أين يذهب الفلسطينيون الآن - 2

تابعنا على:   02:15 2014-02-12

منيف عبدالله الحوراني

 لايمكن للفلسطينيين أن يستجدوا معاملتهم بالحسنى من قِبَل الأنظمه والشعوب والمواطنين العرب الذين يعيش الفلسطينيون في كنف بلدانهم.

ليس تقليلاً من شأن الروابط والقواسم المشتركه التي تجمع مابين الفلسطينيين وإخوانهم العرب، رغم ضرورة عدم تحميل تلك الروابط أكثر مما يمكن لها أن تحمل، فالأمر لايتعلق بالمعاني، بل بمدى صوابية التوقعات حول مايمكن أن تنتجه تلك المعاني من مواقف وسياسات على الأرض، على الأقل ضمن الظرف الراهن.

يشترك العرب، وبضمنهم الفلسطينيون، في الدّين واللغه، كما جمع بينهم إرث طويل من التاريخ المشترك. غير ان العرب لاينفردون من بين الأمم في الأشتراك ببعض أو كل تلك العوامل أو غيرها. ومن هنا، وبناءاً على تجارب سابقه كثيره لغير العرب، يطرح نفسه السؤال المسبَّب. هل أن الاشتراك في بعضٍ أو كثيرٍ من الروابط كان على الدوام، وهل هو الآن العامل الفاعل والحاسم والمقرِّر وراء إنتاج علاقه سلسه ومتوازنه ومتكافئه بين الافراد والجماعات؟ الارجح أن الأمر تطلَّب على الدوام، وهو يتطلب الآن، واقعاً من تكافؤ فرص الخيارات ومناخاً من القدره على حريَّة ورفاهية الاختيار.

لايمكن للفلسطينيين أن يطلبوا الكرامة لأنفسهم من ولدى شعوبٍ مهدورة الكرامه، ولايمكن للفلسطينيين ان يطلبوا طيب العيش من ولدى شعوبٍ تصل نسبة من هم تحت خط الفقر عند بعضها إلى ثمانين في المئه، ولا يمكن للفلسطينيين أن يطلبوا إتاحة فرص التعليم لأولادهم من ولدى شعوبٍ تزيد نسبة الأمّية عند بعضها عن خمسين في المئه.

ليس تبرئةً لأنظمة العرب وبعض مواطنيهم من ذنب الإساءة للفلسطينيين، فمبادئ احترام حقوق الإنسان صارت بديهة كُتبت وأُقرَّت فيها الشرائع والمواثيق الدولية التي وقَّعت عليها تلك النظم. وليس دعوةً للفلسطينيين كي يكفّوا عن المطالبة باحترام حقوقهم الإنسانيه. وليس كذلك دفعاً للفلسطينيين نحو التطرُّف أو الاكتئاب أو الانسحاب.

إنما هو تذكِرةٌ للفلسطينيين بأن المكان الذي يجب أن يعيشوا فيه هو فلسطين، وطنهم التاريخي، أي المكان الذي عاشوا فيه وحملهم واحتملهم واحتملوه وأساء إليهم وأساءوا إليه عبر التاريخ، ولم يكن له ذنبٌ في رحيلهم والأهم من ذلك أنه لم يرحل ولمّا يزل يقبع هناك يحرس ارض الفلسطينيين. إنه المكان, حيث لايمكن فيه ان يسيء إلى بعضِ الفلسطينيين، سوى بعضُهُم الآخر. وهذا ليس استطابة أو تمجيداً للإساءه، لكنَّ مصير الفلسطينيين ومستقبلهم في وطنهم سيكون رهن ماتقترف أيديهم، وعندئذٍ فليرحل من لايعجبه المقام منهم، أو لكلِّ حادثٍ حديث، لكنَّ عليهم أن يعودوا أولاً إلى فلسطين وطنهم التاريخي.

اخر الأخبار