
مهما حاولتم سيبقى شعبنا ضنيناً بلبنان ومقاومته
رامز مصطفى
لقد بات من المؤكد أن ثمة من يعمل في الليل والنهار على شيطنة الفلسطينيين وتجمعاتهم أينما حلوا في أماكن شتاتهم القسري، بهدف الإحراج ومن ثم الإخراج.
والمتهم الأول والأخير أعداء القضية والشعب الفلسطيني ، وحلقات الاستهداف لم تتوقف منذ عام 1970 في الأردن والمجازر المرتكبة ليستدل الستار عن أولى حلقات هذا الاستهداف . لتمتد فصوله في لبنان خلال سنوات الحرب الأهلية عام 1975 وتدمير عدد من المخيمات وأبرزهم مخيم تل الزعتر . ومن ثم الاجتياح الصهيوني عام 1982 ومجازر صبرا وشاتيلا ، ليتوالى هذا الاستهداف تباعاً عام 1991 في الكويت ، ومن ثم في العراق عام 2003 بعد الاحتلال الأميركي.
وفي لبنان أعيدت الكرة من خلال مخيم نهر البارد عام 2007 على يد من اختطفه من تنظيم ما يسمى بـ « فتح الإسلام » من خارج النسيج الاجتماعي والوطني لكل من لبنان وفلسطين ، حيث اعتدي على الجيش اللبناني بشكل وحشي . وعلى الرغم من وقوف أهل المخيم على الحياد وغادروا مخيمهم الذي تحول إلى كومة من الردم نتيجة تدميره عن بكرة أبيه ، وصولاً إلى المفاجأة الكاسرة والدامية ومن مشاهد هذا الاستهداف أن تقع المخيمات الفلسطينية وأكبرها مخيم اليرموك في سورية ببراثن وشراك المخطط الجهنمي الذي تحقق في جزء كبير منه خلال السنوات الثلاث الماضية إما محتلاً أو مدمراً . وفي الحالتين هُجر أهله وساكنوه الذي انخرطت أعداد قليلة من أبنائه في صفوف المجموعات المسلحة المسؤولة عن هذا الاستهداف ما لحق بالفلسطينيين . هذه المجموعات المرتبطة بأجندات خارجية على علاقة وظيفية في سياق المشروع الصهيو – أميركي ، والتي أقدمت على تدمير إمكانيات ومقدرات الدولة السورية وأمنها الوطني بشكل ممنهج بهدف إسقاطها ونقلها خارج سياقات التزاماتها الوطنية والقومية ، وفي مقدمها القضية الفلسطينية من خلفية عقيدة ترفض الاستسلام والتسليم للمشروع الصهيو - أميركي.
وبعد ذلك أتت التطورات في الداخل المصري وسقوط نظام الرئيس محمد مرسي ، ومن ثم حكم تنظيم الإخوان المسلمين هناك العام الماضي . لتضيف إلى الاستهداف مشهداً جديداً عبر اتهام حركة حماس أنها تعبث بالأمن القومي المصري ليتحول هذا الاتهام تدريجاً إلى عقاب جماعي طاول جموع الشعب الفلسطيني في قطاع غزة.
واليوم وعلى وقع ما تتعرض له المنطقة من أحداث وتطورات عموما ، وسورية خصوصاً ، يشهد لبنان ارتفاعاً متزايداً لوتيرة الانكشاف السياسي والأمني بعد سلسلة من الحوادث والاشتباكات والتفجيرات المتنقلة في العديد من المناطق اللبنانية ، حيث نالت الضاحية الجنوبية إحدى معاقل المقاومة الإسلامية والوطنية القسط الأكبر من هذه التفجيرات والتي من الواضح أنها مرشحة على احتمالات شتى لا تتوقف عند حدود.
وفي سياق هذه التطورات دأبت بعض وسائل الإعلام اللبنانية وبالاستفادة من وجود قلة من المتورطين الفلسطينيين منهم من ثبت تورطه، ومنهم من لم تثبت إدانته ، وبقيت في سياق المعلومات والتكهنات والتسريبات ليس إلاّ ، وهذا ما نضعه في سياق الإساءة بهدف الشيطنة . وهؤلاء المتورطون أو من يقال عنهم المتوارين عن العدالة والامتثال لها في مجموعهم لا يعبرون عن حقيقة توجهات وخيارات الشعب الفلسطيني ونخبه وأطيافه السياسية وإيمانهم العميق بالعلاقات الأخوية مع المكونات اللبنانية من شعب ومقاومة وقوى وأحزاب ومؤسسات دولة ، في مقدمتها المؤسسة العسكرية ، التي يجب أن نبقى معنيين على التمسك في العلاقة الإيجابية معها من موقع الشقيق والحليف.
وعلى الرغم مما يعانيه الشعب الفلسطيني من ظلم ومعاناة بسبب حرمانه من حقوقه المدنية والاجتماعية . والذي وصل في بعض الأحيان إلى حد الاضطهاد والشواهد كثيرة ، لا مصلحة في ذكرها حتى لا نساهم في نكء الجراح . وما ينطبق على هذا البعض الفلسطيني المتورط ، ينطبق على اللبناني المتورط والمتفلت في الكثير من المناطق اللبنانية في تحدي صارخ لشرعية وهيبة الدولة ومؤسساتها . وهذا يجب ألاّ يشكل تبريراً في انخراط هذا البعض الفلسطيني في أعمال تتنافى ومقتضيات وحساسيات القضية الفلسطينية.
نحن نأمل ونتمنى ألاّ يكون أي فلسطيني من الذين ارتكبوا أفعالاً جرمية ذهب ضحيتها الكثير من الأبرياء بين شهيد وجريح ومنكوب . لأن هذا الفلسطيني يجب أن تبقى وجهته فقط فلسطين لا سواها لأنها قضيته هي الأعدل والأوضح بين كل القضايا ، والتي يجمع ويلتقي حولها الجميع الذين نريدهم إلى جانبنا لا في مواجهتنا ، كما تسعى وتعمل عليه الدوائر المرتبطة بالمشروع الصهيو - أميركي في هذه المرحلة ، إلى إظهار الفلسطينيين على أنهم غير أوفياء ولا يحفظون الجميل لكل الأيادي البيضاء التي امتدت إليهم واحتضنتهم ، ودعمتهم ومدتهم بأسباب القوة والمنعة من أجل أن تحقق مقاومتهم المزيد من الانتصارات على طريق الانتصار والتحرير الناجز لأرضهم فلسطين من نهرها وبحرها ، والمدخل في لبنان لتحقيق هذا الأمر في كيفية توظيف العامل الفلسطيني في ما يسعى الساعون إلى عنونته للأسف بالصراع المذهبي « السني – الشيعي » بحيث يصبح الفلسطينيون وقوداً في هذا الصراع البغيض والمرفوض من قبل جموع الشعب الفلسطيني التي نجحت فصائله ونخبه منذ عام 2005 وحتى الآن في منع الآخرين من أجل استدراج وتوظيف المخيمات إلى هذا الصراع المستفيد الوحيد منه الكيان الصهيوني ومن خلفه الإدارة الأميركية.
وأختم أنه في الوقت الذي يصر فيه الفلسطيني في لبنان على التمسك بالعلاقة الأخوية مع المكونات اللبنانية ، يجب على هذا الفلسطيني أن يكون أكثر إيماناً وتمسكاً ولربما التصاقاً بالمقاومة التي عملت ومنذ انطلاقتها بداية الثمانينيات بجد بذلت فيه الجهود المباركة من أجل تغيير سياق التوجهات الطارئة والآنية لجمهورها وبيئتها الحاضنة في الجنوب اللبناني وغيره من المناطق التي جاءت كرد فعل على بعض الممارسات الخاطئة التي أقدمت عليها الفصائل الفلسطينية قبل عام 1982. وتمكنت هذه المقاومة من نقل هذا الجمهور الساخط إلى جمهور يتبنى ويلتزم ولا يزال القضية الفلسطينية ومقاومة الشعب الفلسطيني ، حتى غدت معاقل المقاومة الإسلامية في الجنوب والضاحية وغيرها حواضن للمقاومة الفلسطينية وعناوين لقضية الشعب الفلسطيني وفي المقدمة منها قضية القدس وحق العودة. التي شهدت مارون الرأس في أيار من عام 2011 ملحمة وطنية بطولية من أجل التأكيد على حقنا في العودة إلى وطننا فلسطين ، والذي تعمد بدماء العشرات من الشهداء والجرحى ، ولا يزال نصب الشهداء في سهل مارون الرأس شاهداً ينغص على جنود الاحتلال « الإسرائيلي » حياتهم من مشاهدة هذا النصب التذكاري الذي شيد أمام الشريط الحدودي الفاصل بين لبنان وفلسطين المحتلة.
أخبار محلية

الصالحي: لا بد من تحرك فلسطيني جماعي لقطع الطريق على تحويل القضية الفلسطينية الى قضية أمنية
-
حزب الشعب ينظم لقاءاَ حوارياَ في غزة لتعزيز صمود شعبنا وجبهته الداخلية
-
القاهرة: الكيلة تجتمع مع سفير فلسطين في مصر
-
فدا يدعو الجميع للتوحد خلف مطلب الوقف الفوري لحرب الإبادة الاسرائيلية
-
القوى الوطنية والاسلامية: نطالب بالوقف الفوري لحرب الابادة واستدامة الهدنة وادخال المواد الطبية والغذائية لغزة والوقود