، فلا يمكن التحرك إلا من فتح ولداخل فتح بانفتاح وطني مع حماس وغير حماس، هذا هو المطلوب عاجلا سواء من الأخ محمد دحلان أو من قيادات حماس فمن يقدم الوطن امامه لابد أن يصل للقاء التوافق بعيداً عن ماض أليم عملت عليه أصابع إقليمية ودولية في تدحرج وتدوير وتبرير منذ أواخر السبعينات، فمحمد دحلان يبقى مناضلاً فلسطينيا خرج عن سرب الغثيان الوطني منتميا إلى شعبه وأحاسيس أبنائه وبالتالي فإن اللقاء يجب أن يكون وهذا هو حتمية تاريخية الآن لوجوب اللقاء بدون تأخير أو تبطيء فالمرحلة تحتاج اللقاء وتحتاج كل أبناء فلسطين لكي تكون غزة كما عهدناها طليعة المشروع الوطني بكل أبنائها مع برنامج اللقاء الكامل مع شرفاء الوطن في الضفة الغربية وفي الشتات يمكن أن نصنع متغيراً عاجلاً يوقف المهزلة للتيار التسووي بدون مقابل في الضفة الغربية.

 

 

 

اخر الأخبار