مطلوب اعدام المرأة!

تابعنا على:   11:33 2013-10-13

بكر أبو بكر

لقد كرم ديننا الاسلامي المرأة ، وأعطاها الحقوق ما لم تستطيع قوانين اليوم تلك المتعلقة بحقوق المرأة أو الانسان أو الطفل ان تعطيها اياه ، وهو إذ يقرر ذلك فانه من منطلق حقيقة المساواة في البشرية والخلق على عكس الكثير من المغالطات والأكاذيب الموروثة والمنتشرة في ثنايا كتب التاريخ العربي الاسلامي.

بلا شك أن التاريخ والتراث والثقافة والفكر يحتوي على الغث والسمين ، ومن غثة بغض النظر عن حجمه مظلومية المرأة وتعمد اهانتها واتهامها في كثير ، وعبر ما مرّر في الزمن من مفاهيم إما غير صحيحة أو وضعت في غير سياقها أو انها اخترعت لإرضاء نزوات الرجال، بعض الرجال بعيدا عن الدين أو حتى الموروث الجميل.

لم تكن المرأة يوما مخلوقا ضعيفا بمعنى أنها خلقت من ضلع "آدم" "الاعوج" ما هو تشخيص ورواية توراتية بحتة تتناقض كليا مع صحيح الدين ومع أن الله خلق الذكر والأنثى ، أي الناس جميعا من (نفس واحدة) حسب نص القرآن الكريم.
ولم تكن المرأة يوما من مبطلات الصلاة كما ورد في روايات ضعيفة أن من مبطلات الصلاة ان يمر أمام المصلى كلب أو حمار .... أو امرأة ، ولما ذكرت الرواية للسيدة عائشة رضي الله عنها كان تعليقها المانع الجامع هو التساؤل الاستنكاري "شبهتمونا بالحُمُر والكلاب" ؟! مضيفة ما يكذب ذلك .
ولم يتزوج الرسول عليه الصلاة والسلام من عائشة إلا في سن 18 او 19 عاما كما أثبتت الأبحاث التاريخية العلمية حديثا (رغم شدة الرفض من العديد المدافعين عن العكس) ما يتناقض مع الحديث المنسوب ليس للرسول عليه الصلاة والسلام وإنما لعائشة أنها تزوجت طفلة ، وفي ذلك اشراق على اشراق في سيرة الرسول عليه السلام وديننا الحنيف.
ويمكنك بقليل من التدبر والتأمل والبحث في الموروث والتاريخ والروايات المنقولة أن تكتشف عشرات الأكاذيب والتلفيقات التي ألصقت بالاسلام العظيم أو بالمرأة زورا إما عمدا من الظلاميين والمتشديين وأشباههم، أو جهلا يعذروا عليه ، أوبسوء تفسير أو تقدير.

أن معيقات العمل النسوي في فلسطين والعالم العربي فيما قلته في ندوة خاصة بالمرأة تنطلق من الموروث الشعبي ومن الثقافة الناقصة التي أدت لحالة من الخوف أو العزوف، ومن تعمد التجهيل ورفض العقل وتسخير الدين لإغراض تبخيس المرأة، وأشرت لسبع نقاط أو عوامل معيقة هي :
1. القيود المجتمعية من أفكار وقيم تلك المرتبطة بتسخير افتراءات على الدين لإذلال المرأة ، ولم لا فهي دوما "ناقصة عقل ودين" في تعميم وتفسير ذو شطط.

2. غرس النظرة الاستعلائية للرجل في سياق الاستبداد ولم لا "فالرجال قوامون على النساء" في تفسير ظالم مقصود لم يأخذ حقيقة سياق الآية الكريمة المذهل.


3. غرس النظرة الاستتباعية للرجل في عقل المرأة ولم لا فهي "ضلع آدم الاعوج" ما لم يقله الرسول أبدا، وان قال أنها من "ضلع" في تشبيه لطيف كناية عن الحنان والمحبة ، فلا أعوج هنا ولا ضلع آدم.

4. ضعف الشوري أو الديمقراطية في المجتمع وداخل الأحزاب نحو المرأة ولم لا "فللذكر مثل حظ الانثيين" ايضا في قلب لحقيقة الآية، وإنها جاءت في حالة محددة من حالات عدة قد يكون للمرأة في الميراث أكثر من الرجل، وفي تعميم سافر لتبرير التفرقة بين الجنسين.


5. نقص التشريعات لحمايتها ودعمها ولم لا فهي يجب أن تقتل على خلفية الشرف لمجرد الشك ما لم يقله أو يطبقه الرسول الكريم، ولكم الرجوع لسيرته العطرة لتروا الرسول الانسان.

6. الخوف أو التخويف من التجديد الديني ونقض المفاهيم المغلوطة، وفي الموروث الفكري والثقافي والخرافات المجتمعية، ولم لا فممنوع استخدام العقل للمرأة وأيضا الرجل من الظلاميين.


7. الاسترخاء في منطقة الفصل القسري بين النساء والرجال، وكأنهما من كوكبين مختلفين، وفي منطقة أن كل شيء ينظر له فقط من زاوية الحلال والحرام، وفي منطقة الطعن في القيم والأخلاق للمرأة أو الشخص عامة وصولا للكفر لمجرد المخالفة في الرأي ما هو سمة الظلاميين والجهلة والخاطئين.

إن على المجتمع والأحزاب وأئمة الرأي والفكر والفقه، والمنظمات النسوية مهمة مركبة في أولها جذب النساء للمشاركة بتفعيل الدور داخل المجتمع أو المؤسسة أو التنظيم ، كما إن على الكادرات النسوية مع الرجال تغيير النظرة الجاهلية الموروثة لما هو صحيح الدين الاسلامي العظيم، في ذات الوقت الابتعاد عن حركات الاساءة للمرأة تحت راية التحرر المكذوب الآتي من الغرب، أو تحت راية فكر ظلامي يبتغي اسدال ستار كثيف من التجهيل والتخلف على واقع المرأة .
أن الرجوع لديننا وتاريخنا العربي الاسلامي المستنير هو بوابة النهوض ، وتنقية التاريخ والأخبار والمرويات هي بوابة التقدم، واستخدام العقل هو بوابة الوعي، فالمرأة يحق لها أن تكون قاضية أو رئيسا أو ملكا (الولاية الكبرى) واليكم التالي فلقد حكمت ثمان سلطانات في التاريخ الاسلامي وليس سبعة او ستة ومنهن عربيات ليس من بينهن شجرة الدر كما قد يظن البعض في واقعة محددة.
إن المغالطات المتعمدة والدجل والتشنيع عامة ، وبشأن المرأة خاصة يحتاج لثقافة انسانية تحارب الخرافات والاستبداد والفكر الجاهلي، ويعيد لديننا الحنيف صورته الحقيقية، عوضا عن الاسترخاء في منطقة الجهل وهي محيط لُجيّ.

 

اخر الأخبار