ابو الوطنية واعداءها

تابعنا على:   21:24 2016-05-22

عمر حلمي الغول

كل شعوب الارض اي كان موقعها وتطورها، تحتفظ وتوثق في سجلاتها الذهبية عظمة قياداتها التاريخية، اولئك الرجال، الذين لعبوا ادوارا هامة في كفاحهم التحرري او بناء وتطور دولهم وشعوبهم. وبغض النظر عن إجتهادات الخلف من القيادات فيمن سبقوهم، إلآ انهم لا يحيدوا عن ثابت من الثوابت، هو حماية وتعظيم إرث القادة الاباء، الذين صنعوا مجد وطنيتهم وقوميتهم. ومن يخالف ويناقض هذه القاعدة، ليس له صلة بتاريخ وسجل الشعب الكفاحي، بل هو فردا او جماعة من النكرات والطفيلين العابرين.

الرئيس الشهيد الرمز ياسر عرفات، الذي إختلفت معه القيادات الفتحاوية والوطنية كثيرا في ظل وجوده على رأس الثورة والمنظمة والسلطة، غير ان هناك إجماع وطني عليه، بانه ابو الوطنية المعاصرة. ورمزها الاول. لانه تمثل الشخصية الفلسطينية كما يليق بها، وحمل لواءها، وأنطلق بها في فضاءات الدنيا كلها. طرق كل الابواب، لم يخشى شيئا بما في ذلك الموت. هذا البطل التراجيدي ليس مطالبا بالرد، وهو الصامت الان في ملكوت الخلود على الاقزام أزلام الادارة المدنية والاخوان المسلمين المتنكرين للوطنية الفلسطينية.  

مع ذلك وإنصافا للحقيقة الموضوعية، وليس دفاعا عن ابو عمار، عندما يقف أي مراقب وبغض النظر عن خلفياته الفكرية او السياسية، إذا ما حاول تشخيص سماته، فان واحدة من اهمها، يعرفها القاصي والداني بالشواهد في كل المعارك العسكرية والسياسية وفي كل المحافل، هي الشجاعة، لا بل انه مسكون بالشجاعة المنقطعة النظير. ويمكن التأكيد، ان صورة المارد، التي سكنت عرفات، أثرت احيانا على حكمته السياسية، ودفعته لاتخاذ مواقف إنعكست سلبا على توجهاته ورؤاه في بعض المحطات.

الجهلة واعداء الوطنية الفلسطينية، هم من يمكن ان يورطوا انفسهم بالانتقاص من شجاعة وعظمة زعيم الشعب العربي الفلسطيني، ياسر عرفات. وبالتالي ان ينطق احد المارقين والكافرين بالوطنية بما يسيء لجرأتة وشجاعتة، فهذا لا ينتقص من عظمتة وبطولتة، انما يكشف عن إسفاف وضيق افق وإنحدار أخلاقي وقيمي، ويميط اللثام عن حقد دفين يسكن كل الانقلابيين الحمساويين، الذين أغاضهم تعمق حب الرمز الراحل ابو عمار في اوساط الشعب، مما دفع احد الجبناء، الذي هرب في سيارة إسعاف عام 2008/ 2009 إلى مصر اثناء الاجتياح الاسرائيلي على محافظات الجنوب للتطاول على ابو الوطنية الفلسطينية، كأنه شاء من خلال الاساءة لشجاعة عرفات، إلباس نفسه ثوب "الشجاعة". ونسي ذلك المارق، ان ما نطق به، ليس سوى الوجه الاسوأ للجبن والرخص والدونية.

وحتى عندما سعت قيادة الانقلاب الحمساوية الخروج من المأزق، الذي ورطها به الناطق بالكفر بالوطنية، لم تعتذر، بل حاولت الالتفاف على إرادة الشعب والحركة الوطنية، التي رفضت جملة وتفصيلا الاساءة لرمز الوطنية ابو عمار.  مما يؤكد أن قيادة حماس كلها تتنكر للوطنية الفلسطينية، وتكفر برموزها وخاصة رمزها البطل ابو عمار.

الرئيس الخالد ابو عمار، هو أحد اهم القيادات الوطنية المعاصرة، التي تداخل تاريخها الشخصي مع التاريخ الوطني، حتى تماهى به ومعه، فانصهر عرفات بالفلسطينية والعكس صحيح، وهو كما قال شاعرنا الكبير والعظيم محمود درويش، انه الفصل الاطول في تاريخ قضيتنا. ويمكن القول، انه صانع الفصل الاهم والاعظم من تاريخ وطنيتنا المعاصرة، وسيبقى عرفات يحتل انصع صفحات تاريخ شعبنا المجيد. وقامته العالية، لن يطالها الاقزام لا بانقلابهم ولا بشعاراتهم الغوغائية الكاذبة. رحمك الله يا ابا عمار. نم قرير العين، ولا تأبه بالاقاويل التافهة فعيون وعقول الشعب كلها تحرصك، وتنصفك وتدافع عنك.  

[email protected]

[email protected]

     

اخر الأخبار