ابرز ما تناولته الصحف العبرية16/01/2017

تابعنا على:   12:39 2017-01-16

فرنسا تعتبر المستوطنات والارهاب يهددان حل الدولتين

تنقل "هآرتس" عن الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند، قوله بان المستوطنات الاسرائيلية والارهاب الفلسطيني يهددان حل الدولتين. وجاء ذلك خلال خطاب القاه هولاند أمام مؤتمر السلام الدولي الذي انعقد في باريس، امس الاحد، بمشاركة وزراء خارجية ودبلوماسيين كبار من حوالي 70 دولة وتنظيم دولي.

ووجه هولاند انتقادا غير مباشر الى رئيس الحكومة الاسرائيلية بنيامين نتنياهو، على خلفية معارضته للمؤتمر، وقال: "ينتقدوننا بأننا سذج بشأن الوضع في الشرق الاوسط، لكن السذج هم اولئك الذي يعتقدون انه يمكن تحقيق المصالحة بين اسرائيل وجيرانها العرب من دون تحقيق تقدم في العملية السلمية مع الفلسطينيين".

وقال هولاند ان مبادرة السلام الفرنسية تهدف الى التحذير من الخطر الذي يتهدد حل الدولتين. "هناك تهديد مادي على الأرض من قبل البناء الحثيث في المستوطنات، وهناك تهديد سياسي ينعكس في ضعف معسكر السلام، وهناك تهديد ينعكس في عدم الثقة المتراكمة بين الطرفين والتي تستغلها جهات متطرفة، وهناك تهديد من جانب الارهابيين الذين تخوفوا دائما من امكانية السلام بين اسرائيل والفلسطينيين".

وقال هولاند ان "الحرب الاهلية في سورية، والوضع في اليمن والعراق ومحاربة داعش جعلت الناس يعتقدون ان حل الصراع الاسرائيلي – الفلسطيني اصبح اقل اهمية. لكنه سيكون من الوهم الاعتقاد بأنه سيتحقق الاستقرار في الشرق الاوسط اذا لم نعالج هذا الصراع الاطول من غيره. هذا الصراع يواصل تشكيل ذريعة للمجرمين الذين ينجحون بتجنيد نفوس ضالة. العالم لا يمكنه السماح لنفسه باستمرار هذا الوضع".

واضاف هولاند انه "خلافا للشكل الذي تحاول بعض الجهات عرض المبادرة الفرنسية من خلاله، الا ان المبادرة لا تهدف لمحاولة فرض شروط على الجانبين. المفاوضات المباشرة بين اسرائيل والفلسطينيين فقط، يمكنها تحقيق السلام. الجانبان هما من يجب عليهما التوصل الى تفاهمات واقناع شعبيهما بهذه الامكانية الحتمية. لا يمكن لاحد عمل ذلك نيابة عنهم".

وتطرق هولاند الى الادارة الامريكية الجديدة، وقال ان "الرسالة الموجهة الى الرئيس المنتخب، هي انه بعد اكثر من 20 سنة على اتفاقيات اوسلو يجب على المجتمع الدولي اجراء فحص جدي لأفضل الطرق لدفع حل الدولتين. انا اقول هنا ان حل الدولتين هو الحل الوحيد الذي سيحقق السلام والأمن".

في المقابل هاجم رئيس الحكومة الاسرائيلية بنيامين نتنياهو مؤتمر باريس، امس الاحد، وقال خلال جلسة الحكومة بأنه "مؤتمر زائف". وادعى نتنياهو انه تم تنسيق المؤتمر بين الفرنسيين والفلسطينيين وانه يبعد السلام، وان هذا المؤتمر "هو الحشرجة الأخيرة لعالم الأمس، لأن عالم الغد سيكون افضل".

"نقل السفارة الى القدس قد يشعل المنطقة"

الى ذلك، قال وزير الخارجية الفرنسي جان مارك ايرو، خلال مؤتمر صحفي عقده مساء امس (الاحد) في ختام مؤتمر السلام في باريس، انه يأمل بأن يقنع الاجماع الدولي الذي ظهر خلال المؤتمر، الادارة الامريكية الجديدة بأن العالم كله يريد دفع حل الدولتين من اجل تحقيق السلام بين اسرائيل والفلسطينيين.

وأضاف ايرو، ان غالبية الدول التي شاركت في المؤتمر تتفق مع موقفه القائل بأن نقل السفارة الأمريكية من تل ابيب الى القدس، من شأنه ان يؤدي الى اشتعال المنطقة. وقال انه ينوي التحدث عن ذلك مع وزير الخارجية الأمريكي الجديد، ريكس تيلارسون، فور تسلمه لمنصبه، مضيفا ان "قضية القدس يجب ان تعالج من قبل الجانبين".

وكان مؤتمر باريس قد انعقد طوال ثماني ساعات، امس الاحد، وانتهى بإصدار بيان ختامي يدعو اسرائيل والفلسطينيين الى تجديد التزامهم بحل الدولتين، والتنصل من الجهات التي تعارض ذلك، والامتناع عن خطوات احادية الجانب، تحاول بشكل مسبق تحديد نتائج المفاوضات في قضايا القدس والحدود والامن واللاجئين. واعلنت الدول المشاركة في المؤتمر بأنها لن تعترف بالخطوات احادية الجانب.

وتم التوصل الى البيان الختامي للمؤتمر بعد مفاوضات مكثفة جرت في اليوم الاخير بين الدول المشاركة. وكان النص الذي صودق عليه اكثر اعتدالا من المسودة الاخيرة التي طرحت للنقاش بين ممثلي الدول، ظهر امس الاول السبت. فمثلا، تم شطب التذكير بحدود الرابع من حزيران 1967 كقاعدة للمفاوضات، والبند الذي يدعو الدول المشاركة الى التمييز في كل نشاطاتها بين اسرائيل والمستوطنات. كما تم تخفيف البند الذي يدعو نتنياهو وعباس الى التنصل من الجهات الحكومية التي تعارض حل الدولتين.

وجاء في البيان ان "الدول المشاركة في المؤتمر تدعو الجانبين الى الاظهار بشكل مستقل، من خلال السياسة والاعمال، التزامهما الحقيقي بحل الدولتين والامتناع عن خطوات احادية الجانبن تحدد مسبقا نتائج المفاوضات حول القضايا الجوهرية للاتفاق الدائم، بما في ذلك القدس والحدود والامن واللاجئين. نحن لن نعترف بخطوات كهذه".

