
اللاجئون الفلسطينيون يبحثون عن قبر في الوطن لا قبر في الماء
أمد/ النصيرات : إن مأساة اللاجئين الفلسطينيين في الأراضي السورية تتفاقم يوما بعد يوم نتيجة الصراع الدائر في سوريا وانعدام الأمن في المخيمات واستهدافها بالقذائف المدفعية والصاروخية مما دفعهم للنزوح والهروب بأرواحهم تاركين كل شيء يملكونه، وتشير المصادر إلى أن نحو 250 ألف لاجئ فلسطيني هجروا من المخيمات السورية، وهذا يعني أن نصف اللاجئين الفلسطينيين المقيمين في سوريا والبالغ عددهم نصف مليون لاجئ غادروا سوريا، منهم من ذهب إلى لبنان والأردن ومصر وتركيا، ومنهم من حاول الهجرة بشكل غير قانوني إلى الدول الأوروبية عبر البحر الأبيض المتوسط، هرباً من جحيم القصف والدمار والجوع مغامرين بحياتهم وحياة أطفالهم للبحث عن ملاذ آمن والعيش الكريم، وتشير المصادر أن أكثر من 23 ألف لاجئ فلسطيني من سوريا أصبحوا في الدول الأوروبية.
منذ عام 1948 وشعبنا في مخيمات اللجوء ينتظر العودة إلى فلسطين .. وطوال 65 عاما وهم يدفعون ثمن خلافات الآخرين من الأشقاء العرب، ويرحلون إثر كل خلاف إلى مكان أكثر أمنا ... فما زالوا يركبون البحر بحثا عن الأمن والسلامة. إن اللاجئين الفلسطينيين يبحثون عن قبر في الوطن لا قبر في الماء.
إن الفاجعة المؤلمة التي مني بها اللاجئون الفلسطينيون الفارين من الجحيم السوري، في الثالث عشر من أكتوبر، حيث قتل عشرات اللاجئين الفلسطينيين وفقدان العشرات جراء غرق مركب قبالة السواحل الليبية كانت تقل 350 لاجئاً من الفلسطينيين والسوريين. وتأتي هذه الفاجعة بعد مرور يومين عن حادث مشابهة غرق فيه 12 لاجئا فلسطينيا أمام سواحل الإسكندرية، مما يؤكد حجم المأساة والمعاناة التي يعيشها اللاجئون الفلسطينيين.
تنعي اللجنة الشعبية للاجئين في مخيم النصيرات شهدائنا من اللاجئين، وتتمنى الشفاء العاجل للجرحى والمصابين. وتطالب جامعة الدول العربية والمجتمع الدولي وهيئة الأمم المتحدة ووكالة الغوث والمنظمات الدولية ومنظمات حقوق الإنسان تحمل مسؤولياتهم القانونية والأخلاقية في حماية اللاجئين الفلسطينيين في سوريا من المخاطر المحدقة بهم، وعلى توفير الحماية والأمن والعيش الكريم لهم وتأمين كافة مقومات الحياة لانتشالهم من حالة البؤس والإحباط التي تدفعهم إلى مغامرات اضطرارية تكون فيها حياتهم وحياة أطفالهم هي الثمن.
كما تطالب اللجنة الشعبية الأطراف المتصارعة في سوريا بضرورة الالتزام بما ورد في المبادرة الفلسطينية التي قدمها وفد منظمة التحرير في زيارته الأخيرة إلى سوريا من تحييد المخيمات الفلسطينية وإنهاء كافة المظاهر المسلحة بداخلها وتسهيل حرية الدخول والخروج من وإلى المخيم بما يشمل عبور الأفراد والمواد الغذائية والطبية والمركبات والعمل على تسهيل عودة النازحين إلى منازلهم وتوفير الحماية للمخيمات لإنهاء مأساتهم ومعاناتهم.