“أسباب عريقات التسعة”..وهمية!

تابعنا على:   17:13 2013-10-03

كتب حسن عصفور / بعد أن إنطلقت المفاوضات بما يزيد على الشهر خرج علينا مسؤول “الفريق التفاوضي” من جانب فتح والرئاسة، ليوضح الأسباب التي أدت الى اتخاذهم قرارا بالعودة اليها، وحدد د.صائب 9 أسباب اعتبرها “حاسمة” في القرار، حتى لو جاءت مخالفا للرغبة الوطنية العامة، ودون أي قرار رسمي من القيادة الفلسطينية بهيكلها الموسع، او من اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير التي تشكل القيادة اليومية للممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني، وكي لا نقع فريسة للأهواء الشخصية في تناول الأسباب “العريقاتية” نعيد تحديدها قبل المرور عليها ومناقشتها وفقا لأقواله هو وما يقوم بتسريبه لوسائل الاعلام عن مجرى “الملهاة التفاوضية”..

جاءت اسباب د.عريقات كما يلي:

* الأول: حصول القيادة الفلسطينية على مرجعية خطية تؤكد على أن مرجعية عملية السلام تتمثل بتحقيق الدولتين على حدود 1967، مع تبادل أراض متفق عليه.

* الثاني: الاتفاق بأن جدول الأعمال للمفاوضات يشمل كافة قضايا الوضع النهائي دون استثناء (القدس، الحدود، المستوطنات، اللاجئين، المياه، الأمن، الأسرى).

*الثالث: نبذ الحلول المرحلية والانتقالية.

* الرابع هو تحديد سقف زمني للمفاوضات 6 - 9 أشهر.

* الخامس: الاتفاق على الإفراج عن الأسرى الذين اعتقلوا قبل نهاية عام 1994 على أربع دفعات، *السادس: تأكيد الإدارة الأميركية أنها تعتبر الاستيطان غير شرعي وأنها سوف تعمل على الحد من النشاطات الاستيطانية إلى الحد الأقصى.

* السابع: صدور توجهات الاتحاد الأوروبي بشأن الاستيطان الإسرائيلي في كل الأراضي المحتلة.

*الثامن: دعم الدول العربية بالإجماع لاستئناف المفاوضات، ودعم روسيا والصين واليابان ودول آسيا وأفريقيا وأميركا اللاتينية والأمم المتحدة لاستئناف المفاوضات.

*التاسع: وعود قدمتها عدة دول لم تعترف بدولة فلسطين أنه في حالة رفض إسرائيل خلال فترة ستة إلى تسعة أشهر تحقيق مبدأ الدولتين على حدود 1967، فإنها سوف تبادر إلى الاعتراف بدولة فلسطين بعاصمتها القدس الشرقية وسوف تؤيد الانضمام الفلسطيني للمؤسسات والمواثيق والمعاهدات الدولية.

ولو عدنا لقراءة مسار الجولات التفاوضية خلال المدة الماضية والتي يقال أنها 6 جولات، ونرى مدى تطابق سيرها مع تلك “الأسباب الجوهرية” التي أدت للعودة التفاوضية، وتقريبا ستكون المقارنة مستنبطة من تصريحات عريقات وقيادة فتح والرئيس عباس، دون أي ذكر لمن يعارض هذه “الملهاة”.. د.عريقات يقول في أخر نسخة من نسخ تصريحاته، بأن اسرائيل تواصل القيام بالنشاط الاستيطاني، “إذ لا يمكن الاستمرار في المفاوضات في ظل الاستيطان”، هذا اقتباس نصي من مذكرة وزعها باسم دائرة المفاوضات..

ولم تقتصر المسألة على النشاط الاستيطاني المتصاعد والمتوسع في الضفة والقدس، فلو ذهبنا الى بند جدول الأعمال، فحتى تاريخه، ووفقا لأقوال قيادات فتحاوية فهي لم تتفق بعد على طبيعته، بل أن اسرائيل لا تناقش سوى بندا واحدا هو الأمن، اي ان المفاوضات بعد أكثر من شهر لم تلتزم بسبب جدول الأعمال، فيما أشارت تلك القيادات أيضا الى أن الوفد الاسرائيلي أعاد الحديث عن الحلول الانتقالية والمرحلية، اي انهم  لا يعرضون سوى “دولة مؤقتة” ولا يبحث حلا نهائيا، وهو ما يصطدم صراحة مع سبب عريقات الثالث الذي يحدد “نبذ الحلول المرحلية والمؤقتة”، أما ضمانات الراعي الأميركي التي يقال انها مكتوبة ( طبعا لم يرها أحد، ما يشير اصلا الى عدم وجودها مكتوبة كما يشيعون)، فعمليا لا تلتزم بما يشير اليه عريقات، حيث أن جون كيري وفي مؤتمر صحفى طالب الاتحاد الأوروبي بعدم تنفيذ توجيهاته بخصوص المستوطنات، أي أن كيري يوافق على الفعل الاسرائيلي، كما قال النشاط الاستيطاني “شرعي” في غالبية الكتل، أي ان “الأميركي لم يلتزم بسببين من اسباب عريقات التسع..الى جانب أن مبعوثهم يجلس ليشرب القهوة الأميركية خارج قاعة المفاوضات، منتظرا الفربق الفلسطيني لاستلام “شكوى جديدة”!

أما عن اطلاق سراح المعتلقين، فما تم تحريرهم ليس سوى عدد محدود، ولم تلتزم أيضا دولة الاحتلال بالمواصفات التي أعلنها “الفريق التفاوضي” وتم خداعهم، الى جانب ما اعلنته حكومة نتنياهو أن بقية صفقة الافراج متربطة بالتقدم في مسار المفاوضات، وبالتالي تحولت الى “صفقة شرطية” وليس الزامية”، أما الأختباء وراء اسباب الدعم العربي الجماعي والصين وروسيا ودول تقول أنها ستعترف بدولة فلسطين بعد الأشهر التسعة، فهي اسباب وجيهة لو أنها اصلا استندت الى دعم شعبي وسياسي ووطني فلسطيني..الى جانب أن الذهاب الى المنظمات الدولية وتفعيل قرار دولة فلسطين لا يحتاج لكل ذلك اصلا..

وبعد هل لا زالت الأسباب العريقاتية التسعة قائمة حتى تاريخه، بالتأكيد لا نحتاج للسؤال فكل الأسباب عدا ما يقال أنه زمن المفاوضات المحدد ما بين 6 – 9 أشهر، ليست متوفرة ولا قائمة، وكل من يعرف حكومة نتنياهو تركيبا وسياسية يدرك أنها لن تلتزم باي من تلك “الأسباب التسعة”، وسيكتشف من خسروا التأييد الوطني بأن رهانهم كان على “حمل كاذب” بعد مضي الشهور التسعة له، وسقوط الأسباب التسعة باسرع مما اعتقد الفريق التفاوضي..

والسؤال هل يستطيع المفاوضين حقا أن يتراجعوا عما وعدوا أمريكا به من استمرارهم بالمفاوضات، المؤشرات تقول لا واضحة وكبيرة مهما حدث، فستمضي المفاوضات وفقا لغير الأسباب، ولذا بات لزاما على عريقات أن يتقدم بمذكرة جديدة تشرح لـ”الشعب الغلبان” لمذا يستمر في المفاوضات بعد سقوط كل الأسباب السابقة..أم أن نظرية “عنزة ولو طارت” هي المبدأ السائد تحت “مظلة مجهولة”!

ولنا رجاء أخير، إما أن تصمتوا وتفاوضوا بلا اي حكي أو كلام فارغ أو أن تقلعوا منها وعنها، وعندها سنرفع لكم القبعة مصحوبة بصرخة “برافو برافو برافو” التي منحت راغب علامة “جواز سفر ديبلوماسي فلسطيني”!

ملاحظة: يبدو أن الاخواني العريان بات مصابا بمرض خاص.. الرجل يعتقد ان “فريق أوسلو” كان سببا لاسقاط حكمهم..طيب شو رايك بما قاله قيادي اخواني عن كوارثكم..يا عريان ..البرد يصنع “الهذيان”!

تنويه خاص: القيادي الحمساوي البردويل يقول أن دحلان عدو لحماس وعباس..طيب ممكن مسيو صلاح تعرفلنا شو معنى العدو..وهل يكفي ذلك لوحدتكم في مواجهة “العدو”..يارجل هل تفهم ما تقول!

اخر الأخبار