واكدت الدول المشاركة ان على الاطراف القيام بخطوات تغير التوجهات السلبية الحالية على الأرض، بما في ذلك البناء المتواصل في المستوطنات واستمرار اعمال العنف، والعودة الى المفاوضات المباشرة والجدية. ورحبت الدول المشاركة بقرار مجلس الامن 2334 في موضوع المستوطنات، وبتقرير الرباعي الدولي الصادر في تموز الماضي، وبخطاب وزير الخارجية الامريكي جون كيري الاخير، الذي عرض فيه مبادئ تحقيق حل الدولتين. وقرر المؤتمر ان على الدول المعنية والتي تريد فحص التقدم في العملية السلمية بين اسرائيل والفلسطينيين، عقد لقاء دولي آخر قبل نهاية 2017.

وقال ايرو ان "الكثير من الدول المشاركة في المؤتمر اعربت عن رغبتها القيام بخطوات متابعة ومواصلة الاتجاه الايجابي الناشئ". واكد: "هناك اجماع دولي حول حل الدولتين. وقرار مجلس الامن 2334 عبر عن موقف العالم من المستوطنات. كما ان اصداء خطاب كيري التي ترددت في المؤتمر عبرت عن موقف المجتمع الدولي".

كيري يؤكد لنتنياهو: "لن تكون استمرارية لمؤتمر باريس"

وتكتب "هآرتس" ان وزير الخارجية الأمريكي جون كيري، اجرى بعد مشاركته في مؤتمر باريس، امس، محادثة هاتفية مع رئيس الحكومة الاسرائيلية، بنيامين نتنياهو، ووعده بعدم وجود خطوات مكملة للمؤتمر – لا في مجلس الامن ولا في أي منتدى دولي آخر – قبل انتهاء ولاية اوباما في 20 الشهر الجاري. وقال كيري انه اذا جرت أي محاولة لدفع قرار في مجلس الامن على اساس مؤتمر باريس، فان الولايات المتحدة ستعارض ذلك.

وقال مسؤول اسرائيلي رفيع طلب التكتم على اسمه، بسبب الحساسية السياسية، ان كيري اطلع نتنياهو على الخطوات التي قام بها الامريكيون في مؤتمر باريس من اجل تخفيف نص البيان الختامي. وقال نتنياهو لكيري ان الضرر اصاب اسرائيل بسبب عدم معارضة الولايات المتحدة لقرار مجلس الامن بشأن المستوطنات، وانه "يمنع اضافة ضرر اخر".

عباس: "مؤتمر باريس تبنى القانون الدولي ورفض الاملاءات المتعلقة بالمستوطنات"

وفي نبأ آخر حول المؤتمر، تكتب "هآرتس" ان الرئيس الفلسطيني محمود عباس رحب بالبيان الختامي لمؤتمر باريس، وقال ان "مؤتمر باريس تبنى قرار المجتمع الدولي القائم على القانون الدولي ورفض كل الاملاءات المتعلقة بالمستوطنات وترسيخ وقائع على الأرض، بما في ذلك في القدس".

ودعا عباس الى تطبيق قرار مجلس الامن 2334، والبيان الختامي لمؤتمر السلام في باريس، الأمر الذي يحتم، حسب اقواله، على اسرائيل وقف البناء في المستوطنات، بما في ذلك في القدس، وتطبيق كل الاتفاقيات الموقعة مع السلطة، ووقف "حملة تدمير حل الدولتين".

كما دعا عباس كل الدول التي لم تعترف حتى الان بفلسطين الى عمل ذلك عاجلا، من اجل الحفاظ على السلام وعلى حل الدولتين، والمساهمة في تحقيق الاستقرار في الشرق الاوسط.

وحسب عباس فان القيادة الفلسطينية مستعدة للعودة الى طاولة المفاوضات حسب قرارات المجتمع الدولي، بما في ذلك قرار مجلس الامن الاخير، والبيان الختامي لمؤتمر باريس – بناء على آلية دولية للإشراف على تطبيق القرارات وجدول زمني محدد.

وقال عضو القيادة الفلسطينية محمد اشتية، لتلفزيون فلسطين، ان نجاح مؤتمر السلام في باريس يحتم تشكيل لجنة متابعة دولية لتطبيق القرارات، وتحديد اطار زمني لإنهاء الاحتلال. "نحن لا نريد مؤتمرا ليوم واحد وانما الانتقال لخطوات عملية كي يشعر المواطن الفلسطيني بالتغيير وبالدعم الدولي".

الجيش الاسرائيلي يشكل فرق عسكرية تمثل حزب الله وحماس خلال التدريبات

تكتب صحيفة "هآرتس" ان الجيش الاسرائيلي يعمل على تشكيل فرق تمثل حزب الله وحماس خلال التدريبات التي يجريها في قواعده، والتي اطلق عليها اسم "القوة الحمراء". ومن بين المعدات التي سيوفرها الجيش لهذه الفرق، عبوات ناسفة، الملابس العسكرية لقوات حزب الله وبنادق القناصة. ويشار الى ان الجيش قام في اطار خطة التدريبات الجديدة ببناء "انفاق قتالية" داخل قواعد التدريب، ويكثف من تدريباته داخل القرى والمدن.

وسيقيم الجيش فرقة كهذه في كل كتيبة، وتعتمد على رجال الاحتياط. وحسب ضابط في ذراع اليابسة، سيتم تدريب رجال الاحتياط "على أساليب حزب الله وطرق الحرب التي تميزه". وقال: "اذا واصلنا التدريب على التلال المفتوحة لقاعدة "تسيئاليم"،  فنحن نواجه مشكلة. يجب علينا ملاءمة التدريبات للعدو وبذل جهود كثيرة في مناطق التدريب".

ويقوم الجيش هذه الأيام بشراء المعدات المشابهة لمعدات ووسائل حزب الله، ومن بينها: الزي العسكري الذي يرتديه رجال حزب الله، اعلام التنظيم، عبوات ناسفة، كوفيات وجلابيات، اقنعة، وبنادق شبيهة بالكلاشينكوف، وراجمات صواريخ تشبه راجمات كورنت وساغر والقسام، وبنادق قناصة من نوع دراغونوف. وقد نشر الجيش مناقصة لتزويده بهذه المعدات، رغم ان الخطة الكاملة لشراء هذه المعدات لا تزال قيد النقاش تمهيدا للمصادقة عليها.

