حواديت رمضانية «الحلقة الثالثة».. قصة ريجيم الخديوي سعيد الأغلى في تاريخ مصر..

تابعنا على:   18:26 2016-06-18

الحوادث كبيرة والأسباب تافهة، قاعدة رسخها التاريخ عبر أزمنته المختلفة بداية من حرب العرب قديمًا بسبب ناقة، وحتى حفر قناة السويس بسبب «ريجيم سعيد باشا»

في تلك الحدوتة الرمضانية نكشف سر موافقة سعيد باشا والي مصر على حفر قناة السويس وإعطاء امتيازها لفرنسا وتحديدًا «فريديناند ديليسيبس»، ورغم أن ما أشيع عبر الموروث المصري أن المهندس الفرنسي استطاع أن يقنع الوالي سعيد من خلال «طبق مكرونة» إلى أن الأسباب الحقيقية مختلفة وإن لم تبعد عن غرابة طبق مكرونة إذ إن ثمن هذا الامتياز هو ريجيم سعيد باشا ليكون أغلى ريجيم في التاريخ !

والحكاية تعود إلى محمد على باشا الذي وافق في البداية على حفر قناة السويس على أن تكون بأيادٍ مصرية ولمصر وهو ما رفضته فرنسا التي كانت ترى في هذا الموقع ضربة قوية لغريمتها في ذلك الوقت إنجلترا من خلال التحكم في طريق البضائع إلى الهند بجانب سيطرتها على أهم ممر ملاحي في العالم.

ووفق المصادر التاريخية استمرت العلاقات بين محمد على وفرنسا طبيعية، وكان «سعيد» ابن محمد على الوحيد طفلًا صغيرًا لكنه كما يقول الدكتور مصطفى الحفناوي صاحب أول دكتوراة مصرية خالصة في قناة السويس سمينًا جدًا مما دفع محمد على إلى البحث عن طريقة حتى يقل وزنه أو بالمعني الحديث «ريجيم» وظل حاكم مصر يبحث حتى وجد ضآلته في شاب فرنسي يسمي «فرديناند ديليسبس» أبن القنصل الفرنسي في مصر في ذلك الوقت «ماثيو ديليسيس» والذي لم يكمل دراسة الحقوق ببلاده، ومن هنا تنشأ صداقة بين «سعيد» و«ديليسبس» الذي يكبره 15 عام.

وعلّم ابن القنصل الفرنسي ابن والي مصر الفروسية والرياضة والتي نتج عنها نقصان واضح في وزن سعيد باشا وأصبح من يومها «ديليسس» هو قدوته حتى تولى حكم مصر في الفترة من 1854 حتى 1863.

 

امتياز قناة السويس

أما عن قصة امتياز قناة السويس والتي سبق فيها «ديلسبس» الكثير من الجمعيات التي اعدت الدراسات مثل جماعة «البرزخ» التي أعدت دراسات كثيرة حول المشروع.

وبدأت قصة الحصول على الامتياز وفق رواية «ديليسبس» إنه في أحد الأيام خرج مع «سعيد» وهناك عرض عليه مشروع امتياز قناة السويس وأكد لوالي مصر أن القناة ستكون مفتاح سيطرة مصر على العالم، فجمع «سعيد» مستشاريه الذين وافقوا على العرض خاصة أن «ديلسيس» كان محبوبًا بينهم ويقدم لهم الهدايا وفق ما قاله مصطفى الحفناوي.

وشمل العرض أن يتم تفويض «ديلسبس» بإنشاء الشركة وان تقوم الحكومة بتوفير العمالة له وله كل ما يلزمه لإنجاز ذلك المشروع الأمر الذي جعل من المهندس الفرنسي حاكم بأمره في تلك المنطقة

الغريب في القصة أن وقت صدور فرمان امتياز قناة السويس لم يكن «ديلسبس» يملك شيئا لا الشركة التي ستكون مسئولة عن الحفر، ولا رأس المال أو حتى أي دعم من بلاده وهي أمور ستجيء لاحقًا، أمر آخر أشار إليه مصطفى الحفناوي وهو أن الامتياز كان لديلسبس نفسه لا لفرنسا وأن الفرمان صدر فيه كلمه صديقنا وهو أمر لا يصح في الأوامر الرسمية.

استطاع ديليسبس خلال 4 سنوات من 1854 حتى 1858 أن يقنع دولته ورجال الأعمال بالإسهام معه في إنشاء تلك القناة ليبدأ الحفر 1859 وليرحل سعيد باشا في 1863 .

اخر الأخبار