مؤتمر باريس - النوايا الطيبة لا تكفى

تابعنا على:   13:33 2017-01-14

د. وجيه ابو ظريفة

ينعقد خلال الايام القادمة مؤتمر باريس للسلام فى الشرق الاوسط ورغم مشاركة وفود من سبعين دولة بما فيها الولايات المتحدة وروسيا والاتحاد الاوروبي والصين والجامعة العربية الا انه يبدو مثل البطة العرجاء فأحد الطرفين الاساسيين في موضوع المؤتمر وهو الطرف الاسرائيلي لن يحضر المؤتمر بل يعتبره مؤامرة دولية ضد اسرائيل اضافة الى ان المؤتمر نزعت عنه الدولة الداعية صفة المؤتمر الدولى واكتفت بتسميته مؤتمر باريس وبالتالي اصبح عبارة عن لقاء تشاوري او لقاء لتسجيل المواقف دون ان يكون لدى المجتمعين قدرة وربما حتى لا يوجد رغبة فى إيجاد آليات لتحويل الأفكار او المبادىء التى قد تصدر عنه الى خطوات تنفيذ ملزمة للاطراف وخاصة للطرف الاسرائيلي المعتدى دوما

جيد ان ينتبه العالم ان الموضوع الفلسطيني يحتاج الى تدخل دولى وهذا إقرار ان الراعى الامريكي لعملية السلام على مدار العقود الماضية لم يستطع ان يصل بالصراع الى حل اضافة الى ان الاعتراف بان استمرار الاحتلال للأراضي الفلسطينية والشعب الفلسطيني يهدد الأمن والسلم الدوليين ولكن هل هذا الاعتراف يكفى ان لم تتزامن معه خطوات حاسمة لإلزام اسرائيل بالقانون الدولى ومقررات المؤتمرات الدولية وقرارات الامم المتحدة ؟

اذا ارادت الدول المشاركة فى المؤتمر ان تنقذ حل الدولتين وان تحافظ على استمرار عملية التسوية ورغبت فى ان تحقق نتائج فعلية عليها اولا ان تعترف بالدولة الفلسطينية على حدود الرابع من حزيران ١٩٦٧ بما فيها القدس الشرقية عاصمة لها وان يتم تحويل الاعتراف الى قرار من مجلس الأمن الدولى تكتسب به دولة فلسطين العضوية الكاملة في الامم المتحدة والاعتراف بها كدولة تحت الاحتلال وتحديد موعد نهائي لإنهاء الاحتلال وان يكون هذا القرار تحت الفصل السابع للامم المتحدة تمهيدا لفرض عقوبات على دولة الاحتلال وعزلها ان استمرت في الاحتلال والعدوان على الشعب الفلسطيني

ان المراهنة على مؤتمر باريس فقط الذي يأتى لاستباق متغيرات فى السياسة الدولية أهمها صعود اليمين الشعبوي في الولايات المتحدة ومن سيتبعها من دول كثيره خاصة فى اوروبا وفى ظل انتشار اكبر للارهاب الدولى وازدياد ازمة اللاجئين وصعوبة تحقيق استقرار فى الشرق الاوسط تتيجة الصراعات المنتشرة فى دول الإقليم وعدم وجود افق لحلها لن يؤدي الى نتائج ان لم تجبر كل الأطراف على التدخل بفعل الكفاح الفلسطيني على الارض والذي يتطلب اولا وحدة وطنية واستراتيجية فلسطينية موحدة مدعومة عربيا ودوليا للعمل على إنهاء الاحتلال وترسيخ مؤسسات الدولة الفلسطينية ودعم صمود الشعب الفلسطيني على ارضه اما المراهنة على النوايا الطيبة للدول او للأشخاص لم ولن تكون مخرجا للصراع الذى قد يأخذ في التصاعد وربما الانفجار خاصة فى ظل تلاشي إمكانية الحل السلمى ومواصلة السياسات الاحتلالية فى القدس واستمرار الاستيطان وربما تحتاج كرة اللهب الى شراره قد يوفرها نقل السفارة الامريكية الى القدس

من المهم ان يكون حضور فلسطيني قوى باعتبار المؤتمر منبرا لتوصيل رسالة شعبنا للعالم وفضح ممارسات اسرائيل العنصرية ولكن يجب ان لا نحمل الامر اكثر من طاقته ونكون اكثر صراحة مع شعبنا في نقاش قضايانا التى تحتاج منا الى الصدق والى مراجعات شاملة لمجمل العمل الفلسطيني السياسي والكفاحي والمؤسسي

 

 

 

اخر الأخبار