وكتب في وثيقة داخلية للجيش ان "الوسائل الشبيهة (بأسلحة ومعدات حزب الله وحماس) تهدف الى تحسين قدرة الجنود والقادة على فهم كيف يبدو العدو، ورفع مستوى قدراتهم على مواجهة المنطقة والعدو. الأسلحة الشبيهة ستكون مشابهة تماما لأسلحة العدو في حجمها ولونها وشكلها".

كما يعمل في قاعدة سلاح الجو، منذ عقد زمني "سرب طيران احمر"، يمثل اسلحة الجو المعادية. ويحمل الطيارون في هذا السرب على صدورهم اسماء عربية الى جانب رسومات لأعلام الدول العربية. ويتولى هذا السرب تدريب قوات سلاح الجو، وفي بعض الاحيان يُجري تدريبات مع اسلحة جوية اجنبية تصل لإجراء تدريبات في اسرائيل.

سلاح الجو يدمر قاعدة لحماس في جنوب غزة

كتبت "هآرتس" ان سلاح الجو الاسرائيلي دمر صباح امس (الاحد) قاعدة لحماس في جنوب قطاع غزة، ردا على اطلاق النيران على قوة عسكرية اسرائيلية كانت تعمل بالقرب من السياج الحدودي. وقال الناطق العسكري انه لم تقع اصابات في صفوف القوة الاسرائيلية، لكن الضرر اصاب سيارة عسكرية. وحسب تقارير من غزة فان الموقع الذي تعرض للهجوم يتبع لقوة حماس التي يفترض ان تمنع اطلاق النار على اسرائيل.

نظام حكومي جديد لتعزيز حصانة الموساد ورجاله

تكتب "هآرتس" انه من المقرر ان تصادق الحكومة، هذا الأسبوع، على نظام حصانة جديد، يفرض عقوبة بالسجن حتى 15 سنة على كل من يجمع او ينشر معلومات عن رجال الموساد او عملائه في الماضي والحاضر. وتم توزيع نص النظام على الوزراء في الأسبوع الماضي، من اجل تقديم ملاحظاتهم خلال سبعة ايام، واذا لم يتم تقديم ملاحظات فسيتم المصادقة عليه من دون اجراء نقاش.

وحسب نص القرار، تصدر الحكومة نظام حصانة تصادق عليه لجنة الخارجية والامن البرلمانية، ويقضي بالتكتم على تفاصيل الجنود الذين خدموا ويخدمون في الموساد، وكل من عمل في الجهاز او زوده بالخدمات. كما يمنع الأمر نشر التفاصيل الشخصية لعملاء ومستخدمي الموساد في الماضي والحاضر، واماكن سكناهم وتفاصيل ابناء عائلاتهم والمنشآت التي يستخدمها الجهاز.

وحسب الأمر فان كل من يخرقه، يمكن محاكمته بتهمة "التجسس الخطير". ويفرض الأمر عقوبة بالسجن حتى سبع سنوات على كل من يجمع معلومات كهذه، و15 سنة اذا كان الهدف من ذلك المس بأمن الدولة. واما من يسلم معلومات كهذه دون ان يكون مخولا بذلك، وبهدف المس بأمن الدولة، فيحكم عليه بالسجن المؤبد.

يشار الى ان جهاز الموساد، كما هو الأمر في لجنة الطاقة النووية، يعمل من دون قانون ينظم صلاحياته وشكل عمله. ومنع نشر تفاصيل عنه ينبع من قانون الرقابة ومنع نشر "معلومات سرية". ويشار الى ان قانون الشاباك يحدد منع نشر تفاصيل حول هوية عملائه، لكن العقوبة اخف نسبيا – ثلاث سنوات سجن على من تعمد نشر معلومات، وسنة سجن لكل من نشر معلومات نتيجة الاهمال.

وليس من الواضح ما هو سبب اهتمام الحكومة بهذه المسألة حاليا. ويشار الى انه على الرغم من امر المنع الجارف هذا الا ان الأمر يخول رئيس الموساد السماح بنشر تفاصيل معينة.

تأجيل مناقشة قانون "طرد العائلات" الفلسطينية

تكتب "هآرتس" ان الائتلاف الحكومي قرر، امس الاحد، تأجيل دفع قانون يدعو الى طرد عائلات المخربين حتى من دون ادانتهم بارتكاب مخالفة ارهابية، لمدة ثلاثة اشهر، وذلك بسبب التخوف من ان يمس ذلك بصلاحيات وزيري الداخلية والامن بشأن سحب الاقامة وطرد منفذي العمليات الارهابية واقربائهم. وخلال هذه الفترة، سيفحص وزير الداخلية ارييه درعي، امكانية دفع مشروع قانون حكومي في هذا الموضوع. ولكن مصادر في الائتلاف قدرت بأن الوضع القانوني الحالي سيبقى كما هو، ولن يتم دفع مشروع القانون.

وقرر اعضاء اللجنة الوزارية لشؤون القانون تأجيل التصويت على القانون، خشية ان يهدد صلاحيات درعي بسحب تصريح التواجد في اسرائيل حسب القانون القائم منذ 1952. وذلك لأن قانون الدخول الى اسرائيل تم سنه قبل قانون اساس حرية الإنسان وكرامته في العام 1992، ولذلك فانه يحظى بمكانة خاصة تجعل من الصعب الغائه في حال تعارض مع قانون الاساس.

وقدر الائتلاف بأن اجراء تعديل للقانون القائم من شأنه ان يؤدي الى اعادة فحص النص القائم ورفض القانون الجديد من قبل المحكمة العليا. ويشار الى ان القانون الحالي يسمح لوزير الداخلية بإلغاء تصريح التواجد في اسرائيل حسب رأيه، وفي المقابل تسمح الاوامر الأمنية في الضفة للإدارة المدنية بطرد منفذي العمليات الارهابية او اقربائهم الى مناطق السلطة الفلسطينية.

