كل عام وفتح والثورة بخير

تابعنا على:   10:43 2017-01-01

عمر حلمي الغول

اليوم تحل الذكرى الثانية والخمسون لإنطلاقة حركة التحرير الوطني الفلسطيني "فتح" والثورة الفلسطينية المعاصرة. وهو يوم مجيد وعظيم في سفر التاريخ الوطني المعاصر، لإنه دشن مرحلة جديدة من النضال للدفاع عن الحقوق السياسية للشعب العربي الفلسطيني، وإعادة الإعتبار للقضية الفلسطينية، التي شاء المستعمرون واتباعهم من قادة المنطقة تشييعها ودفنها إلى الأبد في تراب النسيان والقتل .

52 عاما من الكفاح التحرري الوطني، الذي لم ينتهِ، وسيستمر حتى تحقيق الأهداف الوطنية كاملة غير منقوصة. لاسيما وان عملية التحرر الوطني ليست محصورة بشكل النضال المسلح. حيث يعتبرالبعض أن التحرر مقرون بالكفاح المسلح. وهذا فهم قاصر وجزئي. لإن عملية التحرر الوطني  لا تقتصر على شكل الكفاح، بل هي عملية أعمق وأشمل من هذا التبسيط الساذج. انها برنامج سياسي تقودة أداة وطنية او إئتلاف كما منظمة التحرير، الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني، تحدد بين مرحلة واخرى أشكال النضال المختلفة لتحقيق اهدافها، وتحدد الشكل الرئيسي لها. وبالتالي عملية التحرر الوطني تشمل كل جوانب النضال المسلح والسلمي، السياسي والديبلوماسي، الإقتصادي والإجتماعي، الثقافي والتربوي والإعلامي والاكاديمي، الصحي والسياحي، الرياضي والبنائي ... إلخ من اشكال النضال. لإنها جميعها مرتبطة ببعضها البعض، ولا يمكن الفصل بينها وبين عملية الإستقلال السياسي والحرية وتقرير المصير والعودة.

في الذكرى ال52 ومع دخول العام الجديد، حققت الثورة وحركة فتح إنجازات وطنية هامة خلال العام الماضي، كان آخرها صدور قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2334، القرار، الذي رفض الإستيطان الإستعماري وإعتبره أُس البلاء وتخريب عملية السلام، وكان سبقه إنجاز فتحاوي هام، هو عقد المؤتمر السابع للحركة في 29 نوفمبر 2016، الذي إشتق برنامج سياسي وإنتخب هيئات قيادية جديدة، وجدد الحالة التنظيمية؛ كما وكانت القيادة حققت العديد من الإنجازات في اليونيسكو لجهة إعتبار القدس الشرقية والأماكن الدينية وخاصة المسجد الأقصى وحائط البراق، هي أماكن إسلامية وعربية فلسطينية، ولا صلة لإتباع الديانة اليهودية بها. وتبنت القيادة مجموعة من التوجهات السياسية ملاحقة دولة الإنتداب البريطاني على إصدارها وعد بلفور قبل ان تطىء اقدامها ارض فلسطين، وقبل ان تمنحها عصبة الأمم الإنتداب عليها في العام 1922. وهو ما يدلل على النية الإستعمارية المبيتة لدى دول الغرب الإستعماري عموما بريطانيا خصوصا على تنفيذ جريمة العصر الحديث بمنح من لا يستحق دولة على ارض اهل البلاد الأصليين، ابناء الشعب العربي الفلسطيني.

غير ان الإنجازات، التي تحققت، ليست سوى جزء بسيط على طريق إستكمال اهداف النضال الوطني المتمثلة بحق تقرير المصير وبناء الدولة المستقلة وعاصمتها القدس على حدود الرابع من حزيران عام 1967، وضمان حق العودة للاجئين الفلسطينيين على اساس القرار الدولي 194، وبالتالي على قيادة منظمة التحرير والثورة وحركة فتح والسلطة مواصلة درب التحرر الوطني على عدة خطوط متوازية، الأول عقد المجلس الوطني في دورة جديدة قبل الربيع القادم لإشتقاق برنامج سياسي، وتجديد الشرعية في قيادة المنظمة؛ ثانيا تشكيل حكومة وحدة وطنية تطوي صفحة الإنقلاب الحمساوي في محافظات الجنوب كليا، وتمهد لإجراء إنتخابات رئاسية وتشريعية والمجلس الوطني؛ ثالثا ملاحقة مجلس الأمن لتطبيق ما جاء في القرار 2334 وما سبقه من قرارات أممية، ومطاردة إسرائيل، الدولة الإستعمارية والمحتلة للإرض الفلسطينية في محكمة الجنايات الدولية ومحكمة العدل الدولية ولجنة حقوق الإنسان والعمل على تطبيق إتفاقيات جنيف الأربع على الأرض الفلسطينية؛  رابعا تعزيز وتطوير مؤسسات الدولة الفلسطينية على كل الصعد والمستويات الخدماتية  للنهوض بمؤسسات التربية والصحة والإقتصاد بكل جوانبه، وتطوير الثقافة والفن وتوسيع نطاق الحريات الديمقراطية، وملاحقة قوى التطرف والتخريب، وتعزيز عناصر السيادة على الارض الفلسطينية في حدود الرابع من حزيران عام 1967، وملاحقة الفساد والفوضى والفلتان وكل مظهر من مظاهر الإساءة للشعب ووحدته وهويته؛ خامسا تطوير اشكال المقاومة الشعبية وديمومتها وتوسيع نطاقها، وتأمين كل مستلزماتها وإحتياجاتها المالية واللوجستية .. وغيرها من العوامل الضرورية لخلق ركائز الإنتصار على دولة التطهير العرقي الإسرائيلية.

مبروك كبيرة لحركة التحرير الوطني الفلسطيني "فتح" وللثورة الفلسطينية المعاصرة ذكراها ال52. هذه الحركة الرائدة، التي قادت ومازالت تقود الكفاح التحرري الوطني منذ العام 1965، والتي حمت وتحمي النسيج الوطني والاجتماعي والثقافي من التشظي، وتقود دفة الكفاح حتى تحقيق كامل الأهداف الوطنية. ولولاها لأمكن لقوى الإنقلاب الحمساوي الإخواني من تمزيق وحدة شعبنا أكثر مما تمكنت من تمزيقه حتى الأن. وكل عام وفتح والثورة الفلسطينية والقيادة والشعب بخير.

[email protected]

اخر الأخبار