الجبهة العربية الفلسطينية : عاشت ذكرى انطلاقة

تابعنا على:   17:41 2017-01-01

أمد/ بيروت : أصدرت الجبهة العربية الفلسطينية بياناً في ذكرى انطلاقة الثورة الفلسطينية الـ 52 وأكدت فيه على المضي قدما على درب الشهداء ومواصلة المسيرة .

وجاء في البيان الذي وصل (أمد) :

يا جماهير شعبنا العظيم:

اثنان وخمسون عاما على انطلاقة الثورة الفلسطينية المعاصرة التي شكلت منعطفاً مفصليا في تاريخ شعبنا لتنقله من حالة التشرد والشتات إلى حالة الاشتباك المباشر مع العدو دفاعاً عن الحقوق الوطنية للشعب الفلسطيني ولتتعاظم الثورة بكل مستوياتها الجماهيرية والتنظيمية والعسكرية ويخوضها شعبنا بشيبه وشبابه ونسائه ورجاله وأطفاله ليصنع ملحمة تاريخية من الصمود والإصرار أذهلت العالم، وقهرت الغاصب لتقف سداً منيعاً في وجه المشروع الاستعماري الصهيو- امبريالي متسلحة بإيمان شعبنا بحقوقه الوطنية وبإصراره على تحقيق النصر مهما غلت التضحيات، فقبل اثنتان وخمسون عاماً أطلقت حركة التحرير الوطني الفلسطيني فتح بقيادة رمز النضال الفلسطيني الشهيد القائد ياسر عرفات رصاصتها الأولى لتشكل حالة النقل النوعي في تاريخ شعبنا الفلسطيني ولتعيد من جديد كشف التآمر الصهيوني الدولي على شعبنا وعلى حقوقه وقضيته العادلة فكل التحية لروحك ابا عمار يا مفجر الثورة وقائدها والى كافة القادة الذين قضوا على درب حرية شعبهم واستقلاله.

إن مسيرة الثورة الفلسطينية تحمل لنا الكثير من الدروس والعبر التي تمكننا من مواصلة نضالنا الوطني، فقد سجلت الثورة تاريخاً مشرفاً لشعبنا بمشاركة الفصائل الفلسطينية التي وظفت اختلافاتها لمصلحة إنضاج البرنامج الوطني الموحد لتساهم كل بإمكاناتها في إنتاج مسار وطني موحدا أدى إلى إحياء القضية الفلسطينية وطرحها على العالم كجزء من المعادلة السياسية، وقد أدركت الثورة منذ انطلاقتها أن القرار الفلسطيني المستقل هو الضمانة لتحقيق النصر ورفضت كل محاولات الوصاية على قرارها  وخاضت في سبيل استقلاله العديد من المعارك التي هدفت إلى تطويعها ومصادرة قرارها، لتخرج منها أكثر قوة وصلابة وإصرار على مواصلة النضال حتى تحقيق الأهداف الوطنية الثابتة لشعبنا.

يا جماهير شعبنا المناضل:

ان ذكرى انطلاقة الثورة تبعث فينا من جديد روح الامل والتفاؤل باقتراب تحقيق النصر وهي مناسبة لنجدد العهد والقسم ونستعيد عزيمة وإصرار المنطلقات الأولى للثورة لنمضي بكل يقين على ذات الدرب الذي امن به الشهداء وقضوا من اجله وقدم في سبيله شعبنا أغلي التضحيات، ولنعمل معا على تحقيق اهداف شعبنا في العودة وتقرير المصير واقامة الدولة المستقلة وعاصمتها القدس الشريف.

ان ذلك يحتاج منا الى استعادة وحدتنا الوطنية وطي صفحة الانقسام بكل نتائجه الكارثية على شعبنا، مؤكدين هنا ان الطريق لإنهاء الانقسام يحتاج الى ارادة حقيقية بالبدء الفوري بتنفيذ الاتفاقات التي تم توقيعها وتشكيل حكومة وحدة وطنية يوفر لها كل سبل النجاح لتتحمل مسئولياتها في معالجة كافة اثار الانقسام، وتجهز لإجراء الانتخابات الرئاسية والتشريعية والمجلس الوطني ما أمكن ذلك، ليقول شعبنا كلمته، كمقدمة لإصلاح الوضع الفلسطيني الداخلي وتوحيده خلف برنامج وطني والبدء بتفعيل مؤسسات منظمة التحرير الفلسطينية مثمنين هنا دعوة اللجنة التنفيذية للمنظمة للجنة التحضيرية للانعقاد ودعوة كل من حركتي حماس والجهاد للمشاركة في اجتماعاتها على اعتبار ان منظمة التحرير هي البيت المعنوي الكبير الذي يتسع لكل القوى والمناضلين من ابناء شعبنا، ليصار الى عقد جلسة للمجلس الوطني الفلسطيني يضم الجميع لتفعيل وتطوير منظمة التحرير ومؤسساتنا الوطنية ووضع استراتيجية وطنية لاستعادة حقوقنا والتصدي للاحتلال وعدوانه المستمر من خلال الاستمرار في إغلاق المعابر والإبقاء على الحواجز التي تقطع أوصال مدننا وقرانا، مروراً  بمواصلة الاستيطان وجدار الضم والتوسع واقتحام المسجد الأقصى وتهويد القدس التي يسعى جاهداً لإخراجها وقضية اللاجئين من المفاوضات، وقتله لشبابنا وفتياتنا على الحواجز وفي الطرقات دون رادع من ضمير او قانون، ويواصل إدارة ظهره للإرادة الدولية التي عبر عنها قبل ايام مجلس الامن الدولي بقراره رقم 2334م الذي يدين الاستيطان ويؤكد على عدم شرعيته، ولعل حالة الجنون والتخبط التي اعترت حكومة الاحتلال بعد هذا القرار يدفع العالم  ليدرك أن إسرائيل ليست راغبة في تحقيق السلام ولا جادة للإيفاء باستحقاقاته، مؤكدين هنا ترحيبنا بالمؤتمر الدولي الذي اعلنت فرنسا اقامته في منتصف يناير باعتباره فرصة ليؤكد العالم مجددا على حقوقنا الوطنية وهي فرصة ايضا لاستثمار هذا التضامن الدولي  الاخذ في النماء والتطور وعلى المستويين الرسمي والشعبي من خلال حركات المقاطعة الدولية للضغط على الاحتلال وقادته من اجل الاقرار بحقوق شعبنا وتمكينه من ممارسه حقوقه الثابتة والمشروعة، ونؤكد هنا ان هذا التطور الهام في الرأي العام الدولي والمواقف الدولية ما كان ليتحقق لولا مسيرة النضال الطويل التي خاضها شعبنا طوال العقود الماضية وتمسكه بحقوقه الوطنية .

يا جماهير شعبنا الأبي:

إننا في الجبهة العربية الفلسطينية وبهذه المناسبة نتوجه بعظيم التحية إلى جماهير شعبنا في الوطن والشتات صانع المجد والحارس الأمين لمسيرة الثورة، مجددين العهد والقسم على مواصلة النضال حتى تحقيق كامل أهداف شعبنا، مؤكدين أن المعركة مع الاحتلال تحتاج إلى كل الطاقات والجهود، والى الإدراك بان الوطن أكبر منا جميعاً فليكن عطاؤنا بمستوى هذا الوطن وتضحيات شعبنا العظيم كما ونتوجه بأصدق التهاني الى الاخوة في حركة التحرير الوطني الفلسطيني "فتح" مؤكدين لهم اننا سنواصل الدرب جنبا الى جنب حتى تحقيق حلم شعبنا.

 وفي الختام كل التحية إلى أرواح شهدائنا الذين رسموا لنا بدمائهم معالم الطريق نحو الحرية والنصر، والتحية لأسرانا البواسل رمز صمودنا وعنوان نضالنا، والى جرحانا البواسل الذين يحملون على أجسادهم أوسمة العز والفخار كل التمنيات بالشفاء العاجل.

عاشت ثورتنا المجيدة.. وعاش صمود شعبنا الباسل

المجد للشهداء في عليين.. والشفاء العاجل لجرحانا الميامين.. والحرية لأسرى الحرية

ومعاً وسوياً من اجل الحرية والاستقلال والديمقراطية

الجبهة العربية الفلسطينية

اخر الأخبار