ويشار الى ان النص الجديد الذي سعى المبادرون الى تمريره، لا يلزم بادانة المستهدفين في المحكمة بارتكاب مخالفة ارهابية كشرط لطردهم. ويسمح للمستهدفين باسماع موقفهم قبل اتخاذ القرار بحقهم. وقرر رئيس الائتلاف الحكومي، بيتان، دفع مشروع القانون في محاولة لتوفير ادوات لردع منفذي العمليات، خاصة عمليات الافراد.

نتنياهو يدعي ان كشف قضايا الفساد هدفه اسقاط حكومته

تكتب "هآرتس" وبقية الصحف، ان رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، تطرق مساء امس (الاحد) الى التقارير المتعلقة بالمحادثات التي اجراها مع المحرر المسؤول لصحيفة "يديعوت احرونوت" والتي تدل على حياكة صفقة بينهما، تقوم "يديعوت" بموجبها بتخفيف تعاملها مع نتنياهو مقابل قيامه بإضعاف صحيفة "يسرائيل هيوم". وكتب نتنياهو على صفحته في الفيسبوك ان "كل الادعاءات بأنني عملت على دفع قانون "يسرائيل هيوم"، هي ادعاءات زائفة، وهذا ايضا بالنسبة للموضوع الثاني، كما سيتضح مع مرور الوقت".

كما كتب نتنياهو: "الكل يعرف بأنني عارضت بشدة قانون "يسرائيل هيوم" الذي بادر اليه آخرون قبل انتخابات 2013. لقد منعت طوال اشهر كثيرة طرح القانون للتصويت، وحين طرح للتصويت في القراءة التمهيدية صوت ضده مع مجموعة من النواب، كان من بينهم غالبية نواب الليكود".

وأضاف نتنياهو: "معروف، أيضا، انه بعد مرور القانون بغالبية كبيرة، قمت بحل الحكومة وتوجهت نحو الانتخابات، لأسباب من بينها ايضا التآمر داخل الحكومة على تمرير القانون. ويعرف الجميع انه مع تشكيل الحكومة الجديدة بعد الانتخابات، اضفت الى الاتفاقيات الائتلافية بندا يمنع تكرار هذا القانون، وبسبب هذا لم يحدث شيء. يسرائيل هيوم بقيت كما هي، بينما لم يتوقف التعامل الاعلامي السيء معي من قبل "يديعوت أحرونوت" وموقع  ynet ولو للحظة".

وكتب نتنياهو، أيضا: "في الايام الأخيرة تجري حملة اعلامية منسقة، غير مسبوقة في حجمها، من اجل اسقاط حكومة الليكود برئاستي. هذه الحملة تهدف الى ممارسة الضغط على المستشار القانوني في الحكومة وجهات اخرى في النيابة العامة لكي يقدموا لائحة اتهام ضدي. الطريقة بسيطة: كل يوم وكل مساء يتم نشر نصوص يجري اختيارها بحرص واكاذيب متعمدة في الموضوعين المطروحين على الجدول. طبعا طالما تواصل التحقيق لا يمكنني الدفاع عن نفسي، لا يمكنني رواية القصة الحقيقية التي تقف وراء الامور، والتي توضح انه لم يتم هنا ارتكاب أي مخالفة".

في السياق، نشر الصحفي غاي بيلج في نشرة اخبار القناة الثانية، مساء امس، ان نتنياهو توجه الى رجال اعمال لإقناعهم باستثمار الاموال في "يديعوت احرونوت" من اجل مساعدة موزيس. وحسب التقرير فقد نظم نتنياهو لقاءات بين رجل الاعمال الأسترالي المقرب منه جيمس فاكر، وبين موزيس، بل قدم المشورة لفاكر قبل اللقاءات. كما توجه نتنياهو بهذا الشأن الى المنتج السينمائي ارنون ميلتشين ولاري اليسون، الملياردير الأمريكي الذي يترأس شركة البرامج اوركال. كما حاول نتنياهو التوسط بين موزيس ومجمع الاعلام الالماني اكسيل شفريغر.

في الموضوع نفسه، تنشر "هآرتس" تقريرا يفيد بأن المستشار القانوني للحكومة، ابيحاي مندلبليت، منع الشرطة من التحقيق في وقت واحد مع نتنياهو وزوجته في موضوع الرشاوى. وكانت الشرطة تنوي اجراء التحقيق مع نتنياهو وعقيلته في نفس الوقت وعلى انفراد كي تمنع تنسيق الروايات بينهما وتشويش التحقيق.

احزاب الائتلاف تدعم نتنياهو 

في هذا الصدد، تكتب "يسرائيل هيوم" ان الجهاز السياسي عقب، امس، على الاكتشافات الجديدة في التحقيق مع رئيس الحكومة. ويسود التقدير هناك بأن استقرار الحكومة لن يتضرر، حاليا على الأقل. والمح رؤساء كتل الائتلاف، افيغدور ليبرمان ونفتالي بينت وموشيه كحلون وقادة الاحزاب الدينية، لحزب الليكود بأنهم لا ينوون حاليا الاستقالة من الائتلاف على خلفية التحقيقات.

و قال الوزير نفتالي بينت (البيت اليهودي) ان نتنياهو ليس ملزما بالاستقالة، حتى اذا تقرر تقديم لائحة اتهام ضده. واوضح: "نحتاج الى حكومة يمين مستقرة. لا يجري التوجه للانتخابات بسبب سيجار".

من جهته انتقد رئيس الائتلاف الحكومي، النائب دافيد بيتان (الليكود)، اعضاء الحزب الذين لا يخرجون للدفاع عن نتنياهو في وسائل الاعلام. وقال: "هذا ليس جيدا. رئيس الحكومة هو رئيس الليكود ايضا، وعلى اعضاء الليكود الرد". وتطرق زميله في الكتلة، الوزير غلعاد اردان، الى التحقيق، وقال في لقاء مع اذاعة الجيش ان "هذا الواقع ليس لطيفا بالتأكيد، لكنني آمل ان ينجح نتنياهو بإثبات ما يقول، وهو انه لا يوجد شيء".

