خبراء يرسمون السيناريوهات «الأرجّح» لسقوط الطائرة المصرية : فرنسا المسؤولة بجميع الأحوال

تابعنا على:   17:12 2016-05-22

أمد/ القاهرة: قال عسكريون سابقون وخبراء طيران استطلعت صحيفة «المصري اليوم» المصرية آراءهم حول الأسباب التي أدت لسقوط الطائرة المصرية «إيرباص MS804»، إن الطريقة، التي سقطت بها، والصور الأولية للحطام ومتعلقات الركاب، تؤكد تعرضها لأحد احتمالين، الأول عطل فني «كارثي»، لم يسعف طاقم الطائرة لإرسال نداء استغاثة أو الإبلاغ عن المشكلة، التي تعرضت لها الطائرة، مثل تلف في دورة الأوكسجين أو تعرض أجهزة القيادة لعطل كبير، والثاني تعرضها لانفجار نتيجة عمل إرهابي داخل الطائرة.

وقال اللواء طيار سمير عزيز، خبير الطيران، إن أسباب سقوط الطائرة المصرية MS804 في البحر المتوسط تنحصر بين 3 احتمالات، «إما حدوث تلف في دورة الأكسجين، حيث إن ضغط الطائرة إذا تعرض للتلف مرة واحدة يسبب أزمة كبيرة يعجز حينها طاقم الطائرة عن الاستغاثة أو التصرف، أو تعرض أجهزة القيادة لعطل كبير، والاحتمال الأكبر من وجهة نظري هو حدوث انفجار أو عمل إرهابي داخل الطائرة».

وأضاف «عزيز»، أن ارتفاع الطائرة كان 37 ألف قدم أي قرابة 12 كيلومترًا عن سطح الأرض، وحسب زاوية سقوط الطائرة فإن الوقت الذي تحتاجه للسقوط هو ما بين 3 و6 دقائق وهو وقت كاف جدًا لإرسال جميع الاستغاثات.

وأكد الخبير في مجال الطيران أن هناك سهولة في استخراج الصندوق الأسود من مياه البحر الأبيض المتوسط نظرًا لعدم عمق المياه هناك مقارنة بمياه المحيطات وفي حال عجز الغطاسين، فهناك روبوت حديث ينزل في مياه البحر ويجلب الصندوق الأسود كما حدث في الطائرة المصرية التي سقطت في المياه الأمريكية، على حد قوله.

وقال اللواء طيار أبوبكر حامد، إن «الصندوق الأسود» يرسل إشارة بمكان سقوط الطائرة، وهو المرجّح حدوثه في الطائرة المصرية، ومن ثم تقوم جميع الأجهزة المعنية، بتتبع هذه الإشارة للوصول إلى مكان الصندوق الأسود، والعثور على حطام الطائرة، حيث يحتوي على جميع المعلومات الخاصة بسرعة الطائرة وارتفاعها وبعض المعلومات التي ربما تساعد في الوصول إلى أسباب سقوط الطائرة.

وأضاف «حماد» أن 37 ألف قدم تعني ارتفاع قرابة 12 كيلومتر عن سطح الأرض، ويحتاج سقوط الطائرة لهذه المسافة حوالي 4 دقائق وهو وقت كافي جدا لإرسال نداءات استغاثة، وحتى لو كان هناك حريق فالطائرة يمكن للطيار إبلاغ أجهزة الرادار والملاحة القريبة، أما عدم ارسال الطيار استغاثة أو إبلاغه عن وجود أعطال أو خلل مفاجئ، فهذا يكون إما لوجود عطل كبير جدا في الطائرة مثل تلف أو انفجار في محرك الطائرة، وأجهزة التحكم، أو حدوث شيء غير عادي أدى إلى انفجار الطائرة في الجو قبل السقوط.

وأوضح «حماد» أن أي طائرة لا تقوم بعملية الطيران إلا بعد إجراء صيانة يومية قبل الإقلاع للتأكد من قدرتها وعدم وجود أي خلل، كما يتم عمل صيانة شهرية وسنوية للتأكد من قدرة الطائرة على الملاحة والطيران، كما أن عمر الطائرة ودخولها الخدمة في 2003 مناسب جدا للملاحة والطيران، حيث إن هناك طائرات تطير منذ 40 عاما وبكفاءة ممتازة، مثل طائرات C130، والتي تقوم بنقل بضائع ومعدات عسكرية ولمسافات طويلة بعضها من مصر لأمريكا.

ولفت «حماد» إلى أن الطائرة تحتوي على صندوقين أسودين، أحدهما خاص بمعلومات ارتفاع الطائرة وسرعتها واتجاهها وبعض المعلومات التي ربما تساعد على حالة الطائرة وأسباب سقوطها، وصندوق آخر يوجد في قبة الطائرة يحوي جميع المحادثات التي دارت داخلة كابينة القيادة ومحادثات الركاب.

وأكد اللواء أبوبكر حماد، أن الطاقم الطبي المكون من الطيار ومساعده وحتى طاقم الضيافة، يخضع للكشف الطبي، وحتى طعام الطائرة يخضع للفحص، وإجراءات التفتيش في مطار شارل ديجول في فرنسا متقدمة جدا.

وبحسب مصادر مطلعة من مهندسي صيانة طائرتي إيرباص 320 و340 وبعض القيادات داخل مصر للطيران ، «لا يمكن علميا طرح فكرة انتحار الطيار، حيث لا يمكن لكابتن الطائرة إسقاطها من هذا الارتفاع، كما ترفض أجهزة الطيران والملاحة والحاسب الآلي داخل الطائرة تنفيذ ذلك، خاصة على هذا الارتفاع الشاهق 37 ألف قدم، فهناك أجهزة تقيس الارتفاع وسرعة الرياح وعدد لفات المحرك وضغط الطائرة قبل اتخاذ أي قرار بالهبوط أو حتى إنزال عجلات الطائرة».

وقالت المصادر، طلبت عدم ذكر أسمائها، «أما فكرة الاختطاف فهي غير ممكنة أيضا، حيث يوجد زر سري بجوار مقعد كابتن الطائرة في حالة حدوث عملية الاختطاف يرسل رقم 7500 إلى المراقبة الجوية والتي تفهم مباشرة حدوث اختطاف وتتعامل مع الطيار بشفرة معروفة وبطريقة آمنة وتهيئ له مناطق الهبوط وهو ما لم يحدث».

وأشارت المصادر إلى ترجيح سيناريوهين لا ثالث لهما، «الأول هو حدوث عطل فني وحريق تسبب في الدخان الذي انبعث من منطقة الحمامات والكارجو (الحقائب)، انتقل مباشرة إلى منطقة أجهزة الحاسب والتي تتحكم في قيادة الطائرة وتوجد أسفل الحمامات تحت كابينة القيادة، وجعل الطيار يفقد السيطرة على الطائرة».

وأضافت المصادر «الاحتمال الثاني حدوث انفجار عن طريق وجود قنبلة تم زرعها بطريقة ما أو مؤثر خارجي، وهو ما يبرر الدخان الذي انتشر في أكثر من مكان في الطائرة، وتسبب في سقوطها السريع والمفاجئ من هذا الارتفاع، وعدم قدرة الطيار على إرسال أي نداء استغاثة».

واختتمت المصادر بتأكيد أنه في كلتا الحالتين «تعتبر فرنسا المسؤول الأول عن الحادث»، نظرا لإقلاع الطائرة من مطارها، وهي المنوطة بالكشف عن أي عطل فني واتخاذ قرار الطيران من عدمه، فضلا عن تأمين الطائرة.

اخر الأخبار