الأردن فخرنا وتاج عز على رؤوسنا

تابعنا على:   19:42 2016-05-28

محمد حطيني

يأتي عيد استقلال الأردن السبعين الذي تعم الفرحة به قلوبنا، وسط البحار الهائجة والأمواج المتلاطمة، والصراعات الدموية التي تفتك بالعديد من شعوب المنطقة العربية إما بسبب أنظمتها أو التدخلات الأجنبية فيها. وها هو الأردن الأشم يشكل واحة الأمن والأمان، والملاذ والاطمئنان في خضم كل هذه الأعاصير التي يتغلب عليها بحكنة منقطعة نظيرها لسليل الدوحة الهاشمية، جلالة الملك عبد الله الثاني بن الحسين، ربان من آل هاشم يتولى قيادة السفينة الأردنية التي تحمل شعبا أبيا شديدة شكيمته، قوية عزيمته، يخوض الصعاب حماية لوطنه ومليكه ودينه، ويلتف حول قيادته ويفديها بمهجه وأرواحه، بغير ما فتور في همته، ومن شيمه إكرام الضيف القريب والغريب، لا فرق، يفتح ذراعيه وأرضه ومنازله، وسهوله، وصحاريه، وجباله، ومدنه وقراه، لكل من طلب اللجوء إليه لما يجد في الأردن المرفوعة هامته وخفاقة رايته على الدوام، من نفوس العزة شعارها، والكرامة عنوانها، تأبى إلا أن تم مد يدها لكي تكون معينا للصديق والشقيق واللاجىء والملهوف دون تردد أو عزوف، في أوقات الرخاء وفي الشدة على السواء، لا فرق.

السؤال الذي يتبادر للذهن هنا، لماذا الأردن دون غيره في هذه الأوقات العصيبة أحداثها، مقصدا لكل باحث عن الأمان، والاستقرار في منطقتنا هذه التي تنوء بها ويلات الحروب والقتل والتدمير والتشرد ؟ من يقرأ تاريخ المملكة الأردنية الهاشمية وماضيه بمدنه وآثاره في جرش عجلون والكرك، والبتراء الوردية، بلد الكرم والمناسف والقهوة المرة التي تشكل في مجموعها ومع غيرها، جزءا من تراثه وثقافته، ومنذ بدايات تأسيسه في عشرينييات القرن الماضي على يد الملك المؤسس الملك عبدالله بن الحسين بن علي، ومن بعده، الملك طلال بن عبد الله، والملك حسين بن طلال، طيب الله ثراهم، والملك عبدالله الثاني بين الحسين حفظه الله وأبقاه، قائد الأردن وصمام أمانه وعنفوانه، يلحظ ما بذلوه، من الغالي والنفيس في سبيل تطور الوطن وعزته ورخائه وتطوره وتقوية بنيانه ونمائه، ما جعله نموذجا متميزا يحتذى به لكل البلدان، ومصدر فخرنا وعنفواننا وتاج عز على رؤوسنا.

لقد عملت القيادات الهاشمية بكل ما أتيت من عزم وتصميم وما زالت، ولم تأل أي جهد في سبيل إقامة دولة مؤسسات على كل الصعد والمستويات، السياسية منها والاقتصادية، والعسكرية، والاجتماعية والثقافية وبناء الصروح العلمية الشامخات لتكون للعلم والبحث منارات عاليات، تعتبر من الأعمدة الرئيسة لتنمية الإنسان، أساس البنيان، الذي قال فيه المغفور له بإذن الله جلاله الملك الحسين بن طلال (الإنسان أغلى ما نملك) حتى غدت نسب التعليم في الأردن من أعلى النسب في العالم العربي وربما في العالم أجمع، وجعلت من الأردن علامة فارقة يشار إليها بالبنان في أصقاع العالم كافة.

المساواة بين المواطنين في حقوقهم وواجباتهم، الأمر الذي أكد عليه جلالة الملك عبد الله الثاني في خطابه الأخير بمناسبة عيد الاستقلال السبعين للمملكة، شكلت بالإضافة إلى سابقاتها درعا صلبة وقوية حفظت الوطن من كل الهزات الاقتصادية والسياسية والحروب التي ألمت على مدى عقود من الزمن بالمنطقة العربية، بخلاف دول عربية مجاورة، فقدت عناصر الأمان فيها بسبب تهميش الإنسان الذي يعتبر الأساس في التطوير والنماء للأوطان.

هذه العناصر تمثل في مجموعها، السياسة المنقطع نظيرها التي ما برح الهاشميون يسيرون على نهجها، والتي بسببها، نجح الأردن حيث فشل آخرون، في إرساء دعائم الأمن والأمان التي جعلت منه مقصدا ووجهة وملجأ لكل من سار على غير هدى من الشعوب العربية مشردا من وطنه، ليجد مكانا يأويه، ويحميه، تتوفر له سبل العيش والحياة الكريمة فيه.

اخر الأخبار