اما النائب شيلي يحيموفيتش (المعسكر الصهيوني) فوجهت سهامها بالذات الى محرر "ذا ماركر" غاي رولنيك، الذي ادعى انها تلجأ الى "الصمت" ولا تتطرق الى الاكتشافات في الملف 2000. وكتبت على حسابها في تويتر: "انا لا اعمل لدى أي محرر/ناشر، وليس لديك ايضا. ليس انت من يحدد الصوت المطلوب."

عمونة تهدد مجددا بتصعيد النضال ضد الاخلاء

تكتب "يديعوت احرونوت" ان مطالب سكان بؤرة عمونة من الدولة واضحة: انهم مستعدون لإخلاء بيوتهم فقط في اطار عملية "من باب الى باب"، أي الخروج من بيوتهم المعدة للهدم الى بيوت اقيمت لهم مسبقا. وقد هددوا انه اذا لم يتم ذلك فانهم سيصعدون النضال ويرفضون الاخلاء. وكما يبدو، حتى يوم امس، فان هذا السيناريو يبدو ملموسا. فالموعد الذي تم تحديده لإخلاء عمونة سيحل بعد ثلاثة أسابيع، بينما لم يتم حتى الان القيام بأي عمل على الأرض لتطبيق المخطط الذي تم الاتفاق عليه بين الدولة والمستوطنين – نقلهم الى بيوت اخرى يفترض ان تقام على قسائم مجاورة.

ويرجع السبب الى ان القسيمة الرئيسية التي تم التخطيط لنقل السكان اليها، تبين انه لا يمكن البناء عليها من ناحية قانونية. وفي اعقاب ذلك بدأ رجال الادارة المدنية بمحاولة تشريع البناء على قسيمة اخرى، القسيمة 30، لكنه هناك ايضا يتوقع ظهور مصاعب قانونية. فقد عثر رجال حركة "يوجد قانون" على فلسطيني يدعي ملكيته لقسم من هذه القسيمة، ويسود التقدير بأنه سيتم تقديم التماسات ضد البناء على القسائم الاخرى، ما سيؤخر البناء.

ومن المقرر ان تقدم حركة "يوجد قانون" اليوم، اعتراضا باسم اصحاب الاراضي على مخطط اعادة تفكيك الشراكة على القسائم التي تخطط الحكومة للبناء عليها.

وقال الطاقم النضالي في عمونة انه اذا لم يتم تنفيذ المخطط المتفق عليه فسيكون الاخلاء قاسيا ومؤلما. وحسب الطاقم فانه "اذا لم يتم بعد تسلم الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لمهامه في 20 كانون الثاني الجاري، بدء العمل لتطبيق المخطط، فسيتضح ان القيادة السياسية لا تنوي الالتزام بالاتفاق الذي وقعته معنا. وفي هذه الحالة سنرجع للنضال من اجل سن قانون التنظيم، خاصة البند المتعلق بعمونة. وفي غياب هذا القانون ستضطر الدولة الى اخلائنا بالقوة، وهذا سيكون قاسيا ومؤلما".

مقالات

دونالد ترامب كان الفيل داخل قاعة مؤتمر السلام في باريس

يكتب موفد "هآرتس" الى مؤتمر باريس، الصحفي براك ربيد، ان عشرات وزراء الخارجية من الدول المشاركة في مؤتمر السلام في باريس، توجهوا تباعا الى وزير الخارجية الأمريكي جون كيري، الذي وقف في منتصف القاعة، وقام بعضهم بمصافحته، والبعض الاخر بمعانقته، وطلب قسم ثالث التقاط صورة معه. لقد كانت هناك اجواء وداع من قبل المجتمع الدولي لإدارة اوباما، وعلاج جماعي لدول العالم تمهيدا لدخول الرئيس المنتخب الى البيت الابيض بعد خمسة ايام.

الفيل في قاعة المؤتمر لم يكن الا دونالد ترامب. العصبية والتخوف مما سيحمله العشرين من كانون الثاني، كان بارزا في خطابات الكثير من وزراء الخارجية، خاصة في خطابي المضيفين الفرنسيين. عدم اليقين بشأن السياسة الخارجية المستقبلية لترامب، يشمل كل جزء في العالم تقريبا، لكن الشعور هو انه يبرز بشكل خاص في الموضوع الاسرائيلي – الفلسطيني. السؤال الذي لم يطرح مباشرة لكنه كان يحلق في الاجواء هو هل سيكون مؤتمر باريس اخر مؤتمر للسلام، على الاقل خلال السنوات الاربع القادمة.

تصريحات ترامب ومستشاريه بشأن نقل السفارة الأمريكية الى القدس، تعيين مؤيد الاستيطان ديفيد فريدمان سفيرا في اسرائيل،  رد الرئيس المنتخب على قرار مجلس الامن في موضوع المستوطنات، وخطاب كيري وفرح قادة اليمين ولوبي المستوطنين في اعقاب فوز ترامب في الانتخابات، كانت مجرد جزء من الاسباب التي تثير هذا التخوف الكبير في صفوف الكثير من وزراء الخارجية الذين شاركوا في المؤتمر.

لقد اكد الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند، وكذلك فعل وزير خارجيته جان مارك ايرو، ان هذا المؤتمر يهدف الى بث رسالة الى الادارة الأمريكية الجديدة تقول ان هناك اجماع دولي حول الحاجة لدفع عملية السلام الإسرائيلية – الفلسطينية بناء على حل الدولتين. وكانا على حق. فلقد حضر وزراء خارجية الدول الاوروبية بتركيبة كاملة، وكل الدول العربية السنية التي يطمح نتنياهو الى تحقيق اختراق معها ارسلت وزراء خارجيتها، بل حتى الكثير من الدول الافريقية التي يغازل نتنياهو اصواتها في الامم المتحدة، وصلت للإعراب عن دعمها لإقامة دولة فلسطينية. لكن الاجماع ساد حول الحدث الصغير – المعارضة الشاملة لنقل السفارة الامريكية الى القدس، والتخوف من ان يؤدي ذلك الى تصعيد في الشرق الاوسط.

كما وقف ترامب في مركز معايير الدول التي عارضت المؤتمر، كإسرائيل. خلال جلسة الحكومة، امس، قال رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو وكأنه يدير قائمة يأس ولا يمكنه انتظار دخول الرئيس الجديد الى البيت الابيض، ان "هذه هي الحشرجة الاخيرة لعالم الأمس. عالم الغد سيبدو افضل وهو قريب جدا". نتنياهو يحلم منذ عدة اسابيع بأول لقاء بينه وبين ترامب في الغرفة البيضاوية، والذي سيتم، كما يبدو خلال الأسبوع الاول من شهر شباط. لقد انتظر هذا اللقاء طوال ثماني سنوات.

