عاد من الموت ليصبح أباً

تابعنا على:   21:40 2017-01-06

ميساء ابو ذكري

هناك في ثنايا المخميات رغم زحمة الألم إلا أننا نجد قصص سطرت بالتاريخ الصمود والنجاح تجعلنا نًلغي كل الوجع الذي بداخلنا ,خلال البحث عن قصة توضح للعالم بأننا لدينا من النجاح الكثير, أوقفتنا قصته بعدما كان لا تتحرك به الا عيونه أصبح أب , الوجع الذي بين كلمات القصة كان يظهر بين الفينه والأخرى إلا أن الصمود كان هو الرابح بالقصة .

يسكن أحمد نعيم أبو سلامة البالغ من العمر (23) ربيعا في مخيم جباليا شمال قطاع غزة ,أصيب بشظايا صاروخ في حرب 2008 التي جعلته يرقد في مستشفى الشفاء ثلاثة عشر يوما دون أن يتعرف عليه أهله , نظرا لأن ملامحه لم تكن واضحة , وأعتقد أهله بأنه غادر الحياة " استشهد " وذهبوا لدفن شخص أخر أيضا كان ليس معروفا ,بعد معاناة طويلة استطاع أهله التعرف عليه من خلال صديق للعائلة توقف عن الحديث قليلا ووصف لنا اللقاء الصامت بعد البحث الدقيق هو ينتفض ويحاول التحرك ليحتضن أبيه ولا يستطيع وأهله عند باب غرفة العناية يمنعهم الدكتور من الدخول بعد وقت من الساعات استطاع الأب يحتضن أبنه , ومن هنا بدأت رحلة العلاج والألم .

يتحدث أحمد ويبتسم كي يُخفي الكثير من ألم الذكريات , ينظر لوجهي ويتجه نظر عينه علي الأرض قائلاَ" في مستشفي الشفاء تقريبا فترة العلاج كانت شهر , بعد ذلك كان العلاج الطبيعي في مستشفى الوفا وأيضا لي قصة طويلة في هذا المستشفى واستمر لمدة ستة شهور " .

صمت خيم على المكان دقائق وعاد يكمل حديثه عن الحادثة التي تركت بصمة قوية في حياته , خلال الفترة التي مكث فيها " أبو سلامة" في مستشفي الوفا شن الاحتلال الاسرائيلي عدوانه علي قطاع غزة وكان النصيب الأكبر في القذائف المناطق التي تقع بها المستشفيات , اشتد القصف وهرب الأطباء من المشفى وتركو المرضي مبررين فعلتهم بجملة " الروح أغلا من كل شئ " , ولكن كان بين المرضي شخص أنسانيته أقوي من روحه وعجزه , عندما شاهد القصف سوف يُذهب بروح "أبو سلامة ", اقترب منه وربط غطاء السرير بكرسيه الذي يجلس عليه والجهة الثانية بسرير أبو سلامة وأخذ يسحب به لجهة أمنه بالمستشفى رغم أنه مقعد ولا يتحرك به غير يديه ورأسه إلا أنه استطاع أن ينقذ نفسه وروح أحمد .

بعد انتهاء العدوان الثاني علي قطاع غزة استطاع أن يخرج من السجن الكبير " قطاع غزة " ليكمل علاجه في الولايات المتحدة الأمريكية والذي قضي وقت لا يتجاوز عام كامل ليجري الكثير من العمليات التي نجحت في إعادته للمشى مرة أخرى والتحرك بشكل لا يبتعد كثير عن حاله قبل إصابته , عند الحديث عن هذه المرحلة أشرق وجه وابتسم وتحدث بطلاقه وقال " رغم الألم الذي كنت أعانيه من العمليات إلا أني وجدت الاهتمام الكافي ليعيد لنفسي أني إنسان طبيعي وليس كما أشاهد في نظرة العالم أني عاجز "

عاد لقطاع غزة وهو يسير ويتحرك بطريقة جيدة وبعد شهر أصر أهله علي تزوجيه , وحدثت مراسم الزواج والجميع شارك بفرح بمراسم زوجه , بعد ستة أشهر حملت زوجته بعبدالله الذي هو الان أصبح عمره 8 شهور ليدخل الفرح علي قلب أبيه ويكون سنده في الأيام القادمة , حين سألته عن ابنه سكت قليلا وعيونك تُبرق فرحاً " عبدالله نعمة من عندالله وهو هيكون سندي بكل الحالات سواء بالفرح او بالحزن , هو سبب وجودي وسعادتي بالحياة "

لازال أحمد يعاني من بعض الأثارإصابته لأنه لم يكمل علاجه في أمريكا نظرا لإغلاق المعابر وتضيق الحال من قبل الاحتلال الصهيوني .

لم يكن الأخير الذي بصبره وصموده قد علمنا أن ما بعد الضيق ألا الفرج وما بعد الهم إالا السعادة فهناك الكثير من أبناء الشعب الفلسطيني الذين يضرب بصبرهم الأمثال .

اخر الأخبار