نواب فتح في غزة : مؤتمر المقاطعة لا يمثل فتح وإقصائي بإمتياز ومخرجاته غير شرعية

تابعنا على:   14:56 2016-11-26

أمد/ غزة : أصدر نواب كتلة حركة فتح في قطاع غزة ، في مؤتمر صحفي لهم اليوم السبت بياناً أكدوا فيه على تمسكهم بحركة فتح ، وعلى حقوقهم التنظيمية ، وعلى الأمانة التي وضعها من انتخبهم من ابناء الشعب الفلسطيني ، وأنهم صوته الحر الذي لا يستطيع كائن من كان أن يملي عليهم بما لايريدون ولا يخدم مصلحة الذين انتخبوهم.

واستهجنوا حرمانهم من عضوية المؤتمر السابع للحركة ، والذي اعتبروه بدونهم مؤتمر إقصائي ويأتي بحماية الحراب الأمنية ، وبتمويل مجهولين ، وأن هذا المؤتمر "المقاطعة" لا يمثل الكل الفتحاوي ، بل جاء به مجموعة من المنتفعين الذين يبحثون عن تدمير الحركة وحماية مصالحهم الشخصية .

وجاء في بيان نواب كتلة الفتح الذي وصل (أمد) :

الأخوة والأخوات الأفاضل .. ممثلو وسائل الإعلام

كان المؤتمر الحركي العام مطلباً ناضل الفتحاويون طويلاً من أجل أن يُعقد في ظروفٍ معقدةٍ للغاية، على المستويين الحركي والوطني، وكانت الأصواتُ تتعالى يومياً، أن يكون هذا المؤتمر بمثابة رافعة للحركة، وأن ينهض بواجبات فتح نحو وطنها ونحو شعبها العظيم، وأن يؤسس لوحدة في الموقف على كل المستويات، وأن يتعهد فيه أعضاؤه بمواصلة نضالهم في طريق الحرية والاستقلال، على درب الخالد فينا الشهيد الرمز ياسر عرفات، الذي وحدّ الكل الفلسطيني تحت مظلة الوحدة الوطنية، وجمع قلوب الفتحاويين وأفئدتهم على صعيدٍ واحدٍ وأرضيةٍ يخالفون بعضهم فيها بالرأي ولا يختلفون على فتحاويتهم وانتمائهم لأم الجماهير.

يأتي انعقاد مؤتمر المقاطعة هذه المرة تحت حراب أجهزة الأمن وآلة القهر الوظيفي، وبموافقةٍ وحمايةٍ إسرائيلية، وتمويلٍ مشبوهٍ من أطرافٍ لا تريد الخير لشعبنا، ضمن مسلسل تنازلات قادنا إلى كل هذا القهر الذي يعيشه الفتحاويون أينما حطت رحالهم، لتكتمل فصول المؤامرة من خلال عملية اقصاء ممنهجة لمناضلين ورموز في حركة فتح، بعضهم فاقت سنوات انتمائه أعمار نصف أعضاء مؤتمر المقاطعة، وبعضهم الآخر أمضى في سنوات الاحتلال ما يوازي سنوات انتماء بعض أعضاء مؤتمر التوابع، وبعضهم قدّم بعض أطرافه في مواجهات مع الاحتلال على مدى سنوات الكفاح المرير، ثم جاء من يُقصيه لاعتبارات تتعلق بمزاج وأهواء البعض ممن تغريهم الطموحات حتى لو كانت على حساب المقدسات والوطن.

إننا وباعتبارنا أعضاء منتخبين في المجلس التشريعي الفلسطيني، الذي لا يستطيع كائن من كان أن يُملي علينا ما ينبغي أن نقوله باعتبارنا ضمير الشعب الفلسطيني وضمير الفتحاويين الذي حملونا إلى قبة البرلمان، نعتقد بأن هذا المؤتمر جرى تفصيله على مقاس مجموعة من المنشقين عن الوطن وعن فتح وعن القضية، مجموعة ارتضت لنفسها ان تكون وكيلاً عن الاحتلال في اجراءاته بحق المناضلين، وأن تجعله أرخص احتلال في التاريخ الإنساني، وبالتالي فإن هذا المؤتمر غير شرعي، ومخرجاته غير شرعية، ولا يمكن أن يكتسب شرعية الأمر الواقع، أو أن يتأسس على نتائجه ما يستحق الوقوف عنده ذات يوم.

