حواديت رمضانية «الحلقة التاسعة».. نص حوار «هيكل» و«القذافي» بقصر القبة 1999 يكشف حقائق جديدة عن «لوكيربي»

تابعنا على:   19:08 2016-06-28

المكان قصر القبة، والزمان 1999 أما الحدث فهو حوار بين الراحل محمد حسنين هيكل وبين الراحل معمر القذافي رئيس ليبيا السابق.

وفي تلك الحدوتة الرمضانية نرصد ما سرده «هيكل» عن حوار مطول جرى مع زعيم الجمهورية الليبية في عهد الرئيس الأسبق حسني مبارك وإلى نص الحوار.

يقول «هيكل» «قابلت العقيد معمر القذافي مساء يوم الإثنين 13 مارس 199 في الجناج الذي نزل فيه ضيفًا رسميا على الدولة المصرية بقصر القبة، وعندما لمحني تحت السلم الرخامي الكبير للقصر متجها نحو المصعد إلى الدور الأول حيث يقيم صاح من بعيد مرحبا ثم تسارعت خطاه تسبق العكاز الذي يسند ساقه وأقبل معانقًا وبحرارة شاعت فيها تلقائية العاطفة ممتزجة بالحيرة والدهشة قائلا يا رجل هل هذا معقول أنت أول شخص قابلته في العالم من خارج ليبيا نفس المساء الذي قمنا فيه بالثورة وكنت أعتبرك أقرب الأصدقاء إلينا ثم تذهب وتقطع حبال الود بهذا الشكل وكأن لم تكن بيننا في يوم من الأيام رابطة.

ويتابع الكاتب الراحل: «قلت للعقيد سوف نتكلم في ذلك تفصيلا حين نجلس معا وطلب أن أصعد إلى جناحه ويلحق بي على الفور بعد أن تلتقط له صورة مع وفد من الطلبة الليبين وخلال ثلاث دقائق انتظرته فيها تذكرت حين طلبني القذافي بعد نجاح ثورة الفاتح لإبلاغ رسالة لعبدالناصر وبالفعل كنت في ليبيا مساء قيام الثورة ومر بي كل هذا الزمن حتى وجدته قادما يكرر نفس الترحيب وقبل أن يجلس سألته عن أزمة لوكيربي المشتعلة وقتها فاقسم القذافي إنه لن يرد ألا إذا عرف سر الغيبة السابقة، وبدأت بدأت أتكلم معه دون ألقاب».

ويكمل «قلت له إن الفترة التي أعقبت حرب أكتوبر وكان الصراع بينه وبين السادات على أشده كان أحد الأسباب، كانت مشكلاتي كبيرة مع الرئيس السادات بسبب الطريقة التي تفاوض بها مع هنري كيسنجر وبسبب النتائج التي توصل إليها بفك الارتباط ثم بلغت خلافاتي ذروتها حتى طلب أن أكف عن كتابة ما أكتب لأنه يحدث بلبلة في أفكار الناس والذي حدث أنني لم أكف معتقدا أننا أمام موقف يتطلب من كل رجل أن يقف وان يجعل صوته مسموعها وتركت الأهرام».

ويستطرد «هيكل» «قاطعني القذافي سائلا عن السبب الذي يدعوني إلى الابتعاد فقلت له إنني في اللحظة التي غادرت فيها مبني الأهرام قررت أن ألزم نفسي بأنه لم تعد لي صلة بالقرار السياسي المصري من قريب أو بعيد لي موقف إزاء القضايا التي يتعرض لها هذا القرار بالطبع لكن الموقف من القضايا شيء والمعايشة والقرب من مواقع القرار شيء آخر إنني بحكم ظروف سبقت اقتربت من من عبدالناصر والسادات ولا تنسي أنه برغم خلافي مع السادات فهو رئيس الدولة التي أنتمي إليها وأنت أيضا رئيس دولة ولكنها دولة ثانية وكلاكما يستطيع أن يواجه زميله بقوة ما لديه وهذا الصدام لا يخصني».

ويضيف الكاتب الراحل «أطرق القذافي برأسه ثم عاد يستند إلى عكازه ويعود برأسه إلى الوراء ويقول طيب عذرك عن الانقطاع طول فترة الساداته فهمته،مضيفًا أن السادات ساعد في العدوان على ليبيا وكان في نفس الدائرة مع ريجان ومع تاتشر ولدينا الأدلة على ذلك».

وأكمل «هيكل» «سألت القذافي عن أزمة لوكيربي فرد بنبرة يظهر عليها حسرة لوكيربي لوكيربي كأنه لم يعد أمام الخلق مشكلة غير لوكيربي ما هي لوكيربي هذه، ثم أكمل أن ليبيا ليست جمهورية وهو ليس رئيسها وإنما جماهيرية أي أن الجمهور بنفسه يحكم بديمقراطية مباشرة تمارسها اللجان الشعبية المنبثقة من المؤتمرات العامة وليس بين الجماهير وصنع القرار مجالس وسيطة تصدر القاونين وانما هو الشعب بنفسه يحكم نفسه».

ويختتم الكاتب الراحل الحديث «أكمل القذافي بالقول أن الشعب الليبي كله في السلطة يصنع السياسة في كافة المجالات ألا يستدعي ذلك أن نهتم به، ثم أكمل أننا نبذل كل جهد ممكن ونمشي إلى نهاية الطريق حتى نصل إلى حل والحصار على ليبيا مؤلم لكننا نسعي للوصول لحل وكوفي عنان رجل طيب وأنا أثق بيه كما أثق في نيلسون مانديلا فهو زعيم أفريقي شريف أما الثالث فهو الأمير عبدالله ولي عهد السعودية أعطاني كلمة وأنا أثق فيه».

اخر الأخبار