كما شكل الرئيس الأمريكي المنتخب عاملا مركزيا في اتخاذ قرارات من قبل دول مثل روسيا وبريطانيا، والتي تحفظت من المؤتمر وارسلت اليه ممثلين على مستوى منخفض. الروس يريدون استغلال عهد ترامب من اجل تحقيق حلمهم متعدد السنوات بعقد مؤتمر سلام في موسكو، او على الاقل استضافة لقاء بين نتنياهو وعباس. والبريطانيين الذين يمرون في اوج الانفصال عن الاتحاد الاوروبي، يبذلون كل جهد من اجل تمييز انفسهم عن كل ما يتعلق بسياسة ادارة اوباما، ولكي يلائمون سياستهم مع ما يعتقدون انها سياسة ترامب.

ولكن، ربما يصاب اولئك الذين يتخوفون من ترامب واولئك الذين ينتظرونه بقليل من خيبة الامل. جلسة الاستماع الى وزير الخارجية الأمريكي الجديد ريكس تيلارسون، ووزير الدفاع الجديد جيمس ماتيس، اوضحت ان سياسة ادارة ترامب في كل موضوع، وفي الموضوع الفلسطيني ليست مبلورة تماما، في افضل الحالات، او غير قائمة بتاتا، في أسوأ الحالات. صرخات الاوروبيين والفلسطينيين وفرح نتنياهو والمستوطنين قد يتضح بأنها سابقة لأوانها. حتى ترامب ورجاله اوضحوا خلال الأسابيع الاخيرة، بأن دفع عملية السلام بين اسرائيل والفلسطينيين سيطرح في مكانة عالية على جدول اولوياتهم. وسنكتشف قريبا كيف سيفعلون ذلك. لكنه من غير المؤكد انهم يعرفون ذلك الان.

اللاجئون في اليرموك في آخر قائمة المرشحين للتأهيل

يكتب تسفي برئيل، في هآرتس" ان عشرات العائلات الفلسطينية التي هربت من مخيم اليرموك للاجئين، المجاور لدمشق، عثروا على ملاذ في حظائر الابقار التي لم تعد ملائمة حتى لتربية الابقار. ومن لجأ الى هذه الحظائر، عثر على الأقل على سقف يأويه، بينما يعيش الاف اللاجئين الفلسطينيين الآخرين في ظروف اصعب.

مخيم اليرموك ليس حلب. فهو لم يعد مركز جذب لوسائل الاعلام، التي نشرت قبل عدة اشهر تقارير عن المعارك الدائرة فيه بين داعش وجبهة النصرة، وبينها وبين الجيش السوري. في المخيم لا تزال تحدث معارك قليلة. في الاسبوع الماضي قتل رجال داعش ام مرضعة، بعد الاشتباه بأنها تعاونت مع الجيش السوري، وقبل ذلك فجر ناشط من جبهة النصرة نفسه بالقرب من حاجز لداعش وقتل ثمانية من رجال التنظيم. لكن هذه تعتبر احداث روتينية، لم تعد تثير أي مشاعر.

تقاسم السيطرة على المخيم بات راسخا، بحيث ان داعش تسيطر على غالبيته، وتسيطر جبهة النصرة على القسم الاصغر. المخيم يخضع للحصار من قبل قوات النظام التي لا تسمح لمن تبقى فيه من السكان، أكثر من 6000 لاجئ، بالخروج او الدخول. طوال سنوات الحرب في سورية قتل اكثر من 1270 لاجئا من المخيم، والكثيرين ماتوا بسبب نقص الدواء، وآخرين قتلوا بنيران القناصة او متأثرين بجراحهم.

حسب المعطيات التي نشرتها "مجموعة العمل من اجل لاجئي سورية" والتي تجمع معلومات يوميا عن اوضاع اكثر من نصف مليون لاجئ فلسطيني بقوا في سورية، فقد توفي 160 فلسطينيا على الاقل، نتيجة التعذيب في سجون النظام، وتم اعدام 10 في محاكمة ميدانية، وقتل 14 جراء سيارات مفخخة، كما قتل 14 آخرين. كما تملك المجموعة معطيات حول عدة مئات من الفلسطينيين الذين تم قطع اطرافهم في سجون النظام، ولم يتم تسليم جثثهم لعائلاتهم حتى الان. وحسب تقارير في مواقع المعارضة، فان اللاجئين الفلسطينيين على استعداد لبيع الكلى مقابل ترتيب هربهم الى اوروبا. وكتب موقع "سبوتنيك" الروسي، ان الطريقة هي نقل اللاجئ الى لبنان، ومن هناك الى مصر، حيث يتواجد خبراء في قص الاعضاء وزراعتها، ومن مصر يتم نقل اللاجئ مع اسرته الى احدى الدول الاوروبية. يبدو ان مهربي اللاجئين يفضلون الان الحصول على المقابل بأعضاء من الجسم وليس بالمال، بسبب الارباح الضخمة التي يضمنها هذا "الفرع".

هذه الأرقام الجافة، التي تضيع وسط المأساة السورية التي تجاوز عدد ضحاياها النصف مليون شخص، لا تشمل السكان في اليرموك الذين ينازعون ببطء في انتظار حل يخرجهم من الحصار. من بين حوالي نصف مليون لاجئ فلسطيني عاشوا في سورية، كان يقيم في مخيم اليرموك الذي اقيم عام 1957، بين 150 و200 الف فلسطيني الى ما قبل الحرب. اليرموك، في الواقع ليس مخيما، وانما مدينة كبيرة تمتد حتى دمشق، ولا يمكن تمييز اين تبدأ دمشق واين ينتهي المخيم. الكثير من المواطنين السوريين بنوا بيوتهم في المنطقة الفلسطينية ذات التكلفة المعيشية المنخفضة. والتداخل بين السكان اصبح ظاهرة طبيعية مع مرور السنوات.

