عودة الشيوعية لمصر

تابعنا على:   10:06 2014-02-17

أشرف ابوالهول

كان أطرف ماسمعته عقب زيارة وزير الدفاع المشير عبد الفتاح السيسى ووزير الخارجية نبيل فهمى لروسيا الأسبوع الماضى هو أن النظام الحالى فى مصر يعمل من خلال استعادة العلاقات مع موسكو على نشر الشيوعية بين المصريين، حتى يستطيع ان يواجه الإسلاميين، وقد كان من الممكن أن اتغاضى عن الأمر لولا أننى سمعت هذا الكلام من أكثر من شخص خاصة من البسطاء والمتدينين الذى ولدوا وترعرعوا على كراهية الشيوعية بوصفها من وجهة نظرهم معادية للأديان ولا تؤمن بوجود الله .

وسبب الطرافة فى الأمر أنه يبدو أن هؤلاء معزولون تماما عن الدنيا ولا يدركون ان الروس طلقوا الشيوعية طلقة بائنة فلم يعد لها وجود فى بلادهم، وكأنها لم تدخلها من قبل وأصبحوا مجتمعا رأسماليا بكل ما تعنيه الكلمة، ودفعوا ثمنا باهظا لذلك ربما يفوق الثمن الذى دفعوه فى الحرب العالمية الثانية، حيث عاشوا ما يزيد على عشر سنوات عجاف تشردوا وجاعوا وتعرضوا للإهانة فيها، حتى تمكنوا من إعادة بناء اقتصادهم فاصبح طبقا لبياناتهم خامس أكبر اقتصاد فى العالم وطبقا للبيانات الدولية ثامن أكبر أقتصاد واقتربت قيمة تجارتهم الخارجية فى عام 2013 من 800 مليار دولار، ورصيدهم من النقد الأجنبى فاق الـ 500 مليار دولار واستعادت الكثير من صناعاتهم ريادتها وتفوقها، خاصة الصناعات العسكرية وهو ما يعنى انه لا مجال لعودة الشيوعية التى أفقرتهم واستنزفت مواردهم طويلا.

ولأن روسيا لم تعد شيوعية فعلينا ألا نفرط فى الحلم ونتخيل أنها ستعطينا كل ما نريده مجانا لمجرد الكيد فى الولايات المتحدة والغرب أو رغبة منها فى ايجاد موطيء قدم فى صراع النفوذ الدولى على أرض مصر، وهذا شيء فى صالحنا لأنه سيجعلنا قادرين على التعامل مع الروس بندية، حيث سيحصلون على ثمن مادى مقابل السلاح او غيره من الأشياء التى يمكن أن نحصل منهم عليها، مع العلم بأن ماسنحصل عليه من موسكو أرخص واجود، حيث لن ينزعوا من السلاح أو المعدات الصناعية الأجزاء ذات التكنولوجيا العالية كما يفعل الأمريكيون معنا ومع كل العرب، بغرض الحفاظ على التفوق النوعى لإسرائيل على العرب مجتمعين رغم اننا نحصل من واشنطن على السلاح نفسه الذى تحصل عليه تل أبيب .

عن الاهرام

اخر الأخبار