خطاب هنية " النووي" والمرتقب لن يفجر مصالحة مع الداخل ولا تصالح مع المحيط

تابعنا على:   21:15 2013-10-14

أمد/ غزة – خاص : استبق إعلام حركة حماس ، خطاباً لإسماعيل هنية القيادي بالحركة، بالاعلان عنه، في خطوة مستجدة لتحضير "جماهير" قطاع غزة وايقافهم على سكة الانتظار، وما فعله اعلام حماس هو تحريك بعض الصحفيين للبحث والتفتيش في صدور المقربين من هنية، حول ما سيقوله، وهل من جديد ؟.

رغم البحث والتفتيش فالكل السابر بالخفاء والعلن أكد أن خطاب هنية لن يحمل جديداً، سوى تذكير سكان قطاع غزة، ببعض المواضيع، وعلى رأسها "انتصار" حماس في صفقة " تبادل الاسرى" مع اسرائيل، وترحيل فشل المصالحة مع فتح الى غريمه محمود عباس وفتح، واظهار قطاع غزة "مظلوماً" بالحصار الذي فرضه الفريق أول عبدالفتاح السيسي، والتأكيد على أن حماس حركة " مقاومة" لا تتدخل الشئون الداخلية للدول العربية .

هذه الظواهر الخطابية تعود عليها سكان قطاع غزة، وسنوات طوال وهم يسمعونها، وباتت كالاسطوانة المشروخة والمملة، ولكن بعض الصحفيين "الخبثاء" يقدرون أن يكون في خطاب هنية ما هو جديد، ولكن ليس لكل سكان قطاع غزة، ومختصر الاهمية في الخطاب بأتباع وانصار وموظفي حركة حماس، وقد يعلن عن انفراجة بالوضع المالي للحركة، وعودة الرواتب كاملة للموظفين، بل وتحسين اوضاع موظفي حركته، وذلك بعد تحسن العلاقات مع ايران، وقرب "غزوة" خالد مشعل لطهران، بعد التهدئة بين ايران وامريكا، واستثمار قطر لهذا التقارب لصالح حماس، فمن يتقارب مع "رأس الشيطان" الامريكي يتقارب مع الخصوم الطيبين في ساحة ساحات المصالح ".

ولكن صحفي أخر أكثر "خبثاً" يقدر أن يكون خطاب هنية " تحذيراً شديد اللهجة" للمتمردين المقدرين في يوم 11/11 الذي بات قريباً، ومن أجل هذا الوعد عجل مسئول داخلية حماس فتحي حماد بتخريج دورة ضباط تعدادها الـ 200 ضابط لم تتجاوز فترة تدريبهم ما كان مقررا لهم وتم اختصارها تحضيراً لأي "تمرد"، وكلمة هنية في حفل تخريج الدورة لم تكن ناجعة ولم تكن الكلمة موفقة ولا ذات ايقاع وشأن، فكان لا بد من خطاب "مزلزل" و"كاسح" لكي تصل الرسالة لعناوينها في مفهوم " قد اعذر من انذر".

صحفي قليل الخبرة يقول أن خطاب هنية سيفجر مفاجأة من العيار الثقيل، وقد يعترف بأن حماس هي من حفرت نفق العين الثالثة، وأن هذا النفق أقصر الانفاق التي تم اكتشافها، وربما يكشف عن اشياء تخص رفع الروح المعنوية لدى عناصر حماس الذين احبطوا كثيراً في الشهرين الماضيين، بسبب انصاف الرواتب، رغم الاعياد، والحرمان من كامل حقوقهم في الخدمة ومغادرتهم اعمالهم والذهاب اليها مشياً على الاقدام، فكان لا بد لهؤلاء خطاباً يثبتهم ويزيدهم صلابة وينزع من صدورهم الوهن والاستسلام واتباع سكة "المتمردين".

ولكن الملاحظ حقيقة ورغم الاعلان عن خطاب هنية قبل موعده بعشرة أيام، إلا أن الشارع العام لم ينتبه لهذا الخطاب، ولم يبد سكان قطاع غزة أي اهتمام بما سيقوله هنية لأنهم يعرفون مسبقاً أن هنية لا يمتلك قرارا مستقلاً في حركة حماس، وان شخصيات أقل منه منصباً ومكانة في الحركة قد يكون لها تأثيراً اقوى في الشارع، وتأثيراً في النفوس، فهنية يردد خطابات مستهلكة وقد قيلت مثلها في تعابيرسابقه، لذا عدم الاهتمام بما سيقوله هنية نابعاً من يقين لدى غالبية سكان قطاع غزة، من قلة حيلة الرجل .

وتأكيداً على ذلك قال العديد من مواطني قطاع غزة، أن فكرة هنية بإشراك الفصائل في ادارة قطاع غزة، وهي أكثر افكاره تقدماً بخصوص المصالحة لم تلق صدى، وماتت الفكرة بدون كفن وتابوت، فخطاب هنية المرتقب، و"النووي" اعلامياً لن يفجر مصالحة، ولن يعرض تصالحاً مع مصر الجديدة لفتح معبر رفح البري، ولن يكون خطاباً استثنائياً لعموم الفلسطينيين، وسيكون كسابقاته من خطب، كحطب لم توقد ناراً ولم تنشر دفئاً في شتاء قاسٍ.

اخر الأخبار