بشكل عام، كانت مكانة الفلسطينيين في سورية افضل من مكانتهم في لبنان، لأنه وعلى الرغم من عدم حصولهم على المواطنة، الا انه تم استيعاب الكثيرين منهم في الوظائف الحكومية. بعضهم تجند للجيش حسب القانون وتمكنوا وفق قيود معينة من امتلاك بيوت، ويتعلم اولادهم في مدارس الدولة، ويتمتعون بخدمات طبية مجانية.

الى ما قبل اندلاع الحرب في سورية، عاش غالبية الفلسطينيين في 12 مخيما للاجئين. وبعد اندلاع الحرب تم تهجير اكثر من نصفهم. البعض هرب الى لبنان، والبعض وصل الى الأردن، وعدة الاف تمكنوا من الهرب الى تركيا واوروبا. لقد تمكن ممثلو السلطة الفلسطينية، ومحمود عباس شخصيا، من التوصل الى تفاهمات مع النظام السوري حول نقل الجرحى للعلاج في دمشق. لكن المشكلة هي انهم سيضطرون الى اجتياز حواجز لداعش او جبهة النصرة، وهؤلاء ليسوا جانبا في الاتفاق. وفي تموز الماضي جرت محاولة للتوصل الى اتفاق مع داعش يسمح بعبور الجرحى، لكنها فشلت.

لقد وصلت اخر شحنة من مساعدات الامم المتحدة الى اليرموك في ايار الماضي، ومنذ ذلك الوقت توقفت قوافل المساعدة. وفي الاسبوع الماضي نشرت وكالة غوث اللاجئين (الاونروا)، نداء للتبرع بمبلغ 410 ملايين دولار لمساعدة اللاجئين الفلسطينيين في المخيم، لكنه من المشكوك فيه انه سيتم العثور على متبرعين يوافقون على تحويل المزيد من الاموال، طالما لم تتوفر ضمانات بعدم سيطرة داعش والنصرة عليها.

بدون مكانة مدنية ومن دون دعم دولي، يتواجد الفلسطينيون في مخيم اليرموك في ادنى قائمة المرشحين للتأهيل. اكثر ما يمكنهم توقعه هو الموت السريع.

الحملة تخدم دائرة الاحصاء المركزية الفلسطينية

يكتب زئيف جابوتنسكي، في "يسرائيل هيوم" انه بدأ في نهاية الأسبوع اطلاق حملة تخويف عبر لافتات كبيرة في الشوارع، تعتمد، بكل بساطة، على حقائق غير صحيحة. ويتم فيها اقتباس جملة باللغة العربية: "قريبا سنكون الأغلبية".  خلافا للانطباع بأن هذه هي حملة لحماس او منظمة التحرير الفلسطينية، يتضح ان هذه هي رسالة من حركة "قادة من اجل امن اسرائيل". وقد شرح داني ياتوم في وسائل الاعلام بأن الحملة تهدف "الى اثارة الوعي على اننا اذا لم ننفصل عن الفلسطينيين فانهم سيصبحون قريبا الأغلبية بين نهر الأردن والبحر، وإسرائيل في الواقع لن تبقى دولة يهودية وديموقراطية".

هذه الحملة تعتمد على شحنة اكاذيب من انتاج دائرة الاحصاء المركزية الفلسطينية، والتي يناسب الرد عليها بالمثل العربي المعروف "بكرا في المشمش". الميزان الديموغرافي الذي يحاول ياتوم ورفاقه استخدامه لترهيب الجمهور في اسرائيل يعمل اليوم بالذات في صالح اليهود وضد العرب. لقد حذر  بعض الناس الأجلاء في الماضي ايضا من المستقبل الذي يهدد بتحولنا الى اقلية في دولتنا. فمنذ عام 1898 عارض دوفانوف رؤية هرتسل بشأن اقامة الدولة بادعاء انه حتى عام 2000 لن يعيش في البلاد اكثر من نصف مليون يهودي. كما وقف بن غوريون امام جبهة من الخبراء برئاسة روبرتو باكي، الذين حذروا من الاعلان عن اقامة الدولة بادعاء انه في مطلع الستينيات ستكون غالبية عربية في اسرائيل.

وبما انه لم يتم تلخيص معطيات 2016 حتى الان، سنتطرق الى معطيات اخر 2015، حيث عاش في الضفة الغربية حوالي 1,750,000 عربيا، وعدد مماثل داخل الخط الاخضر، وعليه فان مجموع العرب هو حوالي 3,500,000 نسمة مقابل حوال  6,700,000  يهودي. هذه غالبية واضحة بنسبة الثلثين لصالح اليهود، كنقطة بداية. في المقابل وصل خلال السنة ذاتها، ولأول مرة، متوسط الزيادة الطبيعية لدى اليهود في ارض اسرائيل الغربية الى ما يساوي الزيادة لدى العرب داخل الخط الاخضر والضفة الغربية معا. نحن نتواجد في خضم تراجع الزيادة الطبيعية لدى العرب، وليس في ارض اسرائيل وحدها، وانما في كل الدول الإسلامية، مقابل ظاهرة استثنائية للزيادة المتواصلة في نسبة الولادة الطبيعية لدى اليهود في ارض اسرائيل، خاصة بفضل الزيادة في اوساط الجمهور العلماني.

الوضع الديموغرافي عكس ما يحذر منه ياتوم ورفاقه. لقد انقلب التوجه منذ اكثر من سنة، بحيث ان الغالبية اليهودية ستتزايد، حتى اذا لم نأخذ في الحسبان الهجرة. ميزان الهجرة يعزز فقط الغالبية اليهودية، لأنه بينما يخرج من الضفة كل سنة اكثر من 15.000 عربي، يدخل الى اسرائيل اكثر من 20.000 مهاجر يهودي.

لقد نجحت منظمة التحرير من خلال تفعيل الحرب النفسية، بردع مواطني اسرائيل بواسطة نشر الاكاذيب حول ارقام غير حقيقية للسكان العرب في الضفة. من المؤسف رؤية اناس اخيار قادوا الاجهزة الحيوية في الماضي، يستخدمون معطيات منظمة التحرير، ويتحولون الى بوق يخدم الحرب النفسية ذاتها ضدنا، ويولون مصداقية غير صحيحة للمعطيات الكاذبة. يبدو ان هذا يتم فقط لأسباب سياسية.

