القائد الوطني احمد سعدات مسيرة نضالية لا تنضب

تابعنا على:   15:45 2016-05-16

ا. علاء محمد منصور

نزولا وانحناءً أمام عمالقة الوطن ومسيرة الحرية والاستقلال والخلاص من الاحتلال, وبفعل مؤثرات عديدة ذات طابع تاريخي سياسي ونضالي وطني اجتمعت بل التفت حول معصمي, وأزفت الرحيل الا أن ترسم بحروف قليلة ما تركه الزمن من مفردات أتقنتها في مدرسة أم الكادحين مع رفاق الدرب والمسيرة, لذا وذاك المستتر بين أناملي أجد قلمي متصلباً أمام هامة وطنية كبيرة غُرس فيها حب الوطن والتفاني من أجله منذ سنواته الأولى على الأرض التي عشقها وناضل لكنس المحتل عن ترابها, فقد تعرض للاعتقال من قبل قوات الاحتلال حين بلغ السادسة عشر عاماً, وتجرع مرارة وعذابات السجن والسجان لأكثر من عامين عندما بلغ السابعة عشر ربيعا, وتتوالى الاعتقالات لتصل لأكثر من ثماني مرات وباتت كأنها مصير محتوم لكل الذين ينشدون الحرية والانعتاق من الاحتلال, وكمحصلة لنضاله الدؤوب انتخب احمد سعدات عضواً في اللجنة المركزية العامة في المؤتمر الرابع للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين في 1981م, واستمرت مسيرته النضالية لحين اندلاع الانتفاضة الفلسطينية الثانية وقيام اسرائيل باغتيال الأمين العام للجبهة الشعبية أبو علي مصطفى عام 2001م, فتم انتخاب أحمد سعدات كأمين عام جديد للجبهة, ورداً على عملية الاغتيال السالفة الذكر, أطلق المناضل سعدات كلماته المأثورة (العين بالعين والسن بالسن والرأس بالرأس), فكانت لكلماته الصدى المؤثر في سواعد الرفاق والذين ترجموا الأقوال الى أفعال, فنفذ نسور الجبهة عملية اغتيال عضو الكنيست الصهيوني المتطرف رحبعام زيئفي, ونتيجة لمطالبات الجهات الدولية والاسرائيلية أدخل سعدات ورفاقه سجن أريحا تحت اشراف ورقابة بريطانية بموجب اتفاق مع السلطة الوطنية الفلسطينية, الا أن اليهود كعادتهم منذ فجر التاريخ وكما أعلمنا الحق سبحانه في كتابه الكريم( أو كلما عاهدوا عهدا نبذه فريق منهم بل أكثرهم لا يؤمنون), فهم مع رب العزة عز وجل نقضوا الميثاق الذي قطعوه على أنفسهم ليعملوا بما جاء بالتوراة, ونقض بعضهم ذلك مرة بعد أخرى, فوبخهم جل ذكره بما كفروا وجحدوا, ففي 14 مارس 2006م انسحب المراقبون الأمريكيون والبريطانيون من سجن أريحا، لتدخل قوة عسكرية صهيونية إلى مدينة أريحا تحاصر السجن وتلقي القبض على أحمد سعدات الأمين العام للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، ورفاقه عاهد أبو غلمة قائد كتائب أبو علي مصطفى، وقرعان، والريماوي، والأسمر، والقروي وغيرهم, ومجموعة من المطلوبين الفلسطينيين من بينهم اللواء فؤاد الشوبكي، وفي 15 مارس 2006 أعلنت إسرائيل أن سعدات سيقدم للمحاكمة، وقضت عليه المحكمة العسكرية الإسرائيلية في 25 ديسمبر 2008 بالسجن الفعلي لمدة 30 عاما بتهمة إصدار تعليمات لمجموعات الجبهة الشعبية بقتل الوزير العنصري رحبعام زئيفي.

وفي ذكرى مرور خمسة عشر عاما لاعتقال سعدات ورفاقه أتوجه للرئيس الفلسطيني وقيادة منظمة التحرير وكافة الفصائل الوطنية والاسلامية الى تفعيل المطالبة بتحرير الأسير القائد أحمد سعدات خاصة وأنه أمضى بالاعتقال ما يزيد عن نصف الحكم الذي قضته المحكمة الاسرائيلية, وألا يتم القفز عن اسمه في أية مفاوضات قادمة كما جرى بصفقة وفاء الأحرار, وليصبح مطلب تحرير سعدات واللواء فؤاد الشوبكي من المطالب بل الشروط الرئيسة لعودة المفاوضات السياسية, فإسرائيل اذ لم تتخلى أو حتى تجمد الاستيطان شريطة العودة لطاولة المفاوضات فالأجدر بنا حينها المطالبة بتحرير الانسان أبو غسان.

وكما اتوجه للقائد الوطني (أبو غسان) الذي أصل العنف الثوري بأبهى صوره ومعانيه لتبقى الجبهة طليعة نضالية ثورية فلسطينية شامخة, أن يخوض العصف الفكري الأيديولوجي في صفوف الجبهة, وهو مطلبا لا يقل ضراوة عن الكفاح والنضال الثوري في أقدس ساحات الصراع بين الحق والباطل لتصير الجبهة ذات طابع وطني قومي عربي ذو بعد اسلامي تحرري نهضوي, بديلا عن البعد الوطني القومي ذو البعد الاشتراكي الماركسي, لتكون الجبهة طليعة ثورية في قالب ايديولوجي فكري جديد, وفي مقدمة الأحزاب والحركات الوطنية والعربية التي قامت بالتغيير والنهضة الفكرية لتصعد براية خفاقة من لون زاهي جديد سبيلاً لمواصلة مسيرة البناء والتقدم والتحرر الوطني.

 

ا. علاء محمد منصور

اخر الأخبار