
معقول .....؟!
خالد مسمار
نسمع أحاديث الأخ أبو مازن في المؤتمرات واللقاءات، ونقرأ تصريحاته عبر وسائل الإعلام المختلفة فنتنفّس الصعداء مما يؤكد ثباته على موقفه ... موقف الشعب الفلسطيني من قضاياه الراهنة ..
ولكننا نلهث وراء تصريحات تصدر من هنا وهناك تضعنا في حيرة من أمرنا مرة أخرى، وتنسف كل ما جاء على لسان الأخ أبو مازن دون أن نسمع عن نفي أو رفض (يبلّ الريق). وأخر هذه التصريحات ما نقلته وكالة شينخوا من رام الله على لسان "مصدر فلسطيني مطلع" اشترط عدم ذكر اسمه يتحدث فيه عن "وجهة نظر الجانب الفلسطيني" بالنسبة لقضية اللاجئين.
تتبعت الخبر وإذا به النصّ الحرفي لما تمّ تسريبه عن "اطار" كيري ونشرته الصحف العبرية وأخذته عنها الصحافة العربية والعالمية !
ماذا تقول "وجهة نظر الجانب الفلسطيني" حسب المصدر الفلسطيني المطلع ونقلته صحيفة الأيام الفلسطينية الصادرة في رام الله في 20/1/2014 ؟!
بالنسبة لقضية اللاجئين ـ وهنا أقتبس ـ تتضمن تخييرهم العودة إلى إسرائيل، أو إلى دولة فلسطين مع تلقيهم تعويضات، أو الحصول على جنسية الدولة التي يقيمون فيها، أو الذهاب إلى كندا أو أستراليا مع تلقيهم أيضاً تعويضات. انتهى الاقتباس.
أين نحن من هذا الكلام ؟!
ومن هو هذا المصدر (المطُلع) والذي يتحدث عن (وجهة النظر الفلسطينية) ؟!
نحن نعرف ان مصدرنا الفلسطيني والمطلع والمخول في الحديث عن مثل هذه الأمور هو الأخ نبيل أبو ردينه ... وأنا شخصياً اعتقد ان الأخ نبيل لا يمكن ان يختبئ وراء اسم مجهول حسب معرفتي به.
والأنكى من ذلك ان هذا المصدر المطلع المجهول وافق ـ أو أنه حسب قوله ـ "مع إمكانية القبول بحلّ وسط أميركي بأن تمتد مهلة الانسحاب التدريجي عند التوصل لاتفاق سلام إلى خمسة أعوام" بدل الأعوام الثلاثة التي يصّر عليها الفلسطينيون.
ما رأي أخي نبيل أبو ردينه بما يدّعيه هذا الـ"المصدر الفلسطيني المطلع" ؟!
وفي نفس اليوم 20/1/2014 نشرت صحيفة الدستور الأردنية ما أسمته تحليلاً إخباريا نوهت له في صدر صفحتها الأولى بعنوان: (غزة .. في أخر أجندة كيري وعباس وعلى رأس أولويات السيسي ودحلان) للكاتب والصحفي عمر كلاب الذي نقل جملة سمّاها مقتضبة عن الفريق السيسي للرئيس أبو مازن تقول "لا تتحدث معي في المصالحة الفلسطينية بل تمّم المصالحة الفتحاوية أولاً". وقال الكاتب كلاّب: كانت تلك الجملة ثمرة لقاءات أربعة عقدها السيسي مع دحلان الذي تربطه بالفريق علاقة قديمة" ، وأن السيسي أبلغ دحلان موافقته على فتح معبر رفح والسماح بمرور المواد الغذائية والمساعدات إلى القطاع شريطة تشكيل لجنة وطنية لإدارة القطاع برئاسة شخصية فتحاوية محسوبة على دحلان شخصياً وعضوية باقي الفصائل.
ويمضي الكاتب عمر كلاّب في الدستور الأردنية قائلاً: بأن حماس سارعت إلى الاستجابة بدليل تأكيد وصول ماجد أبو شمالة إلى قطاع غزة يوم الثلاثاء (21/1/2014) ومعه سفيان أبو زايدة على أن يكون أبو شمالة رئيساً للجنة.
ويمضي الكاتب متساءلاً: "فهل يستجيب عباس كما فعلت حماس أم أنه مشغول بخارطة كيري التي ستزيد من شقاقه مع غزة وستثمر حكما عن تحالف بين حماس ودحلان على حساب السلطة في الضفة ولو على أرضية غزاوية؟".
اعتقد ان الكاتب الصحفي عمر كلاّب قد دق ناقوس الخطر إن كان ما كتبه فيه شيء من الصحة ! ... فماذا نحن فاعلون ؟ ... هل نخسر الفريق السيسي الذي تشير الدلائل كلها أنه الرئيس القادم لحكم مصر، وجمعينا يعلم ماذا تعنيه مصر لفلسطين خاصة وللأمة العربية عامة ؟!
أم نسارع لتصحيح الوضع ـ إن كان ما ذكره الكاتب الصحفي الأردني مسلماً به ـ ونلتقي القادة المصريين مباشرة، خاصة بعد النجاح الباهر للاستفتاء على الدستور؟ ... أرجو أن لا تتأخر القيادة وعلى رأسها الأخ أبو مازن في ذلك.