هموم مناضل

تابعنا على:   18:05 2014-01-24

منير السباح

هؤلاء لا يبحثون عن مناصب ولا مراتب ولا بحاجة لمكاسب مادية ولا هم تواقون لمسميات
إنهم يسعون لاستعادة حضورهم ,تقديرهم ,وعيهم الذى كيد له ,تاريخهم الذي زيف ودُلس عليه, هم لا يريدون إلا أن يظل وجدانهم نقى صافى غير ملوث رغم كل ما مروا به من قهر وضغوط تعجز عن حملها الجبال
في رحلة البحت عن كينونتهم في هذا البلد ذبحوا بسكين مثلم (نظرية تحقير الإنسان ) تماما عكس (تقدير الذات )كما يوضحه هرم ماسلو للحاجات والذي يتصدر فيه التقدير قمته
لقد طالت مدة سحب بساط العطاء من تحت أرواحهم حتى بات يلازمهم شعور دائم بعدم الرضي ,فحالة الشعور بعدم الرضي هي أم المشكلات .. أن الجيش الذي تسوده البطالة تكثر فيه المشاغبات
ملاحظة : المناضلون مجبولون على العطاء ..يعتبرون العطاء اخذ ويضطربون عندما يحاربون فيما انفطروا عليه بل يصابون بانتكاسات قد تجعلهم يثورون على كل شيء
لما لديهم من مخزون واعي في فهم الواقع ..لذا قال قائل منهم ..الثورة تحتاج إلى ثورة
يا احبابى ..يا رواد الوطن
يا سادة
يا قادة يا محترمين
إن ما يدور في شوارعنا وجاراتنا وكواليسنا في تقديدى هو شيء ايجابي وصحي وغير مريب الأصل فيه أن يتم استثماره والعمل من اجل أن يجتمع الناس لتدارس قضاياهم واستعادة مهابتهم واحترامهم وحضورهم...لا أن يتداعى من يخشى على ملكه الوهمي فيسارع في إخافتهم وإعاقتهم
يجب أن نتجاوز عن خلافاتنا ..الحزبية ,الحركية والمجتمعية وليكن سيدنا الحوار ..ليتمكن الجميع في المشاركة في عملية بناء الوطن لا أن يساهم في القتل المعنوي الذي هو اشد نكالا من القتل الفعلي والحقيقي
أنا شخصيا لدى نظرية أن كل الناس على حق وما رايته أنت لربما لم يصلني بعد ولم اطلع عليه أو لم يكن لدى تجربة فيه والعكس صحيح
الاستهانة بالناس والاستخفاف بهم كما هو حاصل دوما حزبيا وحركيا ومجتمعيا وفرديا هو أم الآفات ..
دعوا الناس تأخذ مكانتها في مجتمعها وأهلوها فالوطن يتسع لكلنا وهو اكبر من الجميع..
ومن يستكبر على الناس ويعتبر انه خليفة الله في الأرض أو انزل عليه وحى من السماء فهذا مآله إلى الاندثار ومهما سطع نجمه لابد له من أفول ،
إن الذي ينظر على أن المجتمع كاملا وانه عبارة عن ماكنة حية كل فرد فيه ترس إذا تعطل واحد منه كان سببا في خلله وتراجعه وتخلفه,, هو هذا الذي وجد ضالته وفعل عين الصواب واستعمل تفكيره الايجابي والبناء ليصل بأقصر الطرق إلى وطن خالي من الضغينة والفرقة وقوانين الغاب
صحيح أن الوطن أمانة ولكن الشعب أيضا أمانة
والسؤال نحن نناضل من اجل من ؟ ولماذا؟
أليس من اجل أن نستعيد الوطن !
ولمّا نستعيد الوطن فلمن نستعيده ؟ ونحن نصفنا يستعدى نصفه الأخر وفى النصف نصف أخر يتربص له وعشرات بل مئات الأنصاف تحارب أنصافها
إذا أين الأمانة وأين الوطن وأين الشعبّ
اوليس من باب الإنصاف أن نحترم أنفسنا ونقدر ذواتنا وأبناءنا ولا نتعدى على مهابتهم وشرفهم واحترامهم وتاريخهم ومكانتهم ونستعيد حضورهم في واقع كادوا أن يتلاشوا فيه ,اوليست هذه الطاقات المهدورة أغلى من كل الممتلكات
اى مكسب تجنوه يا ساسة إذا كانت الأجيال تموت وجعا وصمت ! وانتم لاهون عنهم لا بل متخذينهم أعداء ولديكم آلاف الأعذار الجاهزة على الدوام ..فتارة بجحة العدو وتارة بحجة الخلافات وتارة المفاوضات وتارة من اجل المزاودات والمناقصات وأخرى للإمكانات وتارات وتارات وتارات إلى أن لا تنتهي التارات

اخر الأخبار