الخليج: من الواضح أن إسرائيل ليست مهتمة بالتوصل إلى تسوية

تابعنا على:   09:09 2016-05-26

أمد/ دبي: لفتت صحيفة "الخليج" الاماراتية في عددها اليوم الخميس، إلى أن "المبادرة الفرنسية لتسوية القضية الفلسطينية ومرتكزها مؤتمر دولي تمهيدي في باريس مطلع الشهر المقبل والحراك السياسي الفرنسي المترافق معها والمتمثل بزيارات لرئيس الوزراء ووزير خارجيته إلى تل أبيب ورام الله وبعض المواقف العربية الرسمية التي تتحدث عن أهمية السلام بالنسبة للمنطقة وضرورة تجاوب إسرائيل مع الجهود المبذولة لتحقيق ذلك وعلى قاعدة قبولها بمبادرة السلام العربية كلها تشكل على ما يبدو الوجه المعلن مما يجري وراء الكواليس من اتصالات في اتجاهات مختلفة وفي أكثر من عاصمة عربية وغربية وعلى مستويات رفيعة وعبر مسؤولين رسميين، في محاولة للبحث عن مدخل للتسوية والخروج من حالة انسداد أفق الحل، بعد توقف المفاوضات عام 2014 التي كانت تتم برعاية أميركية".

وأكدت ان "كل التحركات تحاول إقناع إسرائيل بالتخلي عن موقفها الرافض للحل، ومعرفة ماذا تريد بالضبط للتوصل إلى حل"، مشيرةً إلى أنه "حتى الآن لا جديد على هذا الصعيد، فقد كان الموقف الإسرائيلي ولا يزال هو التمسك بالمفاوضات المباشرة مع الجانب الفلسطيني ومن دون شروط مسبقة، أي أن تكون المفاوضات من دون مرجعية ومن دون تحديد إطار زمني لها، ومن دون وقف لعمليات الاستيطان أو تجميدها أي العودة من جديد إلى مفاوضات مفتوحة المدى، كما كان حال المفاوضات التي توقفت قبل عامين وبعد أكثر من عشرين عاماً من المفاوضات العبثية".

وأشارت إلى ان "هذا الموقف أبلغه رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو، إلى رئيس الوزراء الفرنسي مانويل فالس وإلى عدد من العواصم المهتمة بالقضية"، لافتةً غلى أنه "من الواضح أن إسرائيل ليست مهتمة بالتوصل إلى تسوية وليست في وارد أخذ الجهود الدولية والإقليمية بجدية، وهي ترى أن لا شيء يلزمها بحل، ما دامت هي قادرة على تحقيق ما تريد، وما دامت مسألة حل الدولتين مجرد بضاعة يمكن الحديث عنها أو الترويج لها من دون مقابل وهناك من هو مقتنع بأن إسرائيل لا تريد حلاً ولكنه يطرح حلولاً ومبادرات يعرف أنها شيك بلا رصيد بالنسبة لإسرائيل لكنه يوحي بأنه يحاول، فيما هو يمارس ضغوطاً على الفلسطينيين لتقديم تنازلات قد تقنع إسرائيل بالتراجع عن معارضتها، من أجل مراكمة أرباحها مجاناً".

وأفادت أنه "هناك من يعتقد بأن إسرائيل تريد السلام، لكنها تريد ثمناً أكبر مما هو معروض عربياً لكي تقتنع بجدية العرب والفلسطينيين، وهو ثمن يتعلق بأمنها وما يقتضيه من تنازلات تتعلق بالأرض والمستوطنات والمياه واللاجئين، إضافة إلى شروط عسكرية وسياسية لها صلة بالتطبيع وعلاقات حسن الجوار وهذا ما يتم تداوله في إطار اتصالات تجري هنا وهناك"، لافتةً إلى أنه "وسط هذا الحراك الدبلوماسي ترتفع أصوات تدعو إلى ضرورة التوصل إلى تسوية مع إسرائيل من أجل الانصراف لمواجهة خطر الإرهاب الذي يهدد المنطقة، ولا يمانع أن تكون إسرائيل جزءاً من المواجهة، باعتبار أن إسرائيل ليست كياناً إرهابياً قام بالإرهاب ولا يستمر إلا بالإرهاب".

ولفتت إلى أن "إسرائيل رغم كل ذلك لا تريد حلاً، ولا تصدق أن ما يقال أو يعرض عليها يوفر لها ضمانة في الحاضر أو المستقبل؛ لأنها تعتقد أن الزمن يعمل لمصلحتها ما دامت تمتلك القوة المطلقة والدعم الغربي الذي لا ينضب وما يجري على الأرض العربية من تدمير وتفتيت يصبّ في مجرى مشروعها".

اخر الأخبار