رحله الاسراء والمعراج وموقع فلسطين اسرائيل

تابعنا على:   16:40 2016-05-21

د.اسعد جودة

تهل علينا ذكرى رحله الاسراء والمعراج ,رحله عظيمه لنبى عظيم أكرمه الله واصطفاه لهداية البشرية جمعاء ,رحله تحققت فيها معجزات وحكم , ومعها اكتملت التجربة الدينيه ,رحله مباركه من المسجد الحرام الى المسجد الأقصى الذى يرزح اليوم تحت نعال بنى اسرائيل المغضوب عليهم والمطرودين من رحمته ,ما بشرت به سورة الاسراء يتجسد فى زماننا واقعا حسيا وعمليا ونعيشه ,حينما نشاهد علو وفساد بنى اسرائيل مع ضعف همه الأمه وتراجعها عن الدور والمهمة المناط بها وارتهانها للهوى والمصالح وقبلت الدونية ,فرد الله الكرة لبنى اسرائيل عليها لتفيق من غفوتها وتتجهز للقيام بدورها على الوجهه الذى يحبه الله ورسوله ....

,اذا تأملنا جيدا روح ومضمن والصراع مع بنى ون ايات الله ووعده نحس أننا نعيش زمن العلو الاسرائيلى المرتبط بذروة الفساد , التي تحدث عنه القران الكريم في مطلع سورة الإسراء ...".وقضينا إلى بني إسرائيل في الكتاب لتفسدن في الأرض مرتين ولتعلن علوا كبيرا "الاسراء 4 .

هم اليوم أكثر نفيرا وأموال وبنين "وأمددناكم بأموال وبنين وجعلناكم أكثر نفيرا " الاسراء 6.

وفى ذات السياق يتحدث القران الكريم ,عن تدمير علوهم وإساءة وجوهم ودخول المسجد الاقصى ,"فإذا جاء وعد الآخرة ليسوءوا وجوهكم وليدخلوا المسجد كما دخلوه أول مرة" ولنتأمل الايه رقم 104 فى سورة الاسراء "وَقُلْنَا مِنْ بَعْدِهِ لِبَنِي إِسْرَائِيلَ اسْكُنُوا الْأَرْضَ فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ الْآخِرَةِ جِئْنَا بِكُمْ لَفِيفًا ) , ,اليوم تقذف بهم حظائرهم ويحملوا زرافات ويتجمعوا من كل اصقاع الأرض بعدما سكنوا كل الأرض ..ويساقوا الى قدرهم المقدور وهو اساءة وجوههم وتدمير وتتبير علوهم والقضاء عليهم ..هذا عدو يمثل بتحالفاته الشيطانيه خلاصه الشر الكونى مهمته الافساد فى الارض وإنتاج الحروب والماسى الانسانية "كُلَّمَا أَوْقَدُوا نَارًا لِلْحَرْبِ أَطْفَأَهَا اللَّهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الْأَرْضِ فَسَادًا وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ} [المائدة:64]

عن أى دين وعقيدة وكتب يتحدثون وهم قتله أنبياء ,ناكثى عهود ,معتدين ,عصاه ,قطعوا حبلهم وصلتهم مع الله (ضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ أَيْنَ مَا ثُقِفُوا إِلا بِحَبْلٍ مِنَ اللَّهِ وَحَبْلٍ مِنَ النَّاسِ وناءوا بِغَضَبٍ مِنَ اللَّهِ وَضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الْمَسْكَنَةُ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَانُوا يَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَيَقْتُلُونَ الأنْبِيَاءَ بِغَيْرِ حَقٍّ ذَلِكَ بِمَا عَصَوْا وَكَانُوا يَعْتَدُونَ) آل عمران/112 .

,والمولى تبارك وتعالى لم يتعهد أى مجموعه بشريه بالملاحقة والعذاب الى يوم القيامة إلا لهم " وإذ تأذن ربك ليبعثن عليهم إلى يوم القيامة من يسومهم سوء العذاب " الأعراف 167.