ماضون نحو المجهول

يكتب يوعاز هندل، في "يديعوت احرونوت" انه على هامش التحقيقات مع نتنياهو وموزس، اندفع، امس، مؤتمر سلام آخر. على هامش الأمر، وبما ان مؤتمرات السلام احضرت معها في الماضي تغطية اعلامية واسعة، الى جانب التهديد بتسونامي سياسي، رغم انها تنتهي دائما في حالة الوعي ذاتها التي يتحدثون فيها عما لم يحدث ويجمدون الوضع. المبدعون في صناعة الاخبار يفهمون ما الذي يهم القارئ وما لا يهمه. ما هو المهم لحياة الاسرائيليين وما يعتبرونه هامشيا. التحقيقات مع رئيس الحكومة وناشر "يديعوت احرونوت" وردود فعل الجهاز السياسي تثير الاهتمام. اما مؤتمرات السلام فلا.

في المقابل، جدد حوالي 250 مسؤولا سابقا في الاجهزة الأمنية، امس، مبادرة قديمة تسعى الى الحسم السياسي. هذه حقيقة يجب على اشخاص مثلي مواجهتها. غالبية المسؤولين الامنيين يعتبرون يهودا والسامرة عبء. تقييمهم للمخاطر يختلف عن تقييمي. استنتاجاتهم تختلف. امامهم وقف جنرال واحد، بوغي يعلون، مع تغريدة نشرها على تويتر. يعلون الذي وجد نفسه خارج الليكود ومنذ ذلك الوقت يجري نعته باللقب المهين "يساري"، هو الجنرال الوحيد الذي بقي لليمين السياسي – وهو ايضا في الخارج حاليا.

لدى الجنرالات سلبيات كثيرة، لكنهم على الاقل يعرفون كيف يتحدثون عن التطبيق، ورسم خرائط والمجادلة على الخطوط. انهم رجال عمل، والتبشيرية بعيدة عنهم. غالبيتهم يفتقدون الى المهارة السياسية، لا يملكون القدرة على دس اسافين للجمهور. هذا هو السبب الذي يجعل الكثيرين منهم يضيعون في السياسة. هذا هو السبب الذي يجعل حملاتهم تختفي كما جاءت.

اسرائيل لم تعد تحب جنرالاتها. الجيش الاسرائيلي في السنة الاخيرة يحافظ بصعوبة على علاقاته مع المجتمع الاسرائيلي. هذا يؤلمني بشكل شخصي، لكن هذه حقيقة لا يمكن تجاهلها. جزء من هذه العملية هو فقدان قوة المستقيلين. حملة يقودها 250 مسؤولا امنيا كبيرا لا تهم احد. انها لا تلزم الدفاع او تقديم اجوبة. باستثناء يعلون، رفيقهم، الذي يفكر بشكل مختلف.

الحكاية هي ليست المبادرة الفرنسية، عمان، واشنطن او اوسلو. لدى كل مضيف هناك فشل معروف مسبقا. هكذا خطابات كيري، اوباما وبقية المقترحات. من السهل الاستئناف على اسس نظرية اليسار القديمة. لا وجود لدولتين وانما لثلاثة (غزة ورام الله منقطعتان تماما)؛ لا يمكن الانسحاب من غور الأردن (كابوس المملكة الهاشمية)، لا يمكن إخلاء غالبية المستوطنات؛ فرص بقاء الدولة الفلسطينية ضعيفة، ومن هنا يأتي الخطر الذي لا يمكن لإسرائيل تحمله. من السهل الاستئناف، لكنه يصعب اكثر قول ما هو البديل. نتنياهو وعد خلال جلسة الحكومة بأن الغد قريب وسيكون مختلفا. اذا استخدمنا كلماته، هذه هي تماما الوصفة للقول لا شيء لأنه لا يوجد شيء.

في نهاية الأسبوع سيؤدي ترامب اليمين الدستوري. هذه فرصة نادرة لتغيير شروط اللعب. لطرح رؤية لا تلائم مؤتمرات السلام على مختلف اجيالها، للتوصل الى مبادرة اسرائيلية من قبل اليمين. لكننا هنا تماما عالقون. فلكي نقول ما الذي نريده، نحتاج الى خرائط، تصميمات، اهداف. باختصار نحتاج الى رجال يتحدثون عن التطبيق. نحتاج الى جنرالات حقيقيين او من يفكرون بشكل مشابه. لكنه لا وجود لجنرالات في محيط نتنياهو. ديختر بعيد في المؤخرة، وريغف – حسنا، انها جنرال من نوع يختلف تماما.

قانون التنظيم الذي دعمته، تحول الى اسفين بولشوفيكي برعاية الحكومة التي وعدت بتمريره. الضم يتحول الى حملات انتخابية ويبدو انه يبتعد عن التطبيق. وعد وزير الامن منذ قرار مجلس الامن الدولي بقطع الاتصالات مع الفلسطينيين تبخر امس، عندما اتضح ان منسق عمليات الحكومة في المناطق وقع على اتفاق مياه مع السلطة الفلسطينية. والأسوأ من ذلك ان حكومة اليمين لم تناقش حتى اليوم، ولو لمرة واحدة، بديلا لخطاب بار ايلان.

اكبر فشل اسرائيلي حتى الان هو النقاش حول نقل السفارة الامريكية الى القدس. هذا الخطأ قائم منذ اجيال، لكن فرصة كهذه تأتي مرة واحدة. اذا انتهى الأمر بقيام السفير الامريكي باستئجار منزل في رحافيا والعمل ليومين في بناية القنصلية، فقد فوتنا كل شيء.

الواقع السياسي معقد، نتنياهو ينشغل في التحقيقات معه، الوزراء ينشغلون بالاستطلاعات، الصفقات، التصريحات الصحفية، وعندها بشكل معكوس – دعم في الخارج. في لحظات معينة بين اخبار القناة الثانية وتغاريد ترامب يبدو العالم كمحاكاة ساخرة. انا لا استهتر بالمصاعب السياسية. من الصعب جدا تغيير الروتين، وضع مخططات، مناقشة رؤى واتخاذ قرارات الان بالذات. هذا لا يهم كما تهم قضية نوني – بيبي. مسألة هامشية فقط. انشغال في مسألة الى اين نريد الذهاب.

 

 

اخر الأخبار