هآرتس : صحفي إسرائيلي يحمل بلاده مسؤولية مخيم اليرموك

تابعنا على:   15:55 2014-01-25

أمد / تل أبيب : اعتبر الصحفي اليساري الإسرائيلي جدعون ليفي، إسرائيل بأنها الدولة التي تتحمل مسؤولية ما يجري في مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين في سوريا، وذلك من خلال مسؤوليتها التاريخية عن مصير سكان المخيم وغيرهم من اللاجئين الذين طردوا أو اضطروا للفرار من أراضيهم الأصلية بسبب الاحتلال.

وقال ليفي، بمقالة له في صحيفة هآرتس أمس الجمعة، إن "إسرائيل تتحمل مسؤولية أخلاقية عما يجري، ويوجد عدد غير قليل من مواطنيها ورعاياها من العرب والفلسطينيين من لهم أقرباء في اليرموك وحتى من الدرجة الأولى، يُجوعون حتى الموت وقد مات العشرات منهم جوعا".

وأكد أن مقالته ستقع على آذان صماء أكثر من مقالاته الأخرى المناهضة للاحتلال، مشددا على ضرورة أن تُكتب الحقيقة في ظل الصور التي تظهر من اليرموك وتؤثر فيه، قائلا "كان يجب أن تؤثر هي على الأقل في قلوب الإسرائيليين في خضم كل فظاعات سوريا".

وأضاف ليفي "يمكن أن نقارن ذلك بوضع مشابه وهو أن تحدث فظاعة على بعد بضع عشرات الكيلومترات عن حدود إسرائيل، ويموت أقرباء لمواطني الدولة اليهود جوعا ويحتضرون مع عدم وجود أدوية ومعدات، ويتجولون مثل هياكل عظمية وتطلق النار عليهم مثل حيوانات ضالة، فهل كانت إسرائيل ستبقى غير مبالية؟ أولم تكن تستخدم عملية لإنقاذهم؟".

وتابع "من السهل طرح المسؤولية عما يجري في اليرموك على أبواب العرب، فنظام الأسد الذي يمنع بوحشية تزويد سكان المخيم المحاصرين منذ أسابيع كثيرة، والمسلحون الفلسطينيون الذين شاركوا في الحرب الأهلية وحكموا على المخيم بالفناء، وعلى منظمات الإسلام المتطرف التي تفوق قسوتها قسوة النظام، وعلى الدول العربية التي لم تفعل ما يكفي لحل مشكلة اللاجئين (وإن يكن مصيرهم قد تحسن شيئا ما في سوريا)، وبعد كل ذلك تبقى مسؤولية أخلاقية على إسرائيل أيضا التي أفضى إنشاؤها إلى اللجوء والجلاء".

وتابع "إنها الدولة التي كان يجب عليها أن تحاول أن تنقذ بقدر استطاعتها عائلات مواطنيها وإن كانوا عربا أيضا، مثل لطفية العجوز التي تسكن في المخيم، الذي يحاول أخوها عبد العابدي وهو فنان من حيفا نال جوائز كثيرة، يحاول إنقاذها منذ سنين".

وواصل "إن صور اليرموك لا تدعنا: فهناك الولد الفلسطيني الذي يمضغ ورقة لعدم وجود الطعام، والفتى الذي يصرخ أمام عدسات التصوير طالبا نجدة العالم إزاء مقتل أبيه، وصور الهياكل العظمية السائرة لناس أحياء موتى، وصفوف النساء والشيوخ الذين يحتشدون ساعات بأمل يائس أن يحصلوا على وجبة طعام أو على أدوية، والعجز الفظيع لآلاف البشر المحاصرين الذين دمرت بيوتهم وخرب عالمهم".

واستشهد ليفي، في مقالته بوصف لزميله الصحفي في هآرتس تسفي هرئيل، الذي تحدث عن اليرموك قائلا "إن لجنة التنسيق في المخيم تدعو السكان إلى شرب لتر ماء مع ملعقة ملح ثم لتر ماء مع ملعقة سكر إذا كان ذلك في متناول اليد".

ويضيف ليفي "بقي عشرون ألف إنسان فقط في المخيم الذي كان عدد سكانه قبل الحرب الأهلية 150 ألف إنسان، فقد بقي الضعفاء والعاجزون فقط ليعيشوا في الأنقاض والحصار، أما الباقون فوجهوا إلى لجوئهم الثاني، وإسرائيل لا تحرك ساكنا فهي تعيد سريعا القلة القليلة من الجرحى السوريين الذين تعالجهم، مع ثناء على النفس يثير الاشمئزاز، تعيدهم إلى الجحيم، وفي حين تنقد جارتا سوريا الأخريان، الأردن وتركيا، ملايين اللاجئين، لا يخطر ببال إسرائيل أن تستوعب حتى الجرحى القليلين الذين نجحوا في الوصول إليها".

وتابع "كان يجب على إسرائيل أن تظهر شيئا من الإنسانية في مواجهة فظاعة اليرموك، وكان يجب عليها أن تحاول أن تنظم الآن عملية لإنقاذ الـ 20 ألفا من السكان المحاصرين – ونعود ونُذكر بأنهم أبناء البلاد– وأن تعلن أن أبوابها مفتوحة لهم ليلتئم شملهم مع عائلاتهم".

وختم قائلا "ربما كانت هذه الخطوة تلقى رفضا سوريا وربما لا، ولكن كانت إسرائيل تستطيع على الأقل أن تنظم حملة مساعدة أو حملة تبرع كما تعرف أن تفعل في كوارث طبيعية بعيدة ليست عليها أية مسؤولية فيها، لكن في اليرموك يموت لاجئون فلسطينيون وما علاقتنا بهم؟!".

 

 

اخر الأخبار