ونود في هذا الصدد أن نؤكد على ما يلي:

1. المؤتمر لا يمثل الفتحاويين، في كل أماكن تواجدهم، ولا يعكس تمثيل الجغرافيا الفلسطينية بشكل عادل، ولا يستجيب لمتطلبات تدافع الأجيال، ولا يلبي طموح المناضلين الذين قضوا حياتهم في رحاب الحركة.

2. المعايير التي جرى بموجبها اختيار الأسماء كانت على قاعدة "عبد الله يرث وعبد الله لا يرث"، وفق مزاجية كانت رهينة اختيارات أجهزة أمن المقاطعة، وليس لها علاقة بالمعايير الراسخة التي تجعل كل من تنطبق عليه الشروط عضواً.

3. المؤتمر اقصائي بامتياز، وقامت فكرة اختيار الأعضاء على قاعدة "معنا أم علينا"، ووفق محددٍ واحدٍ هو "هل له صلة أو علاقة ما بالقيادي محمد دحلان؟"، وليس أي أمر آخر.

4. المؤتمر ينعقد في ظروفٍ حالكة وأوضاعٍ معقدة للغاية، ولا يحمل في ثناياه جديداً في الحالة الكفاحية، ولا تطوراً في الأداء والأسلوب، بل يكرّس ما هو قائم، وما هو قائم فاشل بإجماع الفتحاويين واجتماعهم، ويعطي الفرد الواحد سلطات واختصاصات كل المؤسسة بكافة أطرها، ولا يعكس منطق المأسسة والمؤسسة في إدارة أوضاع حركة عملاقة كحركة فتح.

5. المؤتمر تطويعي لمجموعة ممن ارتضت لنفسها أن تُذعن لمصالحها على حساب الحركة والوطن، وهو صغير ومقزّم كي يسهل السيطرة عليه، ويجعل دور الشباب والمرأة "ديكوري" ولا يعكس تمثيلهما الحقيقي في الديموغرافيا الفلسطينية.

6. المؤتمر لاختيار مجموعة ممن توقع قبل أن تقرأ في اللجنة المركزية والمجلس الثوري، وهو مؤتمر سيعلن في نهاية أعماله أو في بدايتها أن هناك "رجل لا يخطئ"، يمتلك الحقيقة المطلقة والآخرين يجهلون، ووحده القادر على تحديد بوصلة الفلسطينيين جميعاً، وهو الذي يعلم مصلحتهم حتى لو اختلفوا معه في الرؤية والسلوك.

7. المؤتمر يمهّد لوراثة الأبناء لآبائهم، ضمن فريق يُعرف اليوم باسم "أمراء فتح"، الذين يستعدون بسلطة المال وسلطة النفوذ وسلطة الأب لمرحلة استلام السلطة والحركة بحكم الجينات لا بحكم المهارات.

8. المؤتمر يرهن مصير حركة فتح وقاعدتها العريضة لاعتبارات "المموّل" ولبرنامجه وشروطه، والمموّل هنا هو الذي يشرف على تسليم السلطة رواتبها من أموال المقاصة كل شهر مقابل تنسيقٍ امني مجاني على مدار اليوم والليلة، وبالتالي فإن فريق "إسرائيل" في المقاطعة هو الذي يصوغ الخطط والبرامج ويحدد من يبقى ومن يغادر.

9. المؤتمر يمنح شرعية لمن أمضوا حياتهم في مفاوضات لا معنى لحياتهم بدونها، ولمحاوري مصالحات لا يحتلمون أن يروا غيرهم يتصالح فيما هم لا يجيدون سوى الكذب، الذي يمارسونه كما يتنفسون، وهم يتلذذون مع كل جولة تصالح وهمية بتعميق اليأس في صدور الشباب الفلسطيني.

10. المؤتمر يدفع أبناء حركة فتح إلى البحث عن فكرة "البروتستانتية الحركية" أي الخلاص الفردي، من خلال ممارسة سلوك "الاستزلام" حيث سيتحدد بعده فريق الموالاة لكل طامع وحالم وواهم في "مجد السلطة"، وسيتم فرز الفتحاويين في المرحلة القادمة لا على قاعدة نضالاتهم المريرة وتضحياتهم الجسام، وإنما على قاعدة "جماعة فلان وجماعة علان"، وهذا أقصى ما كان يحلم به يوماً أعداء فتح وخصومها.

 

اخر الأخبار