لو تأملنا الواقع والشواهد الداله ,المال وثروات العالم وبنوكه يتحكمون بها بل هم صناع المؤسسه الربويه فى العالم عائله روتشيلد ..على مستوى العدد والبنين مئات الملايين على امتداد أوروبا الغربية والولايات المتحدة البروتستانت يعتقدون أن اليهودية أم الأديان -المسيحيين الجدد New born christian - داعمين بالمال والنفوذ والسلاح والتمكين عبر تحالف شيطانى ,أكثر نفيرا وتحشيدا تجد الماكينات الاعلامية العالمية والاقليمية الجهنمية مثل CNN وقنوات الاباحية وكل ما يتعلق بتدمير المقومات الاخلاقية وكل وكالات الأنباء من رويتر وغيرها يملكها يهود ويوجهونها طبقا لبرنامجهم الافسادى وتحالفاتهم الشيطانيه ...

ومع كل هذا تجدهم حريصين على التأكيد دوما بأن صراعهم ديني بامتياز (وأى دين خليط من أهازيج وخزعبلات وأوهام تلمود كتبوه بأيديهم ) وأن القدس عاصمتهم الابديه وحق مطلق . على المقلب الأخر الأمة الاسلامية الوارثه (كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللّهِ ) ال عمران 110 , جزء لا يستهان به مبعثر ومفكك مريض ومأزوم ويستجدى المعونات والاغاثه ,وجزء متخم بالمال بطرت معيشته حتى كفر بأنعم الله ...ويقذف بالشعب العربي المسلم الفلسطيني المسكين والموهوم بالاستقلالية الخادعه ليواجه كيان ممكن من كل قوى الغرب الحديث وأدواته الرخيصة من بنى جلدتنا ..منطق مخالف لكل قوانين الطبيعة .؟!..

استنتاجات

• رحله الاسراء والمعراج , مثلت نقطه تحول استراتيجيه فى تاريخ العقيدة والبعثة الاسلامية ,حسمت معها كل الجدل , واكتملت معها التجربة الدينيه بعروج الحبيب المصطفى الى سدرة المنتهى , وامامتة للأنبياء ووراثتهم ,وتحققت بعدها النصرة لدين الله ودخل الاسلام العظيم فاتحا , لكل ارجاء الدنيا وهزم الفرس والروم وعمت الحضارة الاسلامية أرجاء الدنيا لما يزيد عن ألف وثلاثمئه عام ويزيد ,وتعاقبت عليها فى أربع مراكز حضاريه المدينه المنورة ودمشق وبغداد واسطنبول.

• طبيعة الصراع في فلسطين - وفى القلب منها القدس - وحول فلسطين مهد الأديان السماويه صراع على امتلاك التاريخ والحاضر والمستقبل وأن من يحكمها ويسطير عليها هو إمبراطور العالم والمتحكم به وقيمه ومعتقدة هوالأصوب والتى تسود ...

• القضية الفلسطينيه لا تخص الشعب العربي الفلسطيني لوحدة وان كان دورة مهم ورأس حربه ولكن هذا لا يؤهله بالمطلق أن يتصدى بمفردة لان هذا انتحار ..والأصل أن يكون الكل العربي الاسلامى حاضرا وفاعلا وداعما باعتبارها قضيه تمس عقيدة وثقافة وتاريخ وحاضر ومستقبل الامه جمعاء .

