الرئيس المصري المنتظر !!!

تابعنا على:   00:00 2014-02-11

رامي فهمى حلس

الناظر الى تفويض الجمهور المصري في اختيار رئيسه يدرك ان مساله الرئيس القادم محسومه لشخص ما , وهذا يدلل أن الرئيس المصري - وصل مبكراً- في نظر الكثير من المراقبين والسياسيين والمثقفين واصحاب صناعة القرار واستطلاعات الراي الرسيمة والغير رسمية ان الرئيس قد تحددت هويته , لكن ! في نظري هذا ليس بالمهم - وأن نجاح الرئيس وحدة ووصوله للسلطة لا ينقذ مصر مما هي فيه الان , ان صح التعبير ان النجاح ليس في التفويض او الوصول الى القصر الجمهوري - انما النجاح يتمحور في طبيعة سياسية الرئيس القادم , وقدرته على التجديف بعكس الريح.

تواجه الرئيس المصري القادم عقبات ومعيقات وملفات , الواحدة منها اكبر من الهرم خوفو , اذ انها تقف امامه شاخصة تنتظر عقلية خارقة لحلها وبسرعة البرق , وتنقسم تلك العقبات والمعيقات , الى قسمين ,لو استطاع الرئيس القادم التغلب عليها سوف ينقل مصر الى شاطئ الامان , ويضعها على طريق المستقبل اما اقسام تلك العقبات فهما :

اولا: العقبات والمعيقات الداخلية " السياسية الداخلية "

1- ان من اصعب المشاكل التي تواجه أي رئيس في العالم هو المجتمع من الداخل ,وملفاته التى تحاول ان تلتف حول عنقه لتقتله ,وتنهى نظامه , ومن اخطر هذا المشاكل هي المعارضة السياسية "الاحزاب النقابات المجالس بأنواعها المحلية والقومية والوطنية , وجماعات الضغط وغيرها من مظاهر المعاضة في المجتمع ,وهذه تشكل خطرا قويا على تحركه واستمراره ,

2- بالإضافة الى الملفات المدنية الخطيرة التي تعانى منها مصر وهى تحقيق العدالة الاجتماعية ,وتحقيق المطالب الشعبية والتي ابسطها المسكن والمأكل واعظمها الصحة والتعليم .

3- الاقتصاد المصري المنهار ابتداء السياحة وانتهاء " برغيف العيش "

ثانيا : العقبات والمعيقات الخارجية " السياسية الخارجية "

1- يعتبر نهر النيل مصدر الالهام والحياة في مصر وهو قلبها النابض , فإن أي تحرك او مساس به او محاوله للتحكم فيه سوف يكون بمثابة حرب قادمة على المياه لا محال , إذ ان بناء سد النهضة في اثيوبيا للتحكم في نهر النيل عقبة كبرى امام الرئيس القادم بل للأجيال القادمة .

2- وتشكل مسألة الحدود بين مصر وفلسطين وإسرائيل من جهة الشرق في ظل الانقسام الفلسطيني ,وبين مصر وليبيا من جهة الغرب وخاصة بعد انهيار النظام القذافي في ليبيا, معيقات خطيرة فهذه الحدود سوف تستحوذ على مجهود الرئيس القادم وقدرات حكومته .

3- اعادة مصر الى الريادة العربية من جديد , في ظل وجود تشكلات واحلاف دولية واقليمية تتشكل في الخفاء ,من هدفها اعادة تشكيل ما الشرق الاوسط الجديد .

الخشية على مصر في المستقبل انهيارها من الداخل , ومن ثم غيابها عن الساحة الدولية كقوة مؤثرة وذات نفوذ قوى امام تعاظم عدد من الدول الاخرى على الساحة الدولية ,والخشية ايضا تشكل قوة خارجية لضرب مصر في العمق " تفكيك الجيش" هذا الذى ظهر امام العالم بأنه قوة لا يمكن الاستهانة بها في المنطقة ", وهذا ما يدب القلق والخوف في اسرائيل .

من هنا فإن الرئيس القادم لمصر, تعلق عليه امال انقاذ مصر بل والعالم العربي بأكمله والمحافظة على مجدها , ومكانتها الدولية والاقليمية ,وهيبتيها الثقافية والدينية والعلمية والسياسية والعسكرية , وهذا بحاجه منه لأن يقوم بإعادة النظرية في نظريات علم الاجتماع والسياسة , والتعرف على مشكلات المجتمعات السابقة والبحث عن مخرج تكتيكي يخلص مصر من هذه الاخفاقات , ويعيد اليها الامل من جديد ..........

يتبع

-باحث في علم الاجتماع السياسي

اخر الأخبار