ابرز ما تناولته الصحافة البريطانية اليوم الاربعاء 2/5

تابعنا على:   14:42 2014-02-05

تناولت الصحف البريطانية الصادرة الاربعاء عددا من القضايا العربية من بينها العلاقات بين الولايات المتحدة والسعودية والاصلاح في اليمن.

البداية من صحيفة التايمز التي جاءت افتتاحيتها بعنوان "اوباما والسعوديون". وجاء العنوان الجانبي للافتتاحية: "زيارة اوباما للسعودية خبر طيب. يجب أن يطمئن أوباما السعوديين انه لن يهجرهم".

وتقول الصحيفة إنه بنهاية العام الماضي لم تكن العلاقات الولايات المتحدة والسعودية على ما يرام. وفي الخريف الماضي حصلت السعودية على مقعد كانت تصبو له في مجلس الامن التابع للأمم المتحدة ثم أعلنت انها لن تقبل المقعد، مما كان مفاجأة للجميع.

وتضيف الصحيفة أن الرسالة - التي مفادها أن السعودية غاضبة وتشعر بالعزلة - كانت موجهة للرئيس الامريكي باراك أوباما ومستشاريه. فعلى الرغم من الحفاظ على الوجه الدبلوماسي للعلاقات، كان المطلعون على الامور في السعودية والمسؤولون السعوديون يقولون نفس الشيء: لقد هجرتنا الولايات المتحدة.

وتقول الصحيفة إن السعودية ليست حليفا سهلا. فمن داخل حدودها تتدفق اموال ومتشددون لمساندة بعض اخطر الحركات الجهادية واكثرها تشددا.وشؤونها الداخلية تتراوح بين الحداثة في بعض الشؤون والقرون الوسطى في شؤون اخرى.

وتضيف الصحيفة إن التزام السعودية بحقوق الانسان محدود للغاية ومعاملتها للنساء والسجناء بربرية. علاوة على ذلك فإن عملية الاصلاح داخلها بطيئة للغاية ، كما أنها ايدت قمع عملية الاصلاح في عدد من الدول الخليجية.

ولكن الصحيفة تضيف إنه على الرغم مما سبق، فإن موقعها الاستراتيجي يجعل سياستها في المنطقة، خاصة زعامتها للدول السنية، أمرا بالغ الاهمية. وتقول الصحيفة إن المبادرة السعودية عام 2007، رغم عيوبها، كانت واحدة من اكثر المحاولات البناءة لإنهاء الجمود بين اسرائيل والفلسطينيين. وعلى الرغم من بطء الاصلاح، إلا انه يحدث.

وما زالت السعودية تنتج كميات ضخمة من النفط تدير عجلات الاقتصاد العالمي خاصة في آسيا. والخلاصة، كما تقول الصحيفة، أن السعودية دولة ذات حيثية.

وتضيف الصحيفة أنه نتيجة لذلك فإن زيارة الرئيس باراك اوباما للسعودية الشهر القادم أمر هام. ويجب أن يطمئن أوباما السعوديين أن الولايات المتحدة لن تنسحب من المنطقة وان ضماناتها لحلفائها ما زالت قائمة.

وتقول الصحيفة إن عدة أمور أعطت الانطباع للسعوديين أن اوباما ينسحب من الشرق الاوسط. الامر الاول هو انه في العام الماضي تخطت الولايات المتحدة السعودية لتصبح هي اكبر منتج للنفط في العالم.

والأمر الثاني هو سوريا. حيث ترى الصحيفة أن أوباما أخفق في التعامل بحزم عندما تخطى الرئيس السوري بشار الاسد الخط الاحمر الشهير في أغسطس/اب الماضي بشأن استخدام الاسلحة الكيميائية. ولهذا خلص السعوديون الى ان امريكا لم يعد لها الرغبة للعمل في المنطقة.

طالبان الرابح الأكبر

ونطالع في صحيفة الغارديان تحليلاً لسيمون تيزدال بعنوان "في أفغانستان وباكستان يبدو أن طالبان هي الرابحة".

وقال كاتب المقال إن الرئيس الأفغاني حميد كرازي ورئيس الوزراء الباكستاني نواز شريف لديهما الكثير من القواسم المشتركة، فكلاهما يعتبران من الشخصيات السياسية الصامدة في المنطقة كما أنهما مرتبطان بعلاقة حب وكراهية مع الولايات المتحدة، إضافة إلى أنهما لا يثقان ببعضهما البعض.

وأضاف تيزدال أن كرازي ونواز يحاولان إقناع بعضهما بالإقدام على مصلحة مشتركة بينهما ألا وهي بدء محادثات مع طالبان.

وأشار كاتب المقال إلى أنه وتبعاً لتقارير نشرت الاثنين ولم يتم نفيها من قبل كابول، فأن الرئيس الأفغاني يعقد سراً محادثات سلام مع ممثلي طالبان منذ عدة شهور. وهذا ما يفسر رفض الأخير توقيع اتفاقية أمنية للانسحاب مع واشنطن.

وأوضح أن تصرف كرازي هذا يعتبر مثار للشك لأن رفضه توقيع هذه الاتفاقية الامنية مع واشنطن سيؤدي إلى خسارته لمليارات الدولارات من المساعدات الغربية فضلاَ عن الدعم للقوات الأمنية الأفغانية.

وأضاف كاتب المقال أن كرازي كثف في الفترة الأخيرة انتقاداته لحلف شمال الأطلسي (ناتو) وألقى عليه اللوم على سقوط أعداد كبيرة من الضحايا المدنيين، كما أنه لمح إلى أن الغرب يحاول تقويض سلطته، موضحاً أنه أصر على إطلاق سراح المعتقلين من طالبان.

ومن ناحية ثانية، فإن نواز شريف يتعرض لضغوط لإنهاء موجة التطرف والعنف الطائفي في البلاد و العمل على إنعاش الاقتصاد المحلي، إلا أنه شأنه كشأن كرزاي حريص على إظهار استقلاله عن واشنطن، لذا اقترح عقد محادثات " الفرصة الأخيرة" مع طالبان باكستان.

ويرى بعض المحللون أن خطوة نواز هذه هي لاثبات أنه ليس دمية بيد واشنطن.

السلام الهش في اليمن

ومن صحيفة الفاينانشال تايمز تقرير لبيتر سالزبري من صنعاء بعنوان " السلام في اليمن ما زال هشا". ويقول سالزبري إن قصص النجاح محدودة في العالم العربي بعد ثلاث سنوات من الانتفاضات التي اطاحت بعدد من زعماء الدول العربية. ولكن اليمن، افقر دول المنطقة، قد تعد بارقة أمل.

ويضيف أنه بدلا من الانزلاق في الحرب الاهلية، كما بدا متوقعا عام 2011 بعد اشهر من الاحتجاجات والقتال بين اعضاء حكومة الرئيس السابق على عبد الله صالح، تمكن اليمن من الحفاظ على سلام هش.

ويقول سالزبري إن اليمن يحاول بناء عملية توافقية، ولكن هذه العملية قد تحيد عن مسارها بسبب الجماعات الكثيرة ذات المصلحة في اليمن.

ويضيف أنه بطريقة مقصودة سارت المرحلة السياسية الانتقالية في اليمن بصورة ابطأ منها عن غيرها من دول الربيع العربي وأبقت على عدد من السياسيين الذين كانوا على صلة بنظام علي عبد الله صلاح. وكان الرئيس الحالي عبد ربه منصور هادي المرشح الوحيد في انتخابات الرئاسة التي جرت في فبراير/شباط 2012.

ويقول سالزبري إن مؤتمر الحوار الوطني، الذي دام عشرة اشهر ويعد احد المكونات الرئيسية لعملية السلام في اليمن، اختتم الشهر الماضي. واتفقت وفود من الاطياف السياسية والاجتماعية اليمنية المختلفة على مبادئ ارساء دستور جديد ورسم سياسة مستقبلية للبلاد.

ويضيف إنه بعد انتهاء المؤتمر قال هادي إن المؤتمر شهد "نجاحا غير مسبوق". ويرى سالزبري إن كلمات هادي تلخص المزاج العام في اليمن: شعور بالسعادة بانتهاء المحادثات ولكن مع مخاوف بعدم تحول نتائج المحادثات الى سياسات او استقرار في المستقبل القريب

اخر الأخبار