• العاملين فى ادارة الصراع على المستوى الفلسطينى مع هذا العدو الخسيس من قادة وعلماء ومثقفين واقتصاديين و مفكرين وأكاديميين وسياسيين وعسكريين وكل الشرائح , أن يؤصلوا لنهج ثقافة المقاومه فى كل مناحى الحياة ,وعمل مراجعه شامله وأمينه لمسار المشروع الوطنى برمته اين اخفق واين أصاب ؟ ,ويتوافق الكل الفلسطينى على رؤية استراتيجيه واحدة تأخذ بعين الاعتبار كافه الابعاد المحيطه بالقضية وصياغة أهداف قابله للتحقق قصيرة ومتوسطه وطويله ,تديم الاشتباك مع العدو ومشاغلته وعدم قفل باب الصراع معه لأن فى هذا خذلان وتيه للشعب وللأمة ...وأن يبنى ويحافظ على أى انجاز وطنى ...لأن فلسطين هى العنوان لصحوة الأمه وقدر شعبها أن يظل منافحا ومدافعا بكل الوسائل المشروعه .. ,ويتسلحوا بأعلى قيم الطهارة والشفافية ويأخذوا بأحدث الوسائل والتقنية وأعلى تطبيقات فى مجال الادارة ..وأن يكونوا سفراء أمناء على قضيتهم ويبشروا بالأمل ولا يتركوا بابا إلا ويطرقوه فى كل أمكن تواجدهم على وجهه المعمورة , ويؤسسوا لمرحله أن الصراع طويل وتمكين الناس بأدوات الصمود وتوفير الحد الادنى من الحياة الكريمة ضرورة ,ليعينوا على التخلص من أمراض الواقع الاجتماعى والفرقة والتمزق التسمم الأخلاقى ..وأن يجتهدوا بكل الوسائل لتعميق عرى الوشائج والروابط مع أبناء أمتهم العربية و الاسلامية وأن لا يسمحوا الى عقليه سايكس - بيكو البائدة أن تكون هى المحرك والباعث والشاحذ

• الدعم لصمود الشعب العربي الفلسطيني المسلم على أرض فلسطين يفترض أن يكون من أقرب القرب الى الله ,وليس منه بل واجبا وحق ودين على كل مسلم ,باعتبار ان فلسطين وفى القلب منها قدس الأقداس قبله المسلمين الأولى وثالث الحرمين وقضيتهم المركزيه , وعمليا هى الجدار الواقى والسد المنيع عنهم وعن بلادهم من هذا السرطان .الجغرافيا والموقع الاستراتيجى تؤكد ذلك ...

• ما يجرى من ما يسمى عمليه سلام ومبادرات سلام تثبت كل يوم عقمها وفشلها وعجزها لأنها تتعارض مع طبيعة الدور والمهمة للكيان الصهيونى وجميعها وصلت الى جدار مسدود ..نحن فى عقولهم ليس أكثر قطعان بهائم أعزكم الله ..هاهم يستحقرون السلطة ويريدوها خادمه وضيعه ولا وزن لها رغم أنها للأسف انساقت وتساوقت مع طلباتهم فيما يسمى بالتنسيق الأمنى الكارثة ,ومع ذلك لا مستقبل لها إلا أن تقبل أن تكون خادمه وحارسه ولا دور .. العدو لا يهتم إلا بأمنه ومن يعكر صفوة يقاتله ويسحق عظامه كأنما يقاتل قوة عظمى ولا أدل على ذلك ما يحصل فى غزة من شنه لثلاث حروب دمار طاحنه ...وبالرغم من جبروت العدو وبطشه وحصاره وقتله الممنهج لأبناء الشعب الفلسطينى الا أنه صامد على أرضه يقاوم بالمتاح وما استسلم ولا رفع الراية البيضاء ..ومتقين أن معه أغلبية الشعوب العربية والاسلامية رغم ضعفها وهوانها تؤمن بة وبقناعته ...

قضيه تحرير فلسطين من دنس يهود وحلفاءهم من قوى الغرب الحديثه الممكنه فى تقديرى هو مخرج ربانى لبدء دورة حضاريه جديدة يكون الاسلام العظيم بقيمه العليا ومبادئه السمحة هو العنوان ,وهذا سينعكس على كل مناحى الحياة ويزول الفقر والمرض والجهل والتخلف والظلم والتسلط والانحطاط والاستغلال ,وتحل قيم التسامح والعدل والقسط والرحمة والإنتاج والنماء والأمن والأمان لكل انسان على هذا الكوكب , لأن هذا ينسجم مع رسالة الاسلام العظيمه التى أرادها الله لعبادة وبعث نبى الرحمه محمد ابن عبد الله عليه أفضل الصلاة وأزكى التسليم وعلى صحابته وأهل بيته الطاهرين ومن تبع سنته الى يوم الدين (وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ))[الأنبياء:107